19 مايو، 2024 - 8:07 ص

السبع خطي وخطوته زلزال.. المصري بيبان من الأفعال

الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                   بقلم …. السيد البابلي
وزارة الداخلية في عيد الشرطة لهذا العام أطلقت أغنية ذات دلالات ومعان بعنوان “أبطال وأسود” وفيها تقول الأغنية “السبع خطي وخطوته زلزال. المصري حر بيبان من الأفعال وعشانها ضحي وخطي شق جبال.. قدم شهيد يا مصر ليكي وفخر للأجيال. وحوش وأبطال في جبال في الصخر نفوت ونهد الأعادي ولا بنهاب الموت.. أبطال علي النار بنفوت نفديكي يا بلادي”.
وعندما تحتفل وزارة الداخلية ورجال الشرطة في مصر بعيدهم فإننا أولاً نتوجه إليهم بالتهنئة في هذه المناسبة التي تأتي تخليداً لذكري الرجال. رجال وقفوا في عام 1952 يرفضون الاستسلام وتسليم أسلحتهم وإخلاء مبني محافظة الإسماعيلية لقوات الاحتلال الإنجليزي وأن ترحل قوات الشرطة المصرية عن مبني المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلي القاهرة بعد أن أدرك البريطانيون أن الفدائيين المصريين يعملون تحت حماية الشرطة.
ونتذكر بكل الفخار تضحيات الرجال.. رجال استشهدوا دفاعاً عن الشرف. وعن الكرامة بعد حصار شارك فيه سبعة آلاف جندي بريطاني في مواجهة عدة مئات من رجال الشرطة المصرية ببنادق تقليدية واستشهد فيها خمسون شرطياً وثمانون جريحاً.
وعندما نحتفل بذكري هذا اليوم فإننا نحيي الرجال.. الرجال في كل موقع وعلي كل المستويات.. رجال هم العيون الساهرة لهذا الوطن.. رجال هم دائماً في المواجهة وهم الذين قد يتحملون أخطاء غيرهم ولكنهم لا يبحثون إلا عن هدف واحد وهو الأمن والاستقرار للوطن.
••••
ونعود للتاريخ أيضاً.. للمؤامرة التي خططوها للإيقاع بالشرطة المصرية في احتفالها بعيدها في الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 حين حاولوا استدراج الشرطة وجرها لمواجهة مع الشعب في ميدان التحرير. وحين انتظروا أن تلجأ الشرطة إلي استخدام العنف لفض المظاهرات التي تجمعت واندلعت في الميدان.. فالسيناريو كان مخططاً للفتنة.. لمواجهة دموية تثير المشاعر وتخلق حالة من الغضب الجماهيري.. كانوا ينتظرون بحوراً من الدم بين شباب مصر وشرطة مصر.. فكان القرار الحاسم.. القرار الذي كان سبباً في تجنيب مصر لكارثة.. كان قراراً لانسحاب من الميدان. وإخلاء الساحة للمتظاهرين للتعبير عن مواقفهم وآرائهم ومطالباتهم بالتغيير.. وكان في الانسحاب نجاة من العواقب والمؤامرات.. فالرصاص المصري لا ينطلق أبداً في صدور أبناء الوطن.. ورغم أن الشرطة تركت لهم الميدان لحرية التعبير والاعتصام والتظاهر إلا أن أطراف المؤامرة أرادوها فوضي فانطلقوا نحو أقسام الشرطة يحاولون حرقها وتدميرها.. ويحاولون أيضاً تعقب رجال الشرطة لكي لا تعود الشرطة إلي الشارع أبداً ويصبح تحت سيطرة كل أشكال الخارجين عن القانون.
••••
وعشنا الأيام الصعبة عندما غابت الشرطة بعد أحداث يناير.. عشنا فراغاً أمنياً هائلاً مدمراً لو حدث في بلد آخر لما كانت قد قامت له قائمة بعد ذلك.. عشنا ننتظر ونتلهف علي ظهور “عسكري” في أي مكان.. عشنا نترحم علي الوجود الأمني وواجهنا وحدنا المجهول في أيام صعبة سوداء نأمل ونتمني ألا تتكرر أو تعود مرة أخري.
وفي هذه الأيام الصعبة ظهر رجال الجيش المصري لسد الفراغ الأمني.. وقفزنا فوق الدبابات في الشوارع لنقبل علم مصر المرفوع فوقها ونشد علي أيدي الرجال الذين أتوا لإنقاذنا من الخوف والقلق والذعر.. ذهبنا لننام في بيوتنا مرة أخري في أمن وأمان.. فقد وقف رجال الجيش في الشوارع يوفرون الحماية ويؤكدون أن الدولة لم تسقط.. فقد سقط النظام ولكن مؤامرة إسقاط الدولة قد فشلت وأن الشرطة ستعود أيضاً بتعاون مشترك مع الجيش.. فالهدف واحد وهو تأمين الجبهة الداخلية وإعادة عجلة الحياة.
وياه.. ياه علي ذاكرة الأيام عندما بدأت الشرطة تظهر مرة أخري في شوارعنا.. عندما بدأت الأقسام في العمل تحت حماية الجيش.. حين نظرنا حولنا وتأكدنا وعرفنا قيمة ومعني الوجود الأمني.. حين ذهبنا إلي كل شرطي يقف في الميدان لتنظيم المرور.. وإلي كل ضابط ظهر في سيارة شرطة لتأمين المنشآت والشوارع لنقول لهم.. حمدالله علي السلامة.. عوداً حميداً.. أنتم في خدمة الشعب والشعب بكم ينعم بالأمن والأمان وما أعظمها من نعمة تفوق كل شيء آخر.. شكراً لكم في عيدكم أبطال وأسود مصر.
••••
ونذهب بعيداً عن رجال الشرطة في عيدهم إلي الذين يريدونها فوضي في العالم والذين لا يبرعون إلا في سلب حقوق الآخرين ونتحدث عن إسرائيل التي تواصل مساعيها لطمس قضية شعب والتخلص منه إلي الأبد.. فأغرب اقتراح تقدمت به إسرائيل للاتحاد الأوروبي رداً علي مساعي التوصل إلي اتفاق لحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية هو أن يقوم الاتحاد الأوروبي ببناء جزيرة للفلسطينيين في عرض البحر الأبيض المتوسط ينتقل إليها سكان قطاع غزة..!! ولأن الاقتراح سخيف ويأتي في سياق المحاولات الإسرائيلية الفاشلة لتفريغ القطاع من سكانه فإن وزير الخارجية الفلسطينية رد عليه بالقول “من يقترح إنشاء جزيرة فليذهب هو إليها”.
ونعم فليذهبوا إلي مكان آخر بعيداً عن الأراضي الفلسطينية التي لن يتخلي عنها أهلا.. فالخروج الفلسطيني من أي جزء من الأراضي الفلسطينية هو تسليم بنهاية الحلم الفلسطيني في الدولة المستقلة.. وهو استجابة وتحقيق للحلم الإسرائيلي في القضاء الكامل علي فكرة الدولة.. والصمود الفلسطيني هو ما سيجبر إسرائيل علي التراجع وهو ثمن تضحيات الشهداء في حرب الإبادة التي سيخرج منها الشعب الفلسطيني منتصراً لأنه أعاد إحياء قضيته من جديد.. ولا إهدار لهذا المعني الذي يمثل كل الانتصار.
••••
ولا حديث يعلو فوق المباراة الكروية الدراماتيكية لمنتخبنا الوطني مع الرأس الأخضر. وهي المباراة التي كانت مصيرية لمواصلة المشوار في البطولة الأفريقية.. ولولا تعادل موزمبيق مع غانا لكان الحلم قد انتهي.
ونقول عن هذه المباراة إن من أجمل لحظاتها عندما أحرز مصطفي محمد هدفاً وسارع بعدها إلي رفع “تيشرت” محمد صلاح..! مصطفي محمد بهذه اللقطة أعاد الاعتبار لصلاح بعد أن تعرض لحملة تشويه وتشكيك للنيل من وطنيته.. أعظم لاعب في تاريخ مصر.. وهذه الروح الجميلة بين اللاعبين أهم من كل البطولات.. هذه الروح هي الرياضة التي نستمتع بها لتعيد اكتشاف أفضل ما فينا.
••••
••وأخيراً:
الثقة كالحياة.. لا تمنح لنفس الشخص مرتين.
••••
وكل الأوغاد الذين قالوا لنا عليكم أن تصعدوا
السلم درجة درجة كان لديهم مصاعد..!
••••
والأصدقاء نوعان: صديق لا تنسي فضله طوال حياتك.

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.