19 مايو، 2024 - 7:10 ص

حصار غربي على الصين لإبعادها عن المنافسة في الهواتف الذكية!!

1 min read

الصراع يحتدم .. بين عمالقة التكنولوجيا .. !!

واشنطن تتهم الشركات الصينية بالتجسس وسرقة أسرار الصناعة!!

منع “هواوي” من تنفيذ الشبكات الأوروبية وحرمانها من أشباه الموصلات

“على بابا” تنتج الرقائق الدقيقة.. والخبراء يحذِّرون!

احتدم الصراع بين القوى الكبرى وشركاتها العملاقة في مجال التكنولوجيا. وبعدما فرضالغرب عقوبات على الشركات الصينية لمنعها من الارتقاء بمنتجاتها والمنافسة في السوق،تعمل هذه الشركات بكل قوة لكي تحتل مكانًا يليق بها في عالم لا يرحم!

لقد سعي الحزب الحاكم في الصين لجعل بلاده “قوة عظمى تكنولوجية” تعتمد علىنفسها، ودفع الحزب شركة على بابا، كبرى شركات للتجارة الإلكترونية في العالم، لتوليالأعمال الصعبة والتي تحتاج إلى ميزانيات كبيرة وتكلفة عالية، وتتمثل في تصميمالرقائق الدقيقة للمعالجات الخاصة بها، وهو عمل لم يسبق لمجموعة علي بابا القيام به.

ويشير تقرير لشبكة سي إن إن إلى أن الإلحاح الرسمي الصيني جاء بعد أن فقدت شركةهواوي، التي تقوم بتصنيع معدات الاتصالات، إمكانية الوصول للرقائق الأمريكية وغيرهامن التقنيات عام 2018، وذلك بموجب العقوبات التي فرضها البيت الأبيض وتسببت فيشل طموح الشركة، لأن تصبح رائدة في مجال الهواتف الذكية. ويزعم المسؤولونالأمريكيون إن هواوي تمثل خطرًا أمنيًا وتساعد في التجسس الصيني، وهو اتهام تنفيهالشركة.

ظلت شركة هواوي Huawei تتألم. بعد أن فرضت الولايات المتحدة قيودًا على وارداتالشركة، وتم منع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على المكونات الرئيسيةلأشباه الموصلات. أقنعت أمريكا أيضًا عددًا متزايدًا من قادة الصناعة الأجانب، وكثير منهمفي الديمقراطيات المتقدمة، بإبقاء هواوي خارج شبكات الجيل الخامس 5-G الخاصةبهم. وكان لهذه الإجراءات العقابية تأثيرها، فانخفضت عائدات الشركة على مدار عامكامل.

ولكن في أكتوبر، كشفت وحدة إنتاج الرقائق T-Head التي يبلغ عمرها 3 سنوات، عنمعالجها الثالث (Yitian 710) لأعمال الحوسبة السحابية في شركة علي بابا، ويعتمد هذاالمعالج processorعلى رقائق متقدمة تبلغ أبعادها 5 نانومترات. وتقول إنها، في الوقتالحالي، ليس لديها خطط لبيع هذه الرقائق للغرباء.

وتمثل الرقائق أولوية قصوى للصين كي تنهي اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكيةواليابانية والموردين الآخرين الذين تعتبرهم بكين منافسين اقتصاديين واستراتيجيين. ويحذر رجال الأعمال والسياسيون من أنه إذا نجحت الخطة الصينية، فإن ذلك قد يبطئالابتكار ويعطل التجارة العالمية ويجعل العالم أكثر فقراً!!

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج قد دعا في مارس الماضي، بلاده لأن تصبح “قوةتكنولوجية عظمى” لحماية “الأمن الاقتصادي الوطني”. وقال: “يجب أن نسعى جاهدينلنصبح المركز الرئيسي للعلوم والابتكار في العالم”.

وتزيد حملة بكين للاعتماد على الذات من التوتر مع واشنطن وأوروبا اللتين تعتبرانالصين منافسا استراتيجيا وتتهمانها بسرقة التكنولوجيا. وهما تعترضان طريقها فيالسعي للوصول إلى الأدوات اللازمة لتحسين صناعاتها!!

وسبق أن أطلق الزعيم الصيني شي جين بينج، في عام 2018، مبادرة المعايير الصينية2035، التي تسعى صراحة للسيطرة على هيئات المعايير.

وذكر تقرير نشره موقع “ديفنس وان” الدفاعي الأمريكي، أن هذا النهج يتضمن وضعالمواطنين الصينيين في مناصب قيادية عليا داخل منظمات تطوير المعاييرمثل الاتحادالدولي للاتصالات أو مشروع شراكة الجيل الثالث، والهيئات المماثلةليتولوا مناصبقيادية في الأمانات ومجموعات العمل واللجان الفرعية الفنية؛ ودفع الشركات الصينيةللتصويت لصالح المقترحات التقنية الصينية، حسبما تشير ورقة أصدرها معهد آسياللسياسة.

ويقول بعض الخبراء إن الصين تهدف لتشكيل معايير مستقبلية لكل شيء، بدءًا منالحوسبة بجميع أنواعها إلى الجيل السادس 6G وحتى إعادة صياغة المعايير الدوليةحول الذكاء الاصطناعي، وذلك بزيادة تمثيل شركات التكنولوجيا الصينية داخل هذهالهيئات.

وهناك أيضًا تهديد اقتصادي للغرب، فمن خلال المعايير، ستتمتع الشركات الصينية بميزةالسرعة في تسجيل براءات الاختراع التي تلبي هذه المعايير، مما يعني أن المزيد من الدولوالشركات ستدفع الأموالً مقابل استخدام التكنولوجيا الصينية. ومن شأن ذلك إبعادالشركات الغربية التي تركز بشكل أكبر على الأمان وتكون منتجاتها مرتفعة الثمن. وبالطبع، فإن هناك مناطق واسعة في إفريقيا وشرق آسيا وآسيا الوسطى، تعتمد علىالتقنيات التي ربما لا تكون الأكثر أمانًا.

ويرى البعض أنه إذا كان العالم سينفصل أو ينقسم إلى أسواق بمعايير ومنتجات غيرمتوافقة، فقد لا تصلح الأجزاء المصنوعة في أمريكا أو أوروبا للعمل في أجهزة الكمبيوترأو السيارات الصينية والعكس صحيح أيضًا. في هذه الحالة سيحتاج صانعو الهواتفالذكية، لتصنيع إصدارات خاصة لكل سوق على حدة، وذلك قد يبطئ التنمية، كما يجعلالمستهلك يدفع ثمن الصراع بين الصين والولايات المتحدة.

وتقول الأسوشيتدبرس إن مصانع الصين تقوم بتجميع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتراللوحية ولكنها تحتاج لمكونات من الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وتايوان وكورياالجنوبية. ومثلت الرقائق أكبر واردات الصين، متقدمة على النفط الخام، بأكثر من 300 مليار دولار العام الماضي.

وتقترب شركة هواوي وبعض المنافسين الصينيين من الوصول لمستوى الشركات الغربيةوالكورية الجنوبية والتايوانية في القدرة على تصميم رقائق “متطورة” للهواتف الذكية،وفقًا لمحللي الصناعة.

وكمثال على مدى تعقيد الرقائق، يتطلب تعبئة ملايين الترانزستورات على قطعة منالسيليكون بحجم ظفر الإصبع إلى حوالي 1500 خطوة، علاوة على دقة مجهريةوتقنيات غامضة مملوكة لموردين أمريكيين وأوروبيين ويابانيين وغيرهم.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيراجع الاستثمارات الأجنبية بعد شكاوى من أن الصينتقوض الريادة التكنولوجية لأوروبا بشراء أصول مهمة مثل شركة Kuka الألمانية لصناعةالروبوت.

قالت جيل ديسيس في تحليل لها على موقع سي إن إن: إن الحملة الأمريكية أدت إلىبعض النتائج في أوروبا. وبالفعل استبعدت السلطات البريطانية شركة هواوي منالمشاركة في أعمال شبكة الجيل الخامس بالمملكة المتحدة، كمااستبعدت أكبر شركةاتصالات في إيطاليا هواوي من عرض شراء معدات 5-G.

كانت الضربة الرئيسية الأولى في 2019، عندما تم حظر تطبيق تيك توكTikTok في الهندبعد اشتباك حدودي مع الصين أسفر عن مقتل 20 جنديًا هنديًا.

وفي سبتمبر 2021أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أنه تقرر حظر تطبيقي “تيك توك”و”وي شات” الصينيين بسبب مخاطر تتعلق بـ”الأمن القومي”، في ظل تصاعد التوتربين البلدين.

تقول بكين إنها ستنفق 150 مليار دولار حتى عام 2030 لتطوير صناعة الرقائق، ولكنهذا المبلغ يعد ضئيلًا مقارنة بشركة تصنيع أشباه الموصلات في تايوان TSMC التيتعتزم إنفاق 100 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة على البحث والتصنيع. وتحاولالصين شراء الخبرة بتوظيف مهندسين من الشركات التايوانية. وردت تايوان، بفرض قيودعلى إعلانات الوظائف.

ويتفق كثير من الخبراء على أن شركات التكنولوجيا بدأت تدرك حقيقة أن الحياة فيالمستقبل ستكون أقل عولمة.

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.