2 يونيو، 2024 - 2:52 م

من السيدة.. لسيدنا الحسين.. ونحن نقلق.. ولا نخاف

الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                  بقلم : السيد البابلى

وكان محمد عبدالمطلب يغنى فى الإذاعة.. ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فىالحسين.. وعشان أنـول كل الرضا يوماتى أروحـلـه مـرتـين.. والأغـنـيـة وأنـــا استمع إليها فى راديـو السيارة بدت وكأنها دعوة لزيارة السيدة والتوجه بعدها إلى منطقة الحسين.. وصلاة العصر فى السيدة زينب وصـــلاة المـغـرب فـى الـحـسـين.. ومــا أجمل الدعوة وما أروع التجربة.. فما بين السيدة والحسين كـان التفاعل واللقاء مع أولاد البلد.. مع مصرالحقيقية فى أعماقها وفى جوهرها.. مع الناس الذين أخرجوا للحياة المصرية العمالقة فىكل المجالات مــع الأم المـصـريـة أفـضـل وزيـــر تموين واقتصاد فى العالم.. مع الرجولة والنخوة والشهامة والمصرى الذى تتملكه وتسيطر عليه بكلمة حلوة طيبة.. مع الناسالتى تفرح بالجلوس على مقهى بسيط وتبادل التعليقات الضاحكة ومشاهدة المباريات معا.. مع رائحة القاهرة الفاطمية التى تذكرنا وتعيدنا إلـى الأيــام الخوالى إلى روايــات نجيب محفوظ وقنديل أم هاشم ليحيى حقى.. مع الناس التى تشعر معها وبها بالقوة وبالأصالة وبالتقاليد والعادات.

> >>

ويـجـرنـا الـحـديـث عـن مصر القديمة.. التاريخ والـتـراث والعظمة إلـى الحديث عنالاوضـــاع الاقتصادية الحالية.. فلا حديث يعلو فوق صوت الأزمة الاقتصادية وتبعاتها.. ولا حديث يعلو فوق الحديث عن المعركة مع وضد الــدولار.. ولا حديث إلا عن المجهولالقادم.. وإلى أين المصير فى بحر من الأمواج؟!

ونعم فكلنا ينتابنا القلق.. والقلق مشروع.. والقلق مطلوب.. فالقلق هو الـذى يصنعالــحــذر.. والقلق هـو الــذى يشحذ الهمم لتخرج أفضل وأحسن ما لديها والقلق هو مايدفعنا إلى تبنى أنماط جديدة فى الحياة تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية.. والقلقاحـدى درجــات الـخـوف.. ولكننا لا نخاف على مصر.. لا نخاف من المستقبل فنحن على ثقة من أن مصر التى تم ذكرها فى القرآن الكريم خمس مرات هو أمر لم يكن من قبيل الصدفة.. ومصر التى تجاوزت  أزمات وصراعات بالغة القسوة فى تاريخها ســوف تتخطى هــذه الأزمـــة وستتجاوز مرحلة الخطر.. ولن تظل طويًلا فى دائرة المعاناة  والغلاء.. مصر قادرةعلى النهوض ولدينا كل المقومات لـذلـك.. لدينا إرادة التحدى ولدينا الشعب المتماسك.. ولدينا القدرة على الصبر.. والقدرة على التكيف.. ولدينا وهــذا هو الأهـــم.. والأهــم دائماً.. لدينا الكبرياء المـصـرى.. لدينا الاعتزاز بمصر وقيمة ومعنى ومكانة مصر.. لدينا القناعات داخلنا بأن هذه هى مصر التى يحميها الله.

> >>

وأسعد.. وأشعر بالزهو عندما يكون مصرى عادى من التربة المصرية الغنية هو الذىيتصدى غيرة وحباً وانتماء ليرد على الذين قد يعايرون مصر بفقرها أو الذين ينتظرونويترقبون ويتمنون انهيارها.. فمواطن من صعيد مصر اسمه أبوحمزة الشوالى وهو أحدنجوم «السوشيال ميديا» رد على كـل هـــؤلاء بطريقته الخاصة وبعفوية تامة وبلاغة كاملة.. وأنقل عنه بعضا مما قـالـه.. صدقنى ليس صدفة أن المولى عزوجل يذكر مصر فىالقرآن الكريم خمس مـــرات.. وليس صدفة أن السيدة مريم الـعـذراء بعد أن خافت من بطش الملك تختار مصر.. وليس صدفة أن سيدنا يوسف تربى وترعرع على أرض مصر. دا فيه آية فى سيدنا يوسف تقول: «نحن نقص عليك أحسن القصص» يعنى أحسن القصص فىالقرآن الكريم كانت على أرض مصر.. وصدقنى أنت أو غيرك.. قبل أن تتكلم عن مصرالمفروض أن تتوضأ. وبطريقته يقول أبوحمزة الشوالى على الطلاق.. طلاق صعيدى.. اناحنا اجدادنا مدفونين بالذهب.. وأن أيام نساء مصر ما كانت ملكات كانت معظم نساء العالم جوارى تباع وتشترى فى الأسواق..! ويــا أبـوحـمـزة.. مـن أيــن اتيت بكل هذهالــفــصــاحــة.. يــا أبــوحــمــزة لـخـصـت كل الحكاية.. نساء مصر كن ملكات ومعظم نساء العالم كن جوارى فى سوق الرقيق..!

> >>

ونعود إلى حــوارات الحياة.. والناس التى تحتاج إلـى تربية وإلــى تعليم قبل أن تتحدثوقـبـل أن تتفاخر بما تفعل.. فأحد الفنانين ظهر فى برنامج تليفزيونى يتحدث عن حياته الخاصة ويقول «مراتى قفشتنى وأنا بخونها ثلاث مرات.. ودلوقت رمت طوبتى لما عرفتان مفيش فايدة»..!

والممثل ثقيل الظل يجاهر بالمعصية دون ادراك أن الجهر بالمعصية هو كبيرة من الكبائر واستخفاف بحق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتى معافى إلا المـجـاهـرون».. ويـا أيها الفنان الـذى أصبح مهرجاً.. إذا بليتم فاستتروا.

> >>

وأحزننا وفاة سحر أول مريضة تجرى لها عملية زراعة رئة فى مصر بعد أن ظللنا عــدةأسابيع نسمع أخـبـاراً مبشرة عن التقدم فى حالتها الصحية. ووفـاة سحر التى لم يتقبل جسمها الرئة المـزروعـة يجب ألا يكون نهاية محاولات إجراء هذه العمليات فى مصر.. وليس نهاية للأمل فى حالات كثيرة مماثلة، ولكنه دافع لأن يكون هناك اصرار على النجاح ورغبة دائمة فى انقاذ حياة كل مريض ولدينا فى ذلك كل الامكانيات والكفاءات.. والله يرحم  سحرفتاة الفيوم التى كنا نأمل أن تعيش الحياة وأن تفرح بعد أن عانت طويًلا مع أسـرة بسيطة بذلت من أجلها الكثير والكثير.

> >>

ولــم نعد نـعـرف أيـضـا معنى الـريـاضـة.. فالرياضة والمسابقات الرياضية هى نوع منالتنافس الذى يخرج أحسن وأفضل ما فينا.. ولكنها ليست صراعاً ولا حرباً ولا ميدانا للرماية وتبادل الاتهامات.. والذى يحدث فى الوسط الرياضى حاليا مخيف ومـدمـر فهناكاتـهـامـات وقضايا واثـــارة للجماهير وعـدم قبول للهزيمة وتشويه متعمد وغـيـر متعمد لسمعة اللاعبين وتهديدات تصل إلى حد التحريض على الفوضى ومعلقون لمـبـاريـات كــرة القدم تحولوا إلــى مشجعين.. ومقدمو برامج رياضية لا علاقة لهم بالإعلام أورسالته.. وجماهير هـى نتائج كـل ذلــك اصبحت وأدمنت الهتافات الجماعية الخارجة علىالنص والآداب الـعـامـة .. ووســط كـل ذلك هناك نوع من العك الكروى لا علاقة له برياضة اسمها كرة القدم..!

> >>

وأعرف سبعين صديقاً.. أتكلم وأتواصل مع أربعين منهم.. وارتاح فى الحوار مع عشرين وأفضل وأعز عشرة.. ولكننى لا أثق إلا فى اثنين ويبقى فى النهاية واحد فقط مختلف عنهم جميعاً..!! ترى كم لديك من أصدقاء وكم منهم تثق فى أنه لن يغدر بك يوما ما..!

> >>

وأخيراً:

إن تقع فى مستنقع من الوحل فليس عيباً.. بل العيب أن يعجبك هذا المستنقع.

> >>

ولا تفقد الأمـــل أبــــداً، سـتـأتـى الأشـيـاء الجميلة قريبا.. وتشرق فرحاً.

> >>

فأن للكلمات الصادقة والاحساس بالآخر وقعاً جميًلا طيباً.

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.