19 مايو، 2024 - 7:22 ص

عيد الشرطة .. والثورة

الكاتب الصحفي فهمى عنبه

الكاتب الصحفي فهمى عنبه                       بقلم :  فهمى عنبة 

يحتفل المصريون اليوم بعيدين فى نفس الوقت فهل هناك علاقة بينهما ؟! 

العيد الأول : للشرطة أو لرجال «البوليس » الذين ضربوا أروع الأمثلة فى الصمود والـدفـاع عن الكرامة عام 1952 عندما تصدوا لقوات الاحتلال الإنجليزى فى ملحمة الإسماعيلية ورفضوا الرضوخ والاستسلام وضحوا بحياتهم ثمناً ليرفع كل مواطن رأسه من يومها وعبر الأجيال .. مؤكدين أن عزيمة الأحرار لا تنكسر أبداً أمام الاستعمار والاحتلال والتحديات . 

العيد الثاني : لثورة مازالت تحير العالم .. قام بها شعب خرج ينشد الحرية ويبحث عن العدالة الاجتماعية والعيش بكرامة .. وقد وصفها الدستور بانها ” فريدة بين الثورات الكبرى فى تتاريخ الانسانية وذلك بكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق ” . 

بالتأكيد كان تزوير انتخابات مجلس النواب عام 2010 وتصاعد نغمة التوريث وتزاوج رأس المال المتمثل فى رجال الاعمال مع السلطة من الأسباب الرئيسية لحتمية قيام أى شعب بثورة .. ولكن علينا ألا نغفل وجود مؤامرة خارجية للسيطرة على الإقليم وتفتيت العرب والقضاء على الدولة المصرية وأمنها الداخلى والخارجى الذى يحميه الجيش والشرطة .. لذلك لم يكن اختيار يوم 25 يناير بالتحديد للدعوة إلى الخروج عام 2011 بالصدفة وإنما له هدف خبيث عند من حددوه وذلك لضرب الشرطة فى عيدها الذى يحتفل به المصريون منذ عشرات السنين تخليداً لموقعة الإسماعيلية .. مما يعنى أن هناك من أراد أن يثأر من الداخلية وإلا كانوا اختاروا موعداً آخر !! .

علينا أن نكون واعين .. وأن نفرق بين ثورة بدأها شباب خرجوا بحماس وعفوية وطهارة إلى الميادين واحتشدوا فى «التحرير» 18 يوماً من أمجد أيام الوطن وصدقهم الشعب وحلم معهم بتغيير النظام والحزب الحاكم الذى استأثر بكل شيء .. فخرجوا بالملايين حتى أعلن مبارك التنحى فى 11 فبراير 2011 .. وبين مؤامرات خارجية استغلت « براءة الشباب » لتنفذ مخططها بهدم الدولة وليس تغيير النظام .. وساعدها فى نفس الوقت « النخبة » التى انقسمت واختلفت وخذلت الشباب والشعب فكانت النتيجة أن كادت البلد أن تضيع لولا عناية الله التى انقذت مصر المحروسة !! .

لا يمكن ان تظل الخلافات موجودة حول ثورة 25 يناير بينما الدستور حسم الأمر وأقر بانها ثورة .. كما تحتفل الدولة رسمياً بهذا اليوم وتمنح المواطنون فيه اجازة رسمية باعتباره عيداً للشرطة وللثورة .. كما يقوم كبار المسئولين بتهنئة الشعب ورئيس الجمهورية بالعيدين .. والأهم من الخلاف حول الثورة ألا نسمح بهدم مؤسسات الدولة وتفكيكها كما كان يريد البعض .. وأن نعمل جميعاً على تحقيق أهدافها ولا ندخر جهداً لبناء مصر المستقبل التى نحلم بها جميعاً !! .

لا ننكر ان المغرضين استغلوا ممارسات خاطئة لعدد محدود من الضباط والجنود وأمناء الشرطة .. وساعدهم فى ذلك للأسف اعمال درامية فى التلفزيون والسينما أساءت لجهاز الشرطة بتضخيمها لهذه الممارسات واستندت أحياناً لروايات غير موثقة أو وقعت من زمن بعيد .. وكأنه كان هناك اتفاق على تشوية الشرطة وجعل المواطن يكره أفرادها بدلاً ان يكون الهدف هو مجازاة ونبذ من قاموا بالتجاوزات !! .

لا يمكن أن يتصور أى إنسان عاقل .. وجود دولة فى العالم بلا وزارة داخلية .. فالشرطة ليست مهمتها حفظ الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والقبض على اللصوص ومطاردة المهربين وتجار المخدرات فقط .. وإنما مهامها أكبر بكثير فهى المسئولة عن المرور والتراخيص وبها مصلحة الأحوال المدنية ووحدات استخراج البطاقات والجوازات وتأمين الموانئ والمـطـارات والمصالح الحكومية والمنشآت العامة والحيوية .. وبأجهزتها وإداراتها لها مهام أخرى متعددة ومتخصصة فهناك شرطة النقل والمـواصـلات والمسطحات المائية والكهرباء والسياحة والتموين .. إضافة إلى خدمات النجدة والإطفاء .. وبدون هؤلاء يعانى المواطن فى إنهاء مصالحه ويتحول الوطن إلى فوضي !! .

بالطبع مازال هناك الكثير لانجازة وتحسين أداء الشرطة .. والمسئولون فى الداخلية أنفسهم يعترفون بانهم لم يصلوا إلى الكمال .. لكن بالتأكيد الوضع تغير عن الماضى لان الفكر تغير والصورة تصبح أكثر اشراقاً كل يوم خاصة وانه يتم مواجهة أى تقصير بكل حزم وحسم .. نعم نريد منهم جهداً أكبر لتحقيق العدالة وحقوق الانسان والعمل على تنظيم المرور لتقليل حوادث الطرق وتحقيق الانضباط فى الشوارع .. واستمرار العمل على تحسين أحوال السجون وأقسام الشرطة وتيسيير اجراءات انهاء معاملات المواطنين .. ونطالبهم أيضاً بدراسة استحداث مامكن ان نسميه ” السجون النوعية ” لمن يتم حبسهم فى جنح او جرائم بسيطة مثل الغارمين او حوادث ومخالفات المرور والمحبوسين احتياطياً او فى سب وقذف .. فمن غير المعقول ان يوضع هؤلاء فى سجن واحد مع القتلة وتجار المخدرات والارهابيين والا تعلموا منهم وأصبحوا مثلهم !! . 

بدون ضباط وجنود وأفراد الشرطة لا أمن ولا أمان فهم الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن وللشعب .. وسقط منهم آلاف الشهداء عبر السنين سواء من الرجال أو السيدات ويتذكر الجميع الشهيدة العميد نجوى الحجار أول شهيدة فى الشرطة النسائية التى راحـت ضحية تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عام 2017 .. ونسأل الله لها ولكل الشهداء الرحمة والمغفرة وهم بإذنه أحياء عنده يرزقون !! .

لا تصدقوا الشائعات .. وكما يفعل العالم كله علينا أن نثق فى شرطتنا .. وأن نُعلم أولادنا فى المدارس أنه لولا رجال الشرطة وتضحياتهم لساد السلب والنهب وانتشر اللصوص والقتلة وتوقف المرور فى الشوارع ولما استطعنا أن نحافظ على حقوقنا وممتلكاتنا .. وقد جربنا عندما غابت الشرطة كيف تحولت البلد إلى فوضي !! .

هؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الميادين فى 25 يناير 2011 .. والأجيال القادمة بعدهم .. عليهم أن يظلوا على إيمانهم بالله وبالوطن .. فإذا كان هناك من خدعهم وسرق منهم ثورتهم .. فلابد أن يثقوا فى أنفسهم وفى شعبهم وقيادتهم .. ولا يصدقون من يحاول الوقيعة بينهم وبين جيشهم وشرطتهم .. لأنهم الأمل والمستقبل !! .

أراد البعض فى الداخل والخارج أن يشعل الفتنة ويثير الوقيعة ويفرق  بين الشعب وضباط وجنود الداخلية .. فخاب ظنهم .. وأصبح يوم عيد الشرطة عيداً للشعب يحتفل به مع رجال الشرطة بصمودهم منذ 72 عاماً .. وبثورتة منذ 13 سنة ..  فتحية للشرطة وللشعب فى عيدهم !! .
******
معرض الكتاب .. عيد الثقافة

عيد ثالث يتم الاحتفال به اليوم « عيد الثقافة » وهو الاسم الذى أطلقته منذ سنوات على معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يبدأ دورته رقم 55 لأنه بحق ملتقى المثقفين والمؤلفين والناشرين وكل المهتمين بالقراءة والمعرفة سواء من الأطفال أو الكبار. 

يعتبر معرض القاهرة هو الثانى عالمياً من حيث الأهمية والتاريخ ودور النشر المشاركة وعدد العارضين وعناوين الكتب وذلــك بعد معرض فرانكفورت الألماني .. وقد اختارت اللجنة المنظمة الدكتور سليم حسن صاحب أشهر موسوعة أثرية ليكون شخصية المعرض .. ورائد أدب الأطفال يعقوب الشارونى شخصية معرض الطفل .. وستكون مملكة النرويج ضيف الشرف لهذه الدورة وكان يمكن تأجيل اختيار النرويج للعام القادم او الذى يليه لان أحداث حرق المصحف الشريف على يد متطرف يحمل جنسيتها مازالت فى الاذهان !! . 

معرض القاهرة الذى من المتوقع أن يزوره أكثر من مليونى شخص يعتبر فرصة لتشجيع الشباب على القراءة من جديد فى زمن « السوشيال ميديا» وعزوف العديد منهم عن شراء الكتب رغم وجود مكتبات تقدمها بأسعار مناسبة فى الأجنحة المختلفة أو فى أكشاك سور الأزبكية .. ونصيحة للأطفال والشباب والكبار أيضاً ” اقتنوا الكتب واقرأوا ” فالشعوب التى لا تقرأ يسهل استغلالها واللعب فى عقول مواطنيها !! . 

كما توجد فرصة لعشاق الأمسيات الشعرية والندوات واللقاءات الثقافية للتفاعل مع المبدعين والتحاور معهم .. إضافة إلى العديد من الفعاليات الأخـري .. فالمعرض بحق عيد للثقافة !! .

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.