21 سبتمبر، 2024 - 5:19 م

كبش فداء.. و«الفل» لم تعد له رائحة..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                   بقلم : السيد البابلى

أخطأ الشيخ مبروك عطية.. استخدم ألفاظاً مستفزة و«مسيئة».. وربما «عبيطة» أيضا فى تعليقه على حادث ذبح فتاة المنصورة.. وجه يكحلها  عماها.. ولكنالشيخ عطية الذى لم يكن مبروكاً فى تصريحاته ليس هو القضية.. فالشيخ أو الدكتور أرادأن يدلى بدلوه فى الحوار الدائر واستخدم مفرداته اللغوية الخاصة به من واقع قناعاتهوآرائـه الشخصية.. ولكن مفرداته وتعبيراته أفلتت منه هذه المرة ولم يكن يعلم أن هناك من يتربص به ومن يبحث عن شماعة توجه نحوها كل السهام للتغطية على دورنا واشتراكنا فى ارتكاب الجريمة.. فبدلا من الخوض فى الأسباب والمتغيرات المجتمعية التىجعلت من حوادث القتل المتكررة ظاهرة والتى كانت بمثابة الصدمة فى مجتمعنا المسالمفانهم تركوا القضية وأمسكوا فى تلابيب جلباب الرجل الذى عبر عن وجهة نظره بطريقةلم تكن لائقة ولا مناسبة فى هذه الظروف والرجل الذى يتعامل أيضا مع المرأة باستخفاف واستهزاء.. وتمادوا فى الهجوم عليه والدعوة إلى محاكمته أيضا مع أن ما قاله مجرد رأىفى سلسلة مليون رأى وتعليق فى هذه القضية..! ولكننا كنا ننتظر تصريحات المبروكعطية لنحاول التغطية على عجزنا فى الاقتراب من الشباب وتقصيرنا فى تفهم أحواله.. وابتعادنا عن الشارع وعدم ادراكنا لحقيقة متغيراته واتجاهاته وقادة الرأى الذينيسيطرون عليه وعلى أفكاره وسلوكياته..! وتجاهلنا فى حواراتنا أننا نتحدث ونخاطب أنفسنا فقط فلا أحد يقرأ ولا أحد يسمع لأن الحوار من جانب واحد وبنفس المفاهيموالنظريات القديمة.. ودون أن ندرك أننا أمام واقع جديد مخيف الآن.. فلا الأسرة تملكالحوار والتربية ولا الإعـلام يملك وسائل الاقناع والتوجًيه وخلق أجـواء الثقة والتفاعل.. ولا هناك مؤسسات شبابية أوجدت سبلا للوصول إلى الشباب.. ولا هناك مؤسسات دينيةأيضا استطاعت وتمكنت من غرس وتعميق معانى الالتزام الدينى ورسالة التسامح. ولأننافى مرحلة من التخبط الفكرى وفى ضياع الوعى وفى الخلط ما بين الدين والتطرفوالعنف فإننا لا نـدرك أيضا ولا نستوعب مفاهيم حرية الـرأى والتعبير وندعو لحرية الـرأىوندافع عنها وفقا لقناعاتنا بينما نرفضها وندينها ونحرض عليها إذا مارسها الآخـرون.. ونحن فى ذلك نعكس ازدواجية فى الفكر وعنصرية فى التطبيق ونمارس ذلك علنا فى كلقضايانا.. فى الفن.. فى الرياضة وفى التعليم وفى كل ما يتعلق بحقوق الإنسان فى كلالمجالات.. فنحن نبحث عن مبروك عطية دائما إذا ما كانت هناك حاجة لـ»شماعة» عند كلقضية معقدة أو كنا نحتاج لتبريرات عن التقصير فى تحمل المسئولية.

> >>

والعصر قد تغير.. ويجب أن نستوعب ذلك.. وحتى «الفل» الذى كان رمزاً لعصرالرومانسية والحب.. عصر البساطة والزمن الجميل.. الفل لم تعد له رائحة واختفت رائحةالفل التى كانت العطر الجميل فى شوارعنا وبجوار النيل وحيث كانت نزهات العشاقتعبيراً عن الصفاء فى القلوب والأحلام.. والتغزل بجمال القمر الـذى كان قمرين واحـد فىالسماء وواحـد بجوار الحبيب..! والفل رمز لعصر كانت فيه سلوكيات مختلفة وكانت فيه السيطرة للمجتمع علىالسلوكيات العامة.. وكانت كلمة «العيب» هى الكلمة السحرية التى تحمى المجتمع.. فعيب يعنى عيب.. وعيب يعنى الالتزام ويعنى الجدعنة ويعنى الشهامة.. عيب تعاكسبنت الحارة وعيب تنام شبعان وجارك جعان.. وعيب تقيم الأفـراح بينما جارك فى حالةحزن وحـداد.. وعيب وعيب وعيب.. ولكن الزمن الجميل انهار عندما اطلقوا علينا قذائفوصواريخ «العولمة» عندما أرادوه عالما بلا دين وعالما بلا معتقدات.. وعالما بلا أخلاق..عالما فيه الكلمة لـ»المثليين» وفيه القرار يصدر من معابد سرية كهنوتية تتحكم فى مصيرالعالم.. وفيه الناس قد أغرقوها فى عالم فضائى تكنولوجى جديد يسلب العقل قدرته علىالتحكم ويدخله فى بئر عميقة بلا قرار..! وضاع الفل.. ولم يعد له رائحته لأن الرومانسيةأيضا طارت والحب الصادق لم يعد موجوداً وشعراء الحب اعتزلوا وماتوا.. ولم تعد ليلىهى ليلى فالحب الآن يأتى بلا مقدمات ولا أشعار وقد ينتهى بالذبح لأنه حب بالمخدرات.. وقـد يكون فى طريق الخطيئة لأنـه حب بلا قيم ولا أخــلاق.. وفـى كل الأحوال هو تعبير عنعصر جديد علينا أن نعيد حساباتنا معه وأن نفكر ونتأمل ما حدث وما سيحدث لأن الخطريقترب منا جميعاً.. ولأن السوشيال ميديا اصبحت أقوى من الجميع.

> >>

وأجمل مشهد وأحلى زغرودة.. هو مشهد أول فوج من الحجاج إلى بيت الله الحرام بعدعامين من الكورونا.. فعلا حجاج والنور فى وجوههم.. هايزروا النبى محمد صلى الله عليه وسلم..

ويارب اكتبها للجميع.

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.