الغلاء.. وأبوالغيط وكيسينجر.. و«كنت مسئو ًلا»..!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
نبدأ حديثنا بالتحدث عن ارتفاع الأسعار والغلاء الذى لا حديث للناس غيره، ونشير فىذلك إلى أن الغلاء الذى نشهده قد لا يمثل شيئاً مقارنة بالغلاء الذى تشهده دول أخرىبدأت فى تطبيق اجـــراءات صـارمـة للحد مـن الاستهلاك وتقنين صـرف بعض السلع،ونقول أيضا إن هناك دو ًلا عربية بترولية تنتج وتبيع البترول للعالم كله ومع ذلك اضطرتفى الداخل لرفع أسعار الوقود ودخلت أيضا مرحلة المعاناة ولا نقول ذلك تبريراً لارتفاعأسعار السلع الذى قد يكون مبالغاً فيه نتيجة لجشع بعض التجار ولكن للتأكيد على أنناقد دخلنا مرحلة جديدة لن تتوقف فيها الأسعار عن مزيد من الارتفاعات وهو ما يجب أنيدعونا إلى إعادة صياغة أنماط ً حياتنا اليومية للتكيف مع الاوضاع الجديدة بدلا من أننتوقف عند اطار الشكوى والتذمر والمعاناة.. ولكننا مع ذلك يجب أن نكون على قناعة بأنحالنا أفضل كثيراً من غيرنا فعلى الأقل فان جميع المواد الغذائية والتموينية متوافرة فىالأسواق ولا يوجد نقص فى أى سلعة ومازال الناس لديهم القدرة الشرائية والتكيف معالأسعار الجديدة وإذا كانت كل المؤشرات العالمية تشير إلى أن هذه الأوضـاع الاقتصاديةالمتقلبة سوف تستمر إلى فترة طويلة فإن هذا قد يكون عاملا ً ايجابياً يدفعنا فى اتجاه دعم الانتاج المحلى وإعادة اكتشاف قدراتنا وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى بعض السلع وامكانية التصدير أيضا. إن قــوة الأمـــم تكمن فـى تحويل الأزمـــات إلىمعجزات ونحن لا ينقصنا شيء لكى تكون مواجهة الأزمة هى عنوان انطلاقة الجمهوريةالجديدة بمقومات وتحديات جديدة تبرز قـوة وعظمة الأمة المصرية.
>>>
ولابــــد أن نـتـعـلـم وأن نستفيد مــن خـبـرات وتصريحات ونصائح الكبار.. فالكبار هممجموعة من الخبرات.. والخبرات هى التى تشكل الرؤى والـقـراءة السليمة للمستقبل ففىالوقت الذى كان فيه الدكتور هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق وواضعاستراتيجيات التحول السياسى الأمـريـكـى لعقود طويلة مـن الزمان يتحدث عن تغييراتقادمة فى منطقة الشرق الأوســط فـإن السياسى المـصـرى المخضرم أحمد أبوالغيط الأمـينالعام لجامعة الــدول العربية الذى يراقب ويتابع ما يجرى فى العالم كان هو أيضا يحدثناويحذر من الوضع الحساس للعرب الذى قال عنه إنه يصل إلى مرحلة الخطر وسطتحديات القوى العظمى ولابد أن أبو الغيط فى تصريحه المثير يستشعر شيئاً ما ويقرأ مايدور وما يحاك بالعرب والعروبة التى يحاولون بشتى الطرق أن تتحول إلى مجردذكريات للماضي. وإذا كــان كيسنجر يتنبأ بالمستقبل وإذا كان أبوالغيط يقرأ المشهدالسياسى فإننا نقول إن الصورة بالغة الوضوح، فهم وببساطة يستكثرون على العرب ماهم فيه من نعيم الحياة ورفاهيتها.. هم يريدون العودة بنا إلى الوراء أو تحويلنا إلىمجرد وقود لحضارة الغرب وهم فى هذا الهدف يسعون إلى طمس ملامح الهوية العربيةبطوفان من الجامعات الأجنبية التى قامت بغزو الفكر والعقل العربي.. وبطوفان منالأفلام الاباحية عبر شبكة «نتفليكس» التى تبث سموماً متحركة يومياً.. وعبر منظماتتسمى بالعالمية ولا تهدف إلا إلى نشر أفكار الشذوذ والانحلال باسم الحريات الشخصيةوالدينية.. هم لا يريدون دينا واحداً ولا لغة واحدة فى العالم العربى لأنهم يدركون أن أهممخزون القوة لدينا يتمثل فى الدين واللغة.. هم يريدون أن نرقص ونغنى فى مهرجانات لاتتوقف تثير وتفجر الغرائز وتقضى على ما بقى من العقل والفكر والادراك.. هم يريدون أننقضى على أنفسنا بأنفسنا.. ونحن نجاريهم فى ذلك ونفرح على ما يبدو أيضا بما يحدث..!
>>>
وقولوا ما شئتم.. فأنا لن أتقبل أبداً مشهد راجل طويل عريض بشنب أو من غيره وهو يقف فى ليلة زفـافـه ليرقص ويتنطط.. ويهلل ويقوم بحركات مثل القرد ميمون.. ويترك زوجتهالتى ستكون شريكته لترقص مع المطرب ومع المعازيم وقد تحولت فى لحظات إلى راقصةاستعراضية محترفة تنشر وتوزع بضاعتها على الجميع.. هذه المشاهد لا يمكن أن يأتىمن ورائها زواج ناجح يــدوم لفترات طويلة.. هـذه مسرحية غنائية راقصة تأخذ بريقهاوتوهجها وتنتهى فى أغلب الاحيان بالطلاق السريع أو الانفصال.. والتجربة من جديدمرة واثنين وثلاثة.. والغيرة راحت.. والرجولة راحت وغنى يا دياب.. وعمرو دياب فى كلفرح من الافراح ينقص عاماً من العمر حتى أصبح يبدو أصغر سنا من العرسان.. وسيغنى أيضا فى أفراح أولادهم..!
>>>
وجاء يشكو الدنيا قائلا كنت يوماً مسئولا وكان هاتفى يـرن بالليل والنهار هـذا يطمئن وهـذا يسلم.. وهذا يجدد العهد، وهذايدعونى للعشاء، وهـــذا يـزورنـى ويقبل خــدى أكـثـر مـن تقبيله لعروسه وهــذا يقولرأيـتـك بالمنام وقـد صرت وزيراً.. وهذا يدعو لى أكثر من دعائه لأمه.. وفجأة ذهب المنصب فسكت الهاتف وتوقف الدعاء والرؤى بالمنام..! ويا صديقى لا تحزن.. هذا حال الدنيا.. ولهذا هى دنيا.. وأفضل ما تفعله هو أنتعيش ما بقى لك فى سلام.. واذهب إلى حيث يوجد من سبقوك فى قهوة المعاشات.. وقصعليهم الحكايات وعش على الذكريات.. والكلام مع نفسك فلن يكون هناك من يستمع.. الكلبيكلم نفسه.
>>>
أخيرا :
رافق الذى يترفق بقلبك
>>>
ويا الله إذا أعطيتنى نجاحاً لا تأخذ تواضعى وإذا أعطيتنى تواضعاً لا تأخذ اعتزازىبكرامتي.
>>>
وللدنيا قانون يسمى الدوران لا يتجاوزه أحد فثق
تماماً.. كل ما تفعله سيعود إليك يوما ما
sayedelbably@hotmail.co.uk