21 سبتمبر، 2024 - 5:04 م

نعم.. إنها الأوقات الصعبة.. والخطاب الإعلامى المطلوب

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                بقلم : السيد البابلى

نحن نمر بأوقات صعبة فى مواجهة أزمة اقتصادية عالمية بالغة الضراوة والتأثير.. ونحن حتى الآن لم نشعر بخطورة هذه الأزمة لأن الدولة بذلت  جهًدا خار ًقا فىتوفير كل السلع الغذائية ولأن الناس تذهب إلى المتاجر فلا تجد أن هناك نقصا فى أىسلعة وأن هناك علاوة على ذلك وفرة فى المعروض.. والله وحده يعلم إلى متى يمكن للدولة.. لأى دولة الاستمرار فى تأمين احتياجاتها الغذائية والتموينية على هذا النحو الذى يحدث حالياً حتى وإن كان هناك ارتفاع فى أسعار بعض السلع أو كلها. ولأننا لم نواجه اختبا ًراحقيقًيا حتى الآن يتمثل فى نقص المعروض واختفاء بعض السلع ولأن رغيف الخبز مازالموجو ًدا حتى وإن كان خبًزا بالًقمح أو بإضافة البطاطا إلى مكونات الخبز كما سيكونالحال عليه مستقبلا فإن الناس مازالت بعيدة إلى حد كبير عن الأزمة ومازالت سلوكياتالبعض تشير إلى أنهم يسمعون فقط عن الأزمة ولكن لا يتأثرون بها.. ويتمثل ذلك فىمعدلات الاستهلاك المرتفعة وفى مظاهر البذخ التى مازالت قائمة لدى بعض فئات المجتمع. وحين ندعو إلى تغيير فى العادات السلوكية الاستهلاكية فنحن بذلك ندعو إلى تجنبالأزمة.. ندعو إلى مساعدة أنفسنا فى أن تظل كل السلع متوافرة، وندعو إلى حمايةأنفسنا من عواقب غلاء مدمر يقولون إنه سيرفع الأسعار لأكثر من 60٪، وهى نسب مخيفةتستدعى وتتطلب أن نراجع أنفسنا وأن نستعد لكل الاحتمالات القادمة.

> >>

ولكن أين هى المشكلة الحقيقية؟! المشكلة تكمن فى أن الإعلام الذى عليه مسئولًية إيضاحذلك هو إعلام فى معظمه فاقد للمصداقية، وإعلام لا يمثل نموذجا للإقناع، وإعلام انتهىعمره الافتراضى وتجاوز مرحلته وقدراته فى التأثير والرسالة الإعلامية الجيدة التوصيل،وأصبحت هناك مسافة شاسعة بين هذا الإعلام والرأى العام، فقد قال أحدهم على سبيلالمثال «كله الآن بيفكر فى الصيف، صيفوا واصرفوا ياولاد، طب وبعد كده، هتبتدى تبيعالساعة، ولما تبيع تحت ضغط أبو عشرة حتًبيعه بسبعة»..! وما قاله هذا الإعلامى قديكون مقبولا لو صدر من غيره، فالتعليقات الساخرة على السوشيال ميديا ردت عليه بقوةبأن ثمن ساعة من الساعات الفاخرة التى يرتديها كفيلة بإنهاء أزمات عشرات الأمم، وردآخر فى تعليق له.. ساعات إيه اللى فاكرين ممكن نبيعها.. دى ساعات بملاليم مشبملايين.. الناس دى عايشة فى واد تاني!! والحقيقة هى أنه خطاب إعلامى غير مقنع فى أوقـات صعبة.. ونماذج إعلامية لا تصلح للحديث عن المعاناة والفقر والتقشف.. وشخصياتإعلامية انفصلت عن الواقع وعن المجتمع وتعتقد أن هناك من يستقبل حديًثا عن متاعبالحياة من إعلامية تزين عنقها بقلادة من الأحجار الكريمة وتنفق الآلاف من أجل الأصباغ والألوان على وجهها..! وتطوير الخطاب الإعلامى هو ما يجب الالتفات إليه، وما يجبالنظر فيه، فالدولة القوية تحتاج إلى إعلام يملك القدرة والتأثير والمسئولية.. إعلان صادقمع نفسه، ومدرك لرسالته.. إعلام يقوم على الاحترام والمصداقية.. إعلام لا يرقص ويغنى ثم يقدم للناس مواعظه التى تدعو إلى الفضيلة..!

> >>

ووالـلـه العظيم.. الضغط وصــل لأعـلـى مـعـدلاتـه.. ففى هــذه الأجـــواء الصعبة.. وعلى كلحديثناً عن ضرورة التقشف وتًغيير عاداتنا السلوكية والاستهلاكية فإن هناك عالما آخر لانعرف عنه شيئا فى مطاعم وكافيهات مكتملة العدد كل ليلة.. وفيها ناس بتدفع ألف جنيهمقابل الجلوس والقهوة وقطعة كيك وزجاجة مياه و»شوية مكسرات» قديمة أمام الزبون.. وناس بتدفع الآلاف من الجنيهات فى العشاء.. وفلوس كثيرة هنا وهناك.. والسؤال الخالديتردد.. من أين يأتون بكل هذه الأمــوال.. بيشتغلوا إيه وبيكسبوا كام.. وإزاي.. ونفسهؤلاء الناس هم الذين يستعدون الآن للسفًر والتوجه إلى العالم الآخر فى الساحلاًلشمالي.. ناس أصبحت أشكالهم أيضا مختلفة، والفلوس بتزيد صاحبها جمالا وهيبة.. وحتى طريقة الكلام تتغير والصوت يصبح له نغمة خاصة.. والمال هو اللسان لمن أرادفصاحة..!

> >>

وسألنى أحدهم.. إيهم الأهم أن نقوم بجمع 40 مليون جنيه من أجل علاج طفل واحد أونقوم بتوجيه الأربعين مليون جنيه من أجل بناء مستشفى تقدم العلاج لـآلاف.. وتنقذحياة العشرات..؟! والسؤال سوف يدخل فى إطـار الجدال والحوار الـذى لن ينتهي.. ولكنإنقاذ حياة شخص واحـد قد يكون فيه إنقاذ مجتمع بأكمله، فليس المهم هو تجميع المبلغ.. وليس المهم هو علاج طفل واحد.. المهم هو استعادة الـروح.. المهم هو الإنسانية، هو إخراجواكتشاف مخزون الخير الكائن والقابع فى أعماقنا،فاليوم أنقذنا طفلا واحتفلنا وسعدنابالتفاعل الإنسانى الهائل فى المجتمع، وهذا أهم من مجرد بناء مستشفي، لأن الروح الجديدة قادرة على بناء مستشفيات ومستشفيات.ً. الإنسانية هى أهم ما كنا ننتظره بعدأن أصبح إزهـاق الأرواح أمـرا سهلا وبعد أن زادت معدلات الانتحار وبعد أن فقدنا بوصلة التوجه والتوجيه..! إنقاذ طفل فى هذه الظروف هو الأهم وعودة الروح لنا جميًعا هىالنجاح والقيمة.

> >>

وأتحدث عن الفن عندما يكون قوة مصر الناعمة، أتحدث عن الفنان عندما يكون سفيًرالبلاده.. وأتحدث عن الفنان عندما يسافر فنا ًنا ويعود فنا ًنا.. وأتحدث عن مطربة العالمالعربى الأولى أنغام وهى تغنى فى الكويت وقد تفاعلت معها الجماهير الكويتية المحبةوالعاشقة للفن فى غناء جماعى دفع أنغام لإعادة مقاطع أغنيتها مرات ومرات وسط تألقلافت لفرقتها الموسيقية ووسط أجواء حالمة تعيد وتؤكد على أن الفنان المصرى مطرًبا أوممثًلا سيظل هو القيمة والقامة.. وأن تاريخ الفنان يكتب من خلال الإبداع ولا يكتب منخلال العلاقات المشبوهة التى تكون نهايتها فى صفحات الحوادث وفى أقسام الشرطة ..!

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.