19 مايو، 2024 - 11:20 ص

“السرو “واحدة من أغرب عجائب المحميات الطبيعة الخلابة فى قلب الصحراء الغربية -صور

مقصد سياحي ملائم للزائرين من جميع أنحاء العالم.. مياهها عذبة تحتضن مقابررومانية مندثرة

مرشد سفاري : البئر تفور استقبالا للشاربين.. وتجف عند رحيل الزائرين

تطالعها الأيام والليالي القمرية.. ولاتنضب مياها العذبة الرومانية.. ورغم مرور الزمن علىمدار الدهر ، تبقي بئر “السرو” الجوفية بواحة الفرافرة البيضاء ، واحدة من أغربعجائب المحمية الطبيعة الخلابة فى قلب الصحراء ، فهناك تحملك الرياح فوق ذرات رمالهاالذهبية حيث التكوينات الصخرية الممتدة على اتساع البصر ، وفيض من المشاعر المتدفقةكلما اقتربت رويداً نحو مصدر تلك الجاذبية ، لتجد نفسك ضيفا عزيزا فى ساحة المياهالمتدفقة من غلظ الجبل بين كنف الطبيعة الغامضة ومهابة الأسرار والمعتقدات المتوارثةحول سحر فتان يخطف العقول وحقائق علمية أقرب إلى الخيال من الواقعية.

ضرب من الخيال والجمال الممتد على مساحات شاسعة ، بعيداً عن الزحام وتدخلاتالإنسان حيث تقف الطبيعة حارساً بمن حولها من الوديان والتلال الرملية فوق أعلى نقطةجبلية ترصد كل التحركات  والسنوات الغابرة فى مشهد فريد يجسد لوحة فنية غيرتقليدية من صنع الخالق ، ليبقي شاهدا على ما كانت عليه الواحات الغربية فى عصور ماقبل التاريخ وتعاقب الحضارات القديمة ، فتلك البئر الذي يطلق عليه البعض ، “عينالسرو”، ليست مجرد بئر للمياه العذبة المتدفقة شمال شرق مدينة الفرافرة بمسافة ٦٠كم ،والتى لا ترتفع إلا عندما تطأ أقدام الإنسان فوق سطحها لساعات تستمر لأيام وشهور دونأن تنضب أو تجف قبل أن تجد الأمان والطمأنينة لتبدأ بعدها فى إخراج ما بباطنها منمياه متدفقة يشرب منها الطير وجميع الكائنات المجاورة والتى تستمر طوال فترة إقامةالضيف حتى رحيله.

بوابة الحدث ٢٤ تكشف بالتصريحات وآراء الخبراء كل جديد حول أسرار إحدى الظواهرالطبيعية التى تتمتع بها محمية الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد دون غيرهامن حيث المساحة والمعالم السياحية الفريدة ، أبرزها بئر “السرو” العجيب بواحة الفرافرةصاحب الشهرة العالمية الأكثر جدلاً وتضاربا فى التفسيرات لكثرة الأوقايل وتضاربالمعلومات ، لما يحيط به من شواهد شبه مؤكدة وتجارب علمية من منظور الخبراءوأصحاب التجارب السابقة بعد سنوات البحث والتنقيب حول ماهية تلك الظاهرة التىتحولت إلى إرث شعبي متناقل بين الواقع والمامؤل ودرب من الخيال المزعوم.

يقول محمد بخيت من أبناء مركز ومدينة الداخلة ، أن هناك أكثر من تفسير ورد فى معاجماللغة العربية حول ماهية مصطلح كلمة السرو حسب طريقة النطق أو الوصف ، منهاالسَّرْوُ: بفتح أوّله، وسكون ثانيه، إشارة إلى ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظالجبل ، وهو التفسير الأقرب لسبب تسمية عين السرو بواحة الفرافرة نظرا لطبيعة المنطقةالصحراوية وما يحيط به تضاريس وتلال رملية تحتضن أسفل باطنها بحيرات من المياهالعذبة الجوفية ، مضيفاً بأن هناك رأى آخر يرجح أصل “السرو” إلى جنس نباتي شجرييتبع الفصيلة السروية المنبثقة من سلاسة الصنوبريات لأغراض الزينة والتى ترمز إلىالحياه كما كان يطلق عليها قديما ، لافتا إلى أول من استخدموا جذور السرو في علاجالشعر وصبغ لونه هم قدماء المصريين وغيرهم من الحضارات القديمة حيث نقشت أشجارالسرو على الجدران الخارجية لمعبد رمسيس الثالث بالكرنك ، فضلا عما ورد ذكره فىبعض الكتب التاريخية والاكتشافات الأثرية.

يضيف رضا حمودة ، يعمل بمهنة الإرشاد السياحي من أبناء مركز ومدينة الفرافرة ، فىتصريح خاص أن الكثير مما يتم تناقله على صفحات التواصل ووسائل الإعلام وغيرهمامن تفسيرات وأقاويل مبالغ فيها ولا تمت للواقع بصلة من قريب أو من بعيد باستثناءظاهرة تزايد معدل خروج المياه من عين “السرو” خلال فترة تواجد الوفود السياحية أوالرحالة شرط الإقامة بجوار البئر لمدة لا تقل عن ٢٤ ساعة تبدأ بعدها العين فى “الفوران”ومن ثم الإرتفاع تدريجيا حتى تخطى حاجز الفتحة العلوية لسطح البئر والإنتشاربمحيط المنطقة العامرة ببعض أشجار النخيل وبقايا مقابر رومانية مغطاة بالكثبانالرملية غير تابعة لهيئة الآثار المصرية.

ولفت حمودة ، إلى أن منطقة “السرو” تقع على مسافة ٩٥ كم شمال شرق محمية الفرافرةالبيضاء ، والتى تعد بمثابة محطة أساسية ومعلم سياحى لجميع رحلات السفاري التييقصدها الأجانب من جميع أنحاء العالم لكثرة ما أشيع عنها من أساطير وقصص عجيبةغير مألوفة ، فضلا عن نقاء مياه البئر العذبة الإستشفائية ، مشيراً إلى أن عين السرو قبل٣ أعوام كانت قد تعرضت للجفاف نتيجة انسداد أحواضها الأربعة نظرا لتهالكها منالداخل إلى الخارج بسبب تقلبات المناخ وعوامل الرياح وتكاثر الرمال الزاحفة بالمنطقة ،الأمر الذى تطلب سرعة تكاتف أهالى الواحة لتنفيذ حملة تطوعية قوامها الشباب ، والتىنجحت فى تطهير البئر ، وإعادة ضخ المياه دون انقطاع من خلال بناء ٣ أحواض جديدةبالتنسيق مع محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة.

ومن الناحية العلمية لتفسير الظاهرة ، يرى الكثير من الباحثين والمهتمين وبعضالمتخصصين فى مجال المياه الجوفية والطبيعة الجيولوجية ، أن هذه الظاهرة الفريدةيمكن تفسيرها طبقا للنتائج العلمية والدراسات إلى وجود تجوفات عميقة ممتتدة أسفلسطح البئر نظرا لقدم المكان الذى كان يحتضن فيما مضي بحيرة مياه عذبة تعرضتللأندثار قبل آلاف الأعوام ، فى إشارة إلى تحول قشرة الأرض وتربتها الرملية لقطعةرخوية تشبه الأسفنج من حيث الخواص ، وهذا ما يجعلها تفرز الماء المخزون بباطنالأرض، كلما اقترب منها أحد وضغط بخطوات أقدامه فوق سطحها ، غير أن هذا التفسيرقد يصلح للكائنات الثقيلة الوزن كالإنسان والحيوان، لكنه لا يفسر خروج الماء للطيوروالحشرات الضئيلة.

من جانبه أوضح مصدر مسئول بهيئة آثار الداخلة ، أن عين السرو بالفرافرة تقع علي بعدحوالي ستون كيلو مترا شمال شرق مدينة الفرافرة داخل محمية الصحراء البيضاء والتيتضم مجموعة من العيون أشهرها العين الخضراء وعين السرو ، مشيرا إلى أن

البئر تقع في أعلي تبه رملية ويحيط بها أرض صخرية من جميع الجهات وبسببوجودها في مكان مرتفع سميت بهذا الإسم ، لافتا إلى وجود بعض أشجار النخيل القديمبمحيط تلك المنطقة ، وأن السرو لغة تعني ما ارتفع من الوادي وهبط.

تجدر الإشارة إلى المصريون القدماء كانوا يحتفلون بشجرة الحياة التى يختارونها منالأشجار الدائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة وانتقلت هذه العادة من مصر إلى سورياومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر فى أعياد الرومان ثم تعود مرة أخرى لتظهرفى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس وهى الشجرة التى تحتفظبخضرتها طول العام مثل شجر السرو وشجر الصنوبر

.

يذكر أن شجرة عيد الميلاد سواء من السرو أو الصنوبر ، ارتبطتا بأقدم الأساطير المصريةالقديمة وهي أسطورة الثالوث المقدس التى نشأت مع عقيدة الخلق والتكوين فى مصرالقديمة وهى قصة الصراع بين الخير والشر والتى جسدها «ست» رمز الشر وأوزوريسرمز الحياة المتجددة ورمز النيل العائد بالفيضان والخضرة والخير ، حيث عثر العلماءعلى بعض أخشاب نبات السرو من عهد الأسرتين السادسة والثانية عشرة في مصرالقديمة ، حيث كان هذا النبات مقدساً وما زالت أشجار السرو تنمو في جمهورية مصرالعربية، ويطلق المسيحيون على هذا النوع من النبات “الشجرة الحزينة” رمزا للحزنوزينة للقبور ، كما هو الحال بمنطقة عين السرو بمحمية الفرافرة والتى تحتضن بعضالمقابر الرومانية بمحيط البئر.

وكان الفراعنة يستخدمون أوراق نبات السرو في عدة أغراض نظرا لاحتوائه على زيتطيار يضم الباينين الكامفين السيدرول ، من أهمها وصفة فرعونية قديمة لصبغ الشعروكانت تستخدم جذور النبات بعد سحقها وعجنها بالخل ثم توضع على شعر الرأس علىشكل لبخه بغرض تقويته وصباغته ، فضلا عن مأرب أخرى أبرزها كدواء لعلاج مرضالبهاق، حالة دق جوز السرو ناعماً مع التين وجعل منه فتيلة في الأنف أبرأ اللحم الزائدإضافة إلى فاعليته كمسكن لوجع الأسنان، ومدواة أورام العين وعسر التنفس والسعالالمزمن والبول وقروح الأمعاء والمعدة.

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.