21 سبتمبر، 2024 - 1:31 م

نحن وبرلمان أوروبا.. وسمعة «الأبرياء».. وعصر «القدم»..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

             بقلم : السيد البابلى

ما الذى بيننا وبين البرلمان الأوروبي.. ولم لا يتوقف البرلمان الأوروبى عن اصدار هذه  البيانات الاستعلائية التى تتسم بالتحيز وفقدان الموضوعية وتمثل نوعاً من التدخلات المرفوضة فى الشأن الداخلى المصري..؟!

وبداية فإنه يهمنا التوضيح والتأكيد على مفهوم ومعنى وقيمة الـدولـة المصرية القوية التى لا يملى عليها أحد قراراته ولا سياساتها وتوجهاتها ولا كيفية معالجة قضاياها المحلية.. فنحن دولة ذات سيادة.. ودولة لها خصوصيتها.. ودولة لها أولوياتها الوطنية.. ودولة تحرص على أن يكون النسيج الوطنى والسلام الاجتماعى هما أساس أمنها واستقرارها.. ودولة تؤمن بأن القانون يعلو ولا يعلى عليه، وأن حرية الرأى والتعبير لاتعنى الفوضى والإضرار بالآخرين والتحريض على العنف والقتل.. نحن دولة فى معركة من أجل التنمية وتجاوز الأزمات الاقتصادية وفى معركة من أجل توفير الاحتياجات الاساسية لحياة كريمة لكل مواطن تمثل أهم أولويات حقوق الإنسان.

وحين يصر البرلمان الأوروبى على اصدار البيانات التى تفتقر إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة فإن هذا يدفعنا إلى التساؤل عن كيفية ايصال المعلومات إلى البرلمان الأوروبى وكيفية الحوار مع أعضائه واطلاعهم على حقيقة ما يجرى ويدور فى مصر ونثير فى ذلك الدور المطلوب من البرلمان المصرى فى التواصل مع البرلمان الأوروبــى من خلال الزيارات واللقاءات التى يجب أن تكون على أعلى مستوى وبإعداد جيد وانفتاح كامل لتناول كلالقضايا دون حساسية ودون تردد فليس لدينا ما نخفيه أو نخشاه.

وأعود مرة أخرى للحديث عن أهمية الإعلام الخارجى فى هذا الشأن وضرورة توظيف القوى الناعمة المصرية من أدباء ومثقفين وسفراء سابقين وسياسيين مرموقين فى التواصل مع المؤسسات المدنية فى الدول الأوروبـيـة لشرح أبعاد الدولة المصرية الجديدة التى تستحق الدعم الأوروبـى الشعبى والبرلمانى الرسمى بعيداً عن بيانات التحيز والمزايدة

>>>

ونعود إلى حواراتنا وقضايانا الداخلية وهوايات البعض فى تدمير سمعة الأبرياء قبل أن تصدر قرارات ادانتهم..! فقد بات أمراً معتاداً أن نتلذذ بعقد المحاكمات الإعلامية ومحاكمات«السوشيال ميديا» لأى شخص يثور حوله الجدل أو يوجه إليه اتهام من أى نوع وهى محاكمات تخلو من العقل ومن الإنسانية ومن الرحمة وتمثل نوعاً من «التجريس» والفضيحة التى لا ينجو بعدها المتهم أبداً والتى تمثل نوعاً من الاغتيال الأدبى والمعنوى وحكماً بالإدانة قبل استيضاح كل جوانب الحقيقة..! والمثير للسخرية فى ذلك أننا ونحن نجهز على الضحية لا نتوقف عن الادعاء والمطالبة بـ»الستر»..!! ستر إيه.. الفضيحة حصلت وهى أكبر عقاب على جريمة لم يتم النظر فيها بعد..!

> >>

ولأن «السوشيال ميديا» تخلق من الحبة قبة، فإن الداخلية الآن لا ترد بالتكذيب أو النفى فقط وإنما بالعلم والتكنولوجيا.. وفى حادث صلاح سالم الذى انقلبت فيه سيارة تقودها فتاة مع صديقاتها فإن الداخلية لجأت إلى توضيح الحقيقة بالصور الموثقة عبر كاميراتالشارع والتى تابعت السيارة وهى تسير فى طريق صلاح سالم إلى ان اصطدمت بحائط خرسانى وانقلبت.. ولم يكن هناك من اصطدم بالسيارة أو اقترب منها بالملاحقة والمضايقة..! والداخلية بالايضاح السريع المدعم بالصور والأدلة طمأنتنا وأكدت لنا أن الشارع تحت السيطرة الأمنية.. وأن هناك عيونا ساهرة تتابع وتراقب وتوفر الأمن والأمان للجميع.

> >>

ولأننا نعيش أجـواء كأس العالم وجنون وعشق كرة القدم وحالة التعاطف العالمى مع رونالدو لأنه أجهش بالبكاء أثناء عزف السلام الوطنى لبلاده ولأنه عاد إلى التسجيل مرةأخري.. فإننا نعود إلى الوراء قبل سنوات عندما كتب مفكرنا وأديبنا العظيم توفيقالحكيم يقول: «لقد انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم.. يأخذ اللاعب فى سنة واحدة ما لايأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون حتى الآن»..! وتوفيق الحكيم لأنه كان «بخيًلا» فقد اعتبر أن ما يأخذه اللاعب فى سنة هو مبلغ كبير جداً فالحقيقة أن ما قد يحصل عليه فى مباراة واحدة قد يفوق كل ذلك..! وده فعلا عصر «القدم».. وهدف واحد قد يكتب التاريخ..!

> >>

وشاهدت فى هذا العمر طفلا لا يتجاوز السنوات الأربـع من عمره وهو يبكى ولا يتوقف عنالبكاء لأن أمه انتزعت «الموبايل منه» وقد كان مستغرقاً ومتفاعلا مع العالم السحرى الذىاكتشفه داخله.. وقالت الأم إن هذا هو حال ابنها طوال اليوم منشغلا بالموبايل ولا يتحدثمع أحد ولا يلعب أيضا مع الأطفال الآخرين..!!

ولم أجد ما أقوله لهذه الأم.. وتذكرت ما كتبه أحد المفكرين قبل عدة سنوات عندما كتب يقول: «عندما تكون فتاة فى ً الصف السادس الابتدائى وتمتلك محمولا ولديها جميع برامج التواصل الاجتماعي.. فقد ضاعت».. وليس لدى تعليق أكثر من ذلك.. موبايل و»لاب توب».. وغياب للأسرة.. وربنا يستر.

> >>

وفيديو مـتـداول وحصد أكبر قــدر من المشاهدات لرجل فى فرح بدمياط وقد أمسك بالميكروفون لتهنئة ابنته العروس فى ليلة زفافها قائلا: «ألف مبروك للعريس والعروسة أما بالنسبة للأم فهى طالق بالثلاثة.. وترجع من هنا على بيت أهلها»..!

وموقف هذا الرجل عجيب وغريب ومشين ومؤلم فقد انهارت ابنته العروس بعد سماع ذلك وتحول الفرح إلى مأتم وأفسد سعادة الجميع ولم يكن لما قام به ما يبرره فلا المناسبة مناسبة لذلك.. ولا الطلاق يتم على هذا النحو ولا الرجولة تقر بذلك.. والرجل على ما يبدوفقد توازنه للحظات كانت كفيلة بتدمير كل شيء..!!

وحسنا فعلت الجمعيات النسائية بدمياط التى سارعت إلى احتواء حزن الأم والمطالبة بتكريمها على أنها الزوجة الصابرة التى احتملت هذا الزوج كل هذه السنوات.. وده رجل فقد عقله..!

> >>

وأخيراً:

لا شيء يقتل الإنسان أكثر من كتمان حزنه.

> >>

وكن أملا.. ولا تكن ألما.

> >>

ثم يقول لك شخص مميز.. صباح الخير فتسقط عميقا فى قلبك.. وتسعدك كأنك لم تسمعهامن أحد آخر.

> >>

واللهم نسألك فرحاً ينسينا مواجعنا وبسمة تمحو مدامعنا

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.