21 سبتمبر، 2024 - 8:45 م

المشهد فى صلاة العيد..وأيام راحة البال.. والحوادث..!

1 min read

 

                         بقلم : السيد البابلى

من لايعرف مصر عليه أن يشاهد صلاة العيد فى مساجدها وفى الساحات المفتوحة ..عليهأن يمتع ناظريه بالألاف من المصريين رجالا ونساء وأطفالًا وهم يؤدون صلاة العيد.. والابتسامات تعلو كل الوجوه والفرحة فى القلوب..  ونداءات التكبيرتتردد فى كل مكان.. مصر بلد المحبة والإيمان.. الدين فى القلوب قبل العقول.. الدين نظاماجتماعى دنيوى يمثل الحق والخير والعدل ويحمى المجتمع ويضمن أمنه وأمانه واستقراره.. الدين عند المصريين هو التزام نابع من الذات يدعو إلى التراحم والفضيلةوالتغاضى عن الإساءة.. ومصر بلد الوسطية.. بلد البساطة فى التعامل مع كل الأمور، بلديعرف معنى الحياة وكيف يمكن أن تكون هناك مواءمة بين ساعة لربك وساعة لقلبك بكلما يعنيه ذلك تجاوزاً وليس حرفيا.. والمشهد فى صلاة العيد كان معبراً عن مصر التىنعرفها.. مصر الأصالة مع المعاصرة.. مصر التى تسهر حتى الصباح حتى لا تفوتهاصلاة العيد.. مصر التى تبدأ عيدها من المساجد بكل الأمنيات الحلوة.. مصر التى تحتفلبكل الأديان والرسالات وتؤمن أن الدين لله والوطن للجميع.. مصر الصيغة والصبغة التى لامثيل لها إلا فى الشارع المصري.

>>>

وغنى محمد فؤاد لأيام زمان.. ولو غنى فؤاد ألف أغنية فإن أغنيته عن أيام راحة البالستظل هى ما نتذكره وما تدمع أعيننا لكلماتها.. والأغنية جاءت فى خاطرى مع البحث فىدفتر الأيام لتبادل التهانى مع الأقارب والأصدقاء والأحباب الذين يتناقصون يوماً بعديوم.. والذين تخلو معهم الدنيا من حلاوتها ومن جمالها.. وساعات كما غنى فؤاد بشتاقليوم عشته وأنا صغير.. لشكلى قبل ما أتغير، لأيام فيها راحة البال، عشان كنا ساعتهاعيال، ساعات بشتاق للحب القديم، ولصوت عبدالحليم، لنومى فى حضن لبس العيدوإحساس أن بكرة بعيد، لفنجان قهوة من أمى وأنا بذاكر لفرحة أبويا لما أنجح وأكونشاطر، للمة عيلة فى الصيف لما بنسافر مطروح، لأول لمسة من إيد إللى حبيتها لضحكتهاورقتها وبراءتها، لدمعة فى عينى يوم البعد خبيتها وأنا مجروح، ساعات بشتاق لخالىوعمى ولجدي، لحواديت من بتوع ستي، لفرح بيملى كل مكان.. ساعات بشتاق لبيتناالكبير والناس مليانة خير ولا باتوا فى مرة يوم شايلين ولا عملوا حساب لسنين. والله.. الله يا فؤاد.. الكلمات للشاعر أمير طعيمةكانت تدغدغ المشاعر تعيدنا للماضي.. للحنين لأيام كنا فيها فعلا فى عالم آخر ذهب وخرج ولم يعد.

>>>

ودعونا فى العيد نتفاءل فى الغد، فالماضى قد ذهب بأيامه وذكرياته وعلينا أن نحاولاسترجاعه بأن نعيد اكتشاف أنفسنا من الداخل، أن نفجر ينابيع الخير الكامنة فىأعماقنا، أن نعيد استلهام ذكريات الماضى لتكون دافعاً للمستقبل.. أن نتحدث عنالإيجابيات أكثر من حديثنا عن السلبيات.. أن ندرك أن الأيام الجميلة فى حياتنا لم تأتبعد لأن فى الإمكان أن يكون هناك أفضل مما كان.. تعالوا نتفاءل ونؤمن بقدرة الله.. وقدرتنافى أنفسنا وأننا نملك المستقبل الأفضل بأن نبدأ بتغيير أنفسنا أو ًلا حتى يمكن أن يتغيركل شيء إلى الأفضل.. والأفضل هو ما نتطلع إليه وهو ما سيشملنا جميعاً، فلا يمكن أنتنحصر كل اهتماماتنا فى الحياة الآن فى ثلاث قضايا تتعلق بالدين ولقمة العيش وكرةالقدم.. قضايانا هى الإنسان وكيف نحقق له الرخاء وكيف يمكن أن يكون العطاء والإبداع والحياة الكريمة.

>>>

ومن أطرف ما قرأت فى حديث العيد الذى نبتعد فيه عن السياسة والمشاكل والهموم هذهالقصة التى وقعت أحداثها عام ١٩٦٠ مع الهروب الجماعى للمجانين من مستشفىالعباسية نتيجة إهمال من حرس المستشفى أدى إلى خروج ٢٤٣ مجنوناً إلى شوارعالعباسية مما أدى إلى حدوث مشكلة كبيرة.ً. استدعى مدير المستشفى الطبيب جمالأبوالعزايم وطلب منه أن يجد حلا لإعادة المجانين.. وعلى الفور أحضر الطبيب صفارةوطلب من بعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار، وخرجوا إلىشوارع العباسية وهو يصفر وينادى «توووت.. توووت» وهو يمثل رأس القطار ومن خلفه القاطرات كل واحد يمسك بالآخر..! وما توقعه الدكتور حدث بالفعل.. كل مجنون هارب ركبفى القطار ونجح الدكتور جمال فى العودة بالمجانين إلى المستشفي، ولكن المشكلة أنهمعندما أحصوا عدد المجانين الذين عادوا مع القطار وجودهم ٦١٢ مجنوناً علماً بأن عددالمجانين الفارين كانوا ٢٤٣ فقط..!

>>>

ونترك مجانين العباسية إلى المجانين فى شوارعنا من الذين يقودون سياراتهم بكل الجهلوالاستهتار.. ونتحدث فى ذلك عن زيادة ملحوظة فى الحوادث المرورية القاتلة.. وكل يومهناك عدة حوادث مرورية فى كل مكان.. والأسباب معروفة ولا تختلف من مكان لآخر، وكلهاناجمة عن أخطاء بشرية فى القيادة وفى السرعة وفى عدم الالتزام بأى قواعد أو قانون..!! ونسبة الحوادث المرتفعة أصبحت مخيفة.. ولابد من حلول.. وحلول يمكن تطبيقها والالتزام بها.. كلنا فى خطر.

>>>

ووزارة التضامن على حق.. لا يجوز استخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى جمعالتبرعات النقدية والعينية دون الحصول على موافقة الوزارة وإلا ستصبح فعلا فوضىوتجارة وشطارة ونصب ..وما أكثر النصابين والمتاجرين بآلام الناس هذه الأيام..!

>>>

ولاعب كرة قدم يحتفل بفوز فريقه بسعادة وبطريقة هيسترية.. وهذا قد يكون مقبولا ..ولكنأن يقوم بتمزيق «التيشيرت»بعنف وهو يحتفل ويرسل إشارات لاستفزاز المنافسين فهذامشهد لا علاقة له بالرياضة.. له علاقة بكيد العوالم..!

>>>

.. وأخيراً: .. كان يجب أن أبتعد وبسرعة.. أن أسترجع فى الرحيل صفائى وسكينتي.. وعندما أصبح بمأمن من البشر.. ربما أتعلم من جديد أن أحبهم.

>>>

.. وعزة نفسك هى روحك الثانية فحافظ عليها حتى لا تموت مرتين

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.