2 يونيو، 2024 - 4:05 م

«الناس دى..عايشة معانا»!! .. ونهاية قاتل.. والقمح

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم : السيد البابلى

معقولة الناس دى عايشة معانا.. وتعيش مشاكلنا وحواراتنا اليومية ..وتسمع عن الغلاء وارتفاع رسوم المدارس.. ومعاناة الملايين مع الحياة.. هل يعرفون شيئاًعن التقشف ومحاولة تدبير تكاليف الحياة.. هل يدركون معنى الكفاح فى رحلة الحياة أمأنهم يتحدثون عن مجتمع آخر لا نعرفه ولا يعرفنا..!

إن الدكتورة استشارية «العلاقات الزوجية» تقول فى برنامج تليفزيونى «لو الست معملتش غداء لجوزها ممكن يطلب دليفرى أو يعزمها برة».. «ولا يهمك يا حبيبتى نبعتنجيب دليفرى أو تحبى تتغدى برة»..! ودليفرى إيه اللى انتى جاية تقولى عليه..! ونتغدى برة فين وبكام ومـنـين..!! ومن هم هـؤلاء الذين فى مقدورهم الخروج بربطة المعلمبالزوجة والأولاد للغداء فى مطعم فى الخارج.. وعددهم كام فى مصر..!! وهؤلاء الذينيتحدثون عن المجتمع لا يعرفون عنه الكثير ولا يدركون قيمة ومعنى ودور الأم والزوجةالمصرية فى حماية الأسرة وتدبير الموارد ومساعدة الزوج على مواجهة أعباء الحياة.. ولايعرفون أن «حلة المحشي» هى الحل لإطعام الأفواه الجائعة.. وأن فى الكشرى الدواءوالشفاء والحل السحرى لوجبة اليوم وأن طبق الفول فى الصباح هو القوة والمدد طوالاليوم.. وأن «الدليفري» لا يعرف طريق أغلبية المنازل ولا يسرح ولا يمرح إلا فى أحياءالصفوة..!! وارحـمـوا الناس من الحديث الأجــوف.. وبـدلا من ذلك أعيدوا زراعة أحاديث القناعة والمشاركة والتفاهم.. واشكروا الزوجة والأم على دورها بدلا من تحريضها.. ساعدوها على أن تتقبل الواقع فى رحلة الكفاح حتى لا تشعر بالاحباط وتنقلب علىنفسها وعلى الأسرة وعلينا جميعاً.. تحدثوا عن المساواة بعيدا عن المنزل وعن الأسرة ففىداخل الأسرة الكل سواسية الكل يتصرف بحب، الكل يتنازل عن كل شيء من أجل الأسرة..! وابتعدوا عنا.. اذهبوا إلى المطاعم.. وتحدثوا بلغة الزهور والهدايا.. وأمرك يا حبيبتىمفيش غدا نطلب دليفري.. خليكم فى الحياة الدليفري..!

> >>

وكـان لابد أن يتخلص من حياته قاتل الفتاة أمانى فى بركة السبع بالمنوفية والذى أطلقعليها الرصاص لأنها رفضته ولم تقبل الاقتران به.. كان لابد أن يفعل ما فعل لأنه كانمحكوما عليه بالعار وبالموت بعد جريمته البشعة وكان لابد أن ينتحر لأن فى هذا راحةلأسرته.. وراحة لأسرة الضحية. ولكن مـاذا يحدث فى ريف مصر.. ما هذه الجرائم المتتاليةفى القتل والذبح.. ولماذا تكرر حادث نيرة فى المنصورة وحادث سلمى فى الزقازيق وحادثأمانى فى المنوفية..! وأقول لكم لماذا تتكرر هذه الحوادث.. فالواقع هناك أصبح مختلفا.. شباب المحافظات دخل فى «العولمة» وأصبح مشغولا ومنشغلا بحوارات «النت» طوال٢4 ساعة.. وقصص حب وخيانة لا تنتهى على المواقع الالكترونية.. وضياع ما بعده ضياع.. وفراغ ما بعده فراغ.. والفراغ القاتل هو الباب لكل الجرائم.. وهو الباب لكلالخيالات وأحلام اليقظة وهو الخروج عن المألوف وعن العادات والتقاليد. وفى كل محافظات مصر هناك عزوف وترفع عن العمل فى الحقول .. هناك حلم بعقد عمل.. فرصة سفر.. خروج من القرية.. وأحـلام فى الثراء والعودة لبناء البيت الفخم وتدخين السجائرالمستورة والجلوس على الكافيهات بجوار السيارة التى أصبحت عنوانا لتبدل الحال..!

وفى كل محافظات مصر.. هناك تراجع فى مستوى العلاقات الإنسانية فقد اختفى دورالكبار وجلسات الكبار وكلام الكبار فزادت نسب الطلاق.. وجرائم السرقة.. وخلافات الجيران. وفى كل محافظات مصر.. هناك زيـادة كبيرة فى السكان وتكدس فى المناطقالسكنية.. ومشاكل أسرية معقدة.. وتطلعات تتجاوز حدود المكان والزمان وتتحطم علىصخرة الواقع.. وتوك توك قضى على ما بقى من خصوصية الناس والمكان وأبويا العمدة..!

> >>

وفـى الوقت الـذى نتحدث فيه عن مشاكلنا الاجتماعية وتحولاتنا السلبية فـإن هناك من يبذلون جهدا هائلا فى توفير احتياجاتنا التموينية .. وكلمة شكر يجب أن توجه فى هذاالصدد لوزير التموين والتجارة الداخلية على المصيلحى الذى يقول لنا إن مصر تمتلكحاليا احتياطيا من القمح لم يحدث من قبل فى تاريخ البلاد يكفينا لمدة سبعة أشهر وأن هذا يمثل معدًلا عالميا جديداً. وما حدث من توفير القمح لأشهر قادمة هو معجزة بكل المعانى فى هذه الظروف العالمية الصعبة وهو نتاج إدارة جيدة للأزمات ورؤية سليمة للأحداث وتطوراتها.. وشهادة نجاح للحكومة التى أدارت أزمة كورونا بثقة واقتداروتتعامل مع الازمة الاقتصادية بهدوء وبامتصاص للأزمة.. وكلمات الشكر قد لا تكون كافية.. ولكنها كل ما نملك.

> >>

ويسعدنا أن دار الإفتاء المصرية دخلت على خط التعامل مع قضايانا ومشاكلنا اليومية واصبح لها كلمة وتوجيه فى هذا الشأن.. ودار الإفتاء المصرية تقول لنا إن إلقاء ما تبقى  من الطعام فى القمامة هو إثم كبير وحرمة بالغة لأن الطعام من نعم الله على الإنسان فيجب صونه واحترامه وأن يعطى لمن هم فى أمس الحاجة إليه. ونحن مع دار الإفتاء فى ضرورة البحث عن وسيلة لايصال ما تبقى من الطعام إلى المحتاجين بطريقة إنسانية حضارية دون امتهان لكرامة الناس وآدميتهم.. وندعو فى ذلك للاستفادة من تجارب دول كثيرة خصصت بيوتا للإيواء ولتقديم الطعام والاستفادة من طعام الفنادق والحفلات والمناسبات .. والحل أيضا بسيط وسهل فى بيوتنا يوضع الطعام المتبقى فى عبوات وتوزيعه على المحتاجين فى كل منطقة من المحتاجين.. وكلنا يعرف من يحتاج ومن يتعفف عن السؤال وكلنا فى حب الخير نتنافس.. وكلنا فى التراحم اخوة

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.