الولد الهارب.. وخلوها «تصدأ».. والأخ «اللى سرق اللحاف»..!
بقلم : السيد البابلي
لأن الصحافة هى الحياة.. حياة الشارع وحواراته.. الناس التى لا تهتم كثيراً بالسياساتوالخطط والبرامج والاستراتيجيات.. الناس التى تعيش اليوم بيومه والساعة بساعتهاواللحظة بلحظتها فإننا نعيش معهم أحداث الساعة التى تترجم أيضاً كل التطلعاتوالقضايا سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فالناس تراقب وتتابع وتحللعلى طريقتها وتنتظر التطبيق لتصدر أحكامها على القرارات والسياسات، فالحكومة علىسبيل المثال أعلنت أنها شكلت لجنة عليا للاداء الاقتصادى من أجل إيجاد حلول غيرمسبوقة فى مواجهة الأزمة الاقتصادية، والمتحدث باسم مجلس الوزراء نادر سعد قال إنهمن بين الحلول فتح المجال للقطاع الخاص لإدارة بعض أصول الدولة مثل المستشفياتوالمـدارس والجامعات المختلفة، وهى حلول وأفكار خارج الصندوق كما يقولون، والناسالمشغولة بالهم اليومى لن تعلق عليها إلا عند التطبيق وإن كانت بالطبع تبحث وتطلبمزيداً من التفاصيل والضمانات المتعلقة بإدارة القطاع الخاص لأصول الدولة ومرافقها.. والناس مع الدولة فى مواجهة الأزمة ولكن الناس ستكون مع مصالحها أو ًلا فى إطارالنظرة الضيقة التى تحكم وتتحكم فى قناعاتنا وقراراتنا. والناس التى تهتم بالأسعاروتتابع الغلاء وانعكاساته تتابع أيضاً التسريبات الفاضحة لمحادثات هاتفية بين كبارالرياضيين وتهتم أكثر بقضية الساعة المتعلقة ببطلنا فى لعبة الاسكواش الذى فضل أنيلعب باسم بريطانيا بعد حصوله على جنسيتها بدلا من اللعب باسم مصر. والناستتساءل.. لمـاذا وكيف حدث ذلك ومن المسئول عن هروب اللاعب عن تمثيل بلاده.. وهل هناكمن دفعوه لذلك.. وهل ما قام به يمثل نوعاً من الخيانة..! والناس كالعادة انقسمت فى الآراءولكنها اتفقت على شيء واحد.. وهو أنه لو كان هناك من اهتم بالبطل.. ومن «طبطب» عليه ومن تفاعل معه إنسانياً لما كان قد اتخذ قرار الهروب.. ولا لوم فى ذلك ولا عتاب إلا علىاتحاد الاسكواش والذين يديرون اللعبة والذين أصابوا اللاعب بالإحباط..!
>>>
والـنـاس تعيش مع قضية أخــرى تتعلق بجنون أسعار السيارات الحديثة والمستعملة وتعلق على تصريح لأسامة أبوالمجد رئيس رابطة تجار السيارات التى يقول فيها «اللىمشتراش عربية فى ٢٠٢1 أصابه الندم.. واللى مشتراش فى أول السنة دى ندم على ذلك.. واللى مش هيشترى دلوقتى هيندم»..! وبدلا من أن نندم فإن أصحاب توكيلات السيارات الذينبالغوا فى الزيادات والذين استغلوا الأزمـة الاقتصادية لتحقيق أعلى معدل ممكن منالأرباح هم من يجب أن يندموا.. والندم لا يأتى إلا بالتوقف عن شـراء السيارات الجديدة«خلوها تصدأ.. أو تصدى بالعامية.. وخلونا نتفرج ونرى من سيضحك أخيراً.. ومنسيندم!».
>>>
وظل الأب يبكى ويبكي.. وظهر فى الفضائيات وفى وسائل الإعلام وفى كل مكان حتى فىدورات المياه وهو يحاضر ويشرح قصة اختفاء ابنته الطالبة الجامعية فجأة.. وعشنا معهالألم والحزن ودعونا الله أن تعود الابنة بالسلامة التى لا يبدو من حديث الأب عنها أنهايمكن أن ترتكب خطأ مـا..! وعشنا أياماً ننتظر وننتظر بينما كان رجال الأمن يبحثونويبحثون ويتابعون ويسألون إلى أن توصلوا للحقيقة.. والحقيقة هى أن الفتاة لمتتعرض للخطف ولا الاختفاء القسري، فالفتاة وبكامل إرادتها ذهبت مع حبيب القلب إلىالمحافظة التى يقيم بها وتزوجت منه وعاشا معاً ونسيت وتناست الأب والأم ولم تهتزلدموع الأب الذى رفض زواجها من هذا الشاب من قبل!! وللقصة أبعاد وتفاصيل أخرىولكن أهم ما فيها هو أن الفجوة تزداد ما بين الآباء والأمهات والأولاد.. وأن الأسرة لم يعدلديها اليد العليا فى التربية والتوجيه، هناك مؤثرات وعوامل أخرى أصبحت أكثر قوةوجذباً.. وراقبوا حوارات آخر الليل فى الغرف المغلقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فيها كل الإجابات وكل الخطر.. وكل البلاوي..! >>>
وكنا قد نسينا حرامى الغسيل الذى أصبح هو أيضاً من الماضى إلا أن ما حدث فى مدينةبرج البرلس بكفر الشيخ أعاد إلينا ذكريات أسوأ وأحقر أنواع الحرامية وهو حرامىالغسيل الذى لا يرحم والذى يسرق الملابس المعلقة على حبال الغسيل..! والقصة بـدأتبنداء ومنشور من الشاب حسونة شاهين يناشد فيه «الأخ اللى خد اللحاف يرجعه، رجعاللحاف عشان نغسله تاني».. فالحرامى القذر سرق اللحاف المغسول من شقة فى الـدورالأول علوى ولم يكن يدرى أن هناك كاميرات فى الشارع وأنه قد تم تصويره وأن صورتهسوف تظهر وتنشر على الملأ وهو يحمل اللحاف ويسير به فى الشارع معتقداً أنه فى أمان وأن اللحاف قد أصبح ملكاً له..! وحسونة شاهين فضح الحرامي.. وحسونة شاهين ينشر صورة حرامى الغسيل دفع الناس للإبلاغ عنه وإلقاء القبض عليه.. وحسونة شاهين نجح فى ذلك هذه المرة.. ولكن فى كل مرة لم تسلم الجره.. وحراميةالغسيل قد عادوا مرة أخري.. وفى ذلك دلالات عديدة.. وخدوا بالكم من «لحافكم»..!
>>>
وممثلة وشقيقها يختلفان، ويتعاتبان.. ويغضبان أحياناً ويتبادلان المـودة أحياناً أخــري.. وكل ذلك لا يتم فى المنزل أو عبر الهاتف، وإنما على الملأ.. على الفيسبوك.. ومشاكلهماأصبحت موضوعاً لحوار وتعليقات الجميع وأخبار خلافاتهما تطغى على أخبارهماوأعمالهما الفنية..!! دى تفاهة.. وقلة أدب.. ونقص وعي.. ومرض لم يصبهما وحدهما.. أصاب معظم مدمنى الفيسبوك وتوابعه..!! الناس عقولها اتلحست..!
sayedelbably@hotmail.co.uk