19 مايو، 2024 - 7:10 ص

نبيل فهمى :الصراع بين امريكا والصين سيكون اقتصاديا واجتماعيا

أكد نبيل فهمى، وزير الخارجية الأسبق، أن الحالة الاستثنائية التى تعتقدها أمريكا فى نفسها والطموح الاستثنائى للصين يجعلان أرضية المواجهة قائمة بينهما، لكن هناك تكلفة كبرى للغاية لأى صدام عسكرى الذى تجعله خيارا مستبعدا من الطرفين، وأى مواجهة محتملة ستكون حول تايوان، مشيرا إلى وجود تغير فى مفهوم القوة والأطراف الفاعلة بشكل كامل حالياً وأن القوة حاليا أصبحت فى المعلومات

وعن فرص المواجهة الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية بين أمريكا والصين خلال الفترة المقبلة أكد فهمى
أننا فى مرحلة تحول اقتصادى على المستوى الدولى بين القوى العظمى منذ الحرب العالمية الثانية والقوى القادمة، وتعتبر الصين أكبر مثال لتلك القوى القادمة، والمواجهة ستتم لكن السؤال هو ما هى حدود تلك المواجهة وبداياتها؟ ولا أتوقع صداما عسكريا، لكن الولايات المتحدة مازالت تؤمن أنها دولة متميزة فريدة، وترى أنه أصبح لها الحق فى الاحتفاظ بدور الريادة، ومن ناحية أخرى الصين حاليا تعتقد أنها من حقها المنافسة الحرة، وأصبحت تتحدث بثقة متزايدة حيث تحدث الرئيس الصينى عن استعداد بلاده للقيام بدور رائد لإصلاح المنظومة الاقتصادية الدولية، بجانب تنامى القدرات العسكرية والتكنولوجية الصينية فى الفترة الأخيرة. ومن ثم فإن الحالة الاستثنائية التى تعتقدها أمريكا والطموح الاستثنائى للصين يجعلان أرضية المواجهة قائمة، لكن هناك بدون شك تكلفة كبرى للغاية لأى صدام عسكرى، فهو ليس فى مصلحة الصين وهى الدولة الطموحة والأقل قدرة فى الميزان العسكرى من أمريكا وليس من مصلحة الولايات المتحدة أيضا أن تدخل فى صدام عسكرى مع دولة كبرى بحجم الصين تحديدا، فضلا عن أنه لا يوجد ساحة صراع عسكرى مباشرة لها أولوية، فساحة الصراع المحتملة فى آسيا فى تايوان وهون كونج وهى ليست ساحة لها أولوية، ولهذا فأعتقد أن المواجهة قادمة لكن ليس مواجهة عسكرية إلا لو شاهدنا خطأ ما فى الحسابات وإذا تم ذلك ستكون مواجهة عسكرية حول تايوان، لكنى لا أتوقع ان يحدث ذلك بشكل سريع، فليس من مصلحة الصين الدخول فى مواجهة مع أمريكا، وبالتالى المواجهة ستكون اقتصادية اجتماعية فى المقام الأول.

وعن تأثير حدوث صدام أمريكى صينى على دول الشرق الأوسط
أكد وزير الخارجية الاسبق أنه سيكون له تأثير قوى، ليس فقط على دول الشرق الأوسط لكن على العالم كله.

اشار الى ان القوة حالياً فى المعلومات، وهو عنصر آخر يجب أخذه فى الاعتبار، وليس فقط القوة العسكرية أو الاقتصادية، كما أن هناك تعاونا وتشابكا بين دول العالم، ومن ثم نجد اعتمادا، حتى فى أمريكا على الخبرة الآسيوية لأن التعليم فى آسيا استند على أهمية تطوير الصناعة والتكنولوجيا، وهو عنصر متنامٍ فى بعض الدول الآسيوية عن الموجود فى بعض الدول الغربية، التى تركز على العلوم الاجتماعية، وهناك عنصر آخر وهو أنه لا تزال منظومة الدولة الوطنية قائمة ولها دور فعال فى الصين وأمريكا، إذن هناك تعريف جديد للقوة ولم تعد الدولة الكبرى وحدها هى المقرر، فضلا عن أن نظام القطبين انهار وتم استبداله فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينات بنظام الدولة الواحدة، ثم ظهرت دول طموحة تنمو بسرعة مثل الصين.

كما أن هناك الآن حديثا عن دول أخرى لها مستقبل كبير وطموحات اقتصادية من ضمنها إندونيسيا مثلا، وبالتالى فنحن ندخل فى خريطة سياسية واقتصادية جديدة وإنما ليس فقط باستبدال دولة بأخرى، فهذا سيكون جزءا من الخريطة، وإنما أيضا بتغير مفهوم القوة ومفهوم الأطراف الفاعلة بشكل كامل، والأمر المشارك فى كل ذلك بين المنظومة القديمة والمنظومة الحالية هى أن من هو منتج ومبتكر ومن يجتهد ستكون له الريادة، فمن ينتج فكرة أو سلعة أو مفهوما جديدا أو يسابق بفكرة جديدة ستكون له الريادة والمثال على ذلك هى الشركات المبتدئة، والتى تخلق أفكار خلاقة، فمثلا شركات مثل أبل وميكروسوفت، وكلتيهما لم يتخرج المؤسس لهما من الجامعة مثل بيل جيتس الذى انسحب من جامعة هارفرد، وبالتالى فهم فكروا خارج الصندوق وخارج المنظومة الاقتصادية التقليدية، واستطاعوا تكوين كيانات اقتصادية عملاقة سبقت عجلة التنمية بالأفكار المبتكرة.

 

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.