«اتعب واشتغل».. ومبادرة السيارات.. و«حلقة السمك»..!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رده على طفل فى نادى شربين الرياضى فى محافظة الدقهلية يتمنى أن يكون مثل محمد صلاح قال له «عايز تبقى زى محمد صلاح لازم تتعب وتشتغل». والرئيس بهذا الرد لخص وأوجز كل الحكاية.. حكاية الإرادة والتصميم على بلوغ الهدف.. لازم تتعب وتشتغل.. فالنجاح لا يأتى بالأمنيات ولا بالدعوات فقط.. ولا منخلال الأقارب والعلاقات.. والنجاح يأتى من رحم المعاناة.. من الإصرار.. ومن التحمل ومن اكتساب المهارات ومن الرغبة فى أن تكون طوال حياتك تلميذاً تتعلم لأن التلميذ الذى يتعلم جيداً هو الذى يتفوق على أستاذه ويحقق الإبداع. وعندما سألوا وتساءلوا عن كيفية تفوق اليابانيين على العرب فى ركب الحضارة والانتاج رغم أن اليابان خرجت بعد الحربالعالمية الثانية منكسرة ومنهزمة وشبه محتلة بينما العرب فى هذه الأوقـات تدفقت عليهم الثروات بفعل انفجار ينابيع النفط فإن الإجابة كانت تتلخص فى أن اليابانيين أدركوا وتعلموا من ماضيهم وذهبوا إلى أوروبا وأمريكا تلاميذ ينحتون ويبحثون عنالتكنولوجيا والعلم الجديد فى هذه الدول فتعلموا وتفوقوا على الأساتذة وغزوا العالم بانتاجهم الصناعي،
أما العرب فقد ذهبوا إلى أمريكا وأوروبا بأموالهم كزبائن وليس كتلاميذ واشتروا كل جديد لكنهم لم يتعلموا سر الصنعة والانتاج.. والزبون لا يتعلم مثل التلميذ ولذلك ظلوا طوال عدة عقود مجرد مستهلكين ولم يكونوا أبداً منتجين.
وما يقوله الرئيس هو دعوة لأن يكون لدينا ما نقدمه وهذا لن يحدث إلا بالتعب والعمل وبالرغبة فى اثبات الذات.. انها معركة الفرد التى تعنى نجاح المجتمع ككل.
> >>
وأتحدث فى قضية أخرى تتعلق برغبة الدولة فى تشجيع أبنائها فى الخارج على الاسهام بشكل غير مباشر فى دعم الدخل القومى لبلادهم من العملات الأجنبية عن طريق السماح لهم باستيراد سيارات معفاة من الخارج.. وأقول فى ذلك إن هذه المبادرة فى حاجة إلى إعادة تقييم وتعديلات جديدة حتى تحقق النتائج والهدف منها وأن تكون بشكل وبطريقة أسهل وأسرع فى التنفيذ وهناك الكثير من الأفكار والآراء فى هذا الشأن التى يمكن أن تساعد فى تفعيل المبادرة بشكل يخدم مصلحة الفرد والمجتمع.
> >>
والدولة لن تتوقف عن الحرب ضد الفساد ومحاولة رصد وضبط الذين يسرقون الجمل بما حمل.. وآخر القضايا المثيرة هو ما تم الإعـلان عنه عن إلقاء مباحث الأموال العامة القبض على رئيس مجلس أمناء إحدى الجامعات الذى تمكن من الاستيلاء على أربعة مليارات جنيه قيمة أصول وممتلكات تابعة للجامعة بطرق وألاعيب شيطانية.. ولم يكتف الرجل بذلك فقد منح نفسه أيضا مكافأة لنهاية الخدمة قدرها ٥٦ مليون جنيه بالرغم من كونه رئيساً لمجلس الأمناء وليس من العاملين المستحق لهم صرف مكافأة نهاية الخدمة..!!
والقضية فى جانب وحكاية المعاش فى جانب آخر.. فالطمع لا حدود له.. والذى تمكن من الاستيلاء على أربعة مليارات من الجنيهات هل هو فى حاجة إلى ٥٦ مليون جنيه فى نهاية الخدمة.. ياراجل دول ملاليم.. ويمكن الملاليم دى هى اللى كشفته..!
> >>
وزمان.. أيام زمان كنا نذهب لسوق السمك أو حلقة السمك ونقوم بشراء كيلو سمك من أى نوع ويأتى البائع فيضيف عليه «شوية جمبري» أو كابوريا هدية ومجاملة.. ومؤخراً فقد قررت أن أذهب إلى السويس إلى منبع السمك.. وبكام الجمبرى يا معلم.. وبكام الدينيس.. وبكام المكرونة.. وبكام وبكام..!
ويبدو بعد الجولة وبعد السؤال والاستفسار والنظروالتأمل والفحص والتحرى أن السمك قد أصبح سلعة للعرض.. وليس للبيع.. واللى يقدرعلى عزيزة.. يقدر على شراء السمك..!
>>> ً
ونريح أدمغتنا قليلا فى محاولة لفهم الحياة ونقرأ ونستمع بما كتبه الأديب الروسىالشهير دوستويفسكى فى رواية «الشياطين» حيث يقول.. يعتمد تقبل الناس لرأيك علىمقدار ما تملك من مال ويتناسب طردياً معك لذلك أن كنت فقيراً فالصمت أفضل لك أفضلبكثير، أما إذا كنت تملك المال والكثير منه وتعمل لاكتساب المزيد فتكلم والكل يسمعك لاتستغرب أرجوك.. ألا ترى أنه حتى الأحمق يصبح بالمال عملاقاً. دوستويفسكى على حق فالمال هو اللسان لمن أراد فصاحة.. ومن عنده الذهب إليه الناس قد ذهبوا.. ومن ليس عنده الفضة ترى الناس عنه قد انفضوا..!! الحكاية كده.. وهتفضل كده..!
>>> ً
وفى محاولة فهم الحياة أيضا وواقعنا وحياتنا فإننى لا أعتقدأن هناك خبيراً أو محللا اقتصادياً لديه القدرة على التنبؤ بمعرفة حركة الـدولار الأمريكى وفى علاقته بالجنيه المصري..!!
مليون رأى ومليون تحليل وعشرات وآلاف التوقعات.. والدولار لا يهتم وواثقالخطى يمشى ملكاً..! والجماهير الرياضية العربية سعيدة بخروج المنتخب الألمانى من دور المجموعات فى كأس العالم لكرة القدم..!! خلى «المثليين» ينفعوهم..!
> >>
وأخيراً: لا تركب القطار الخطأ لمجرد أن الانتظار مزعج. ومن يحمل قنديله فى صدره لايعنيه ظلام العالمين. وقبل أن تحكم على الناس تذكر أنك لا تعلم شيئاً سوى ما تظن أنكتعلمه. وكل منا جميل بطريقته. ونحن نجتاز هذه الأيام برحمة من الله ولطفه
Sayedelbably@hotmail.co.uk
