21 سبتمبر، 2024 - 8:02 م

عودة إلى التقويم الهجرى !!

                               بقلم …. فهمي عنبة

أليس من الأفضلل أن يصوم المسلمون معاً .. وأن يستقبلوا مواسمهم وأعيادهم فى توقيت واحد لتعم الفرحة قرابة 2 مليار  مسلم حول العالم ؟! .آن الأوان لأن يقوم علماء المسلمين ومؤسساتهم الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنظمتى المؤتمر والتعاون الإسلامى بتبنى الدعوة إلى توحيد رؤية الهلال فى أوائل الشهور الهجرية خاصة المرتبطة بالمناسبات الدينية كشهر رمضان وعيدى الفطر والأضحى .. خصوصاً فى هذا الزمان الذى تقدمت فيه علوم الفلك والاتصالات وأصبح الكون قرية صغيرة .. والأهم أن جميع الدول الإسلامية تشترك فى جزء من الليل وقد أفتى العلماء بأن ثبوت الرؤية فى إحدى هذه الدول يجيز لباقى الدول الأخذ به حتى تعم الفرحة كل المسلمين .. والله أعلم !! . 

نعلم أن هذه القضية تثار كل عام خاصة مع بداية رمضان .. ولكن قد يكون توحيد الرؤية مقدمة لتوحيد شعوب الأمة الإسلامية .. وهو بالتأكيد سيؤدى لأن يشعر العالم بوجود أمة واحدة يمكن أن يحسب حسابها بدلاً من تشتتها الذى جعل الآخرين يتجرأون عليها ويضطهدون المسلمين فى كل مكان لانهم متفرقون .. وهذا يفسر المذابح التى يتعرض لها مسلمو الروهينجا فى بورما أو. الأقليات المسلمة فى الهند والصين و انتشار ” الاسلاموفوبيا ” فى الدول الأوروبية وأمريكا !! .

اقترحنا من قبل تشكيل لجنة دائمة تضم فى عضويتها ممثلا عن كل دولة إسلامية ؛ تكون مهمتها استقبال إشعارات رؤية الهلال أول كل شهر من كل دولة ثم إعلان تحديد بداية الشهر وتعميم القرار على البلدان الإسلامية ولا خلاف أن يكون مقرها مكة أم القرى حيث توجد الكعبة المشرفة أو المدينة المنورة بجوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالقاهرة مقر مشيخة الأزهر الشريف أو أى مكان يتفق عليه حكماء المسلمين .. المهم أن يصوم المسلمون معاً بدلا من صيام أهل المغرب وعمان والأردن فى يوم مختلف عن باقى الدول العربية المجاورة لهم !! .

الاهتمام بتوحيد الرؤية سيعيد الاعتبار إلى التقويم الهجرى الذى للأسف نسيناه تماما.. ونادراً ما نتذكره فى الدول العربية والإسلامية إلا مع قدوم بداية العام أو عند المولد النبوى أو ليلتى الإسراء والمعراج والنصف من شعبان ثم رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وأيام الحج .. وغير ذلك أتحدى أن يعلم المصريون والعرب والمسلمون باقى الشهور والإيام بالتقويم الهجرى .. بل ان كثيرين منهم لا يعلمون أسماء هذه الشهور !! .

زمان كان المعلم أو المعلمة يبدأون الحصة الأولى فى المدارس بكتابة تاريخ اليوم على السبورة.. على اليمين التاريخ الهجرى وعلى اليسار التاريخ الميلادى .. وكـان ذلك يربط التلاميذ بتقويمهم وبتاريخهم وكانوا يطلقون عليها الشهور العربية أما الميلادية فتسمى الشهور الأفرنجية وكان حتى تلاميذ الابتدائى يعرفون بدايات الشهور والمواسم والأعياد الإسلامية .. ومن صغرهم تعلموا أن هناك 4 أشهر حُرم ثلاثة منها متتابعة هى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم .. والرابع هو رجب الفرد أو ” الأصم ” لعدم سماع أصواته  السيوف فيه .. حيث لم يكن العرب حتى فى الجاهلية يحاربون فى هه الأشهر  ويلحق المعتدون خلال أيامها  ” العار ” .. وللأسف الآن بعد ان نسينا تاريخنا الهجرى لم يعد أحد يتذكر الأشهر الحرام ويحل البعض فيها سفك الدماء .. مع ان الله سبحانه وتعالى قال فى سورة التوبة ” ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” .. ولا يكون القتال فى هذه الأشهر إلا دفاعاً عن النفس أى اذا قاتلنا الأعداء .. فهل يعى المسلمون ذلك ؟! .

لا أدرى لماذا لا يتم العودة إلى التقويم الهجرى فى الدول العربية أو على الأقل العمل به بجوار  ” الميلادى ” بدلاً من السير وراء الآخرين فى كل شىء وننسى تاريخنا وأيامنا وأعيادنا .. فهل نفكر فى استخدام التقويم الهجرى ولو لتعليمه للأطفال فى المدارس حتى لا تنساه الأجيال القادمة ؟!.

كما نطالب بلجنة لتوحيد رؤية أهلة الشهور العربية وبالعودة لاستخدام التقويم الهجرى .. نتمنى ان تجتمع الدول الإسلامية على إنشاء قناة فضائية دولية ووكالة أنباء إسلامية عالمية لنشر الأفكار الصحيحة عن ديننا الحنيف .. والحفاظ على تراثنا وتاريخنا من أجل الأطفال والشباب الذى يحاول الغرب اجتذابهم بشتى الطرق والوسائل والمُغريات ويبهرهم بحضارته المادية لينسيهم حضارتهم ودينهم وأنفسهم !! .

*****
نظام مصرفى عربى

العقوبات الاقتصادية التى تفرضها الـدول الكبرى على أى دولة تعارض سياساتها.. وكذلك تجميد الأصول والودائع والأرصدة التى تضعها الحكومات أو الأفـراد فى بنوك الدول الكبرى تحت أى ذريعة من الذرائع .. ألا يجعل ذلك العرب يفكرون فى نظام
مصرفى خاص بهم لتجنب ضياع أموالهم ؟! .

فرضت أمريكا والغرب عقوبات اقتصادية على روسيا ومن قبلها على إيران والعراق وأفغانستان والسودان وقامت بتجميد أموالها وبالطبع تستفيد البنوك الغربية وتقوم بتشغيل تلك الأموال والحصول على فوائدها لحين فك الحظر وإعادة أصل المبلغ إلى الدولة المُعاقبة بعد الرضا عنها !! .

الأهم من ذلك.. أنهم يتحكمون فى كل المعاملات المادية فى العالم عبر نظام «سويفت» ولا يمكن تحويل أى مبالغ بين البنوك فى أى مكان إلا بهذا النظام الذى يعرفون من خلاله « دبة النملة» ومن قام بالتحويل لمن ومقدار المبلغ وكل المعلومات عن العملاء ثم يدعون سرية الحسابات !! .

 أخيراً بدأت الصين ومن بعدها روسيا الإفلات قليلا من هذا النظام وان كانتا لم تتمكنا من التخلص منه نهائياً ولكن على الأقل بدأتا الطريق .. فلماذا لا يبدأ العرب من الآن فى اتباع نظام مصرفى يكون فى البداية للتعاملات البينية أى بين الدول العربية وبعضها ثم بعدها يتم تطويره للتعامل بين الــدول العربية والــدول الصديقة والنامية حتى يصبح نظاما عالميا ولو بعد 20 عاماً !! .

عندما أراد طلعت حرب أن يستقل المصريون اقتصادياً عن المحتل الإنجليزى أنشأ بنك مصر ومجموعة شركاته حتى لا تتم أى معاملات مالية لأبناء الوطن من خلال بنوك الأجانب وليوفر للشعب السلع والمنتجات الضرورية .. فلماذا لا يفكر العرب وهم قوة بما يمتلكونه من ثروات فى الاستقلال المالى ولا يضعون أموالهم ومدخراتهم إلا فى بنوك عربية تعمل وفق نظام مصرفى عربى يقوم بوضعه كبار المصرفيين فى الوطن العربى بمشاركة البنوك المركزية فى 22 دولـة عربية .. وليكن ذلك بداية للسوق العربية المشتركة وتحقيق التكامل الاقتصادى .. فهل يمكن تحقيق ذلك أو البدء فيه .. أم إنها تخاريف صيام ؟! .

******
طقاطيق رمضانية!!

عن أبى الدرداء رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال « ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخُلق .. وان الله ليبغض الفاحش البذىء »..  رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح
                     ••••••••
التكنولوجيا .. التحضر.. المدنية .. جميعها كلمات حولت الإنسان إلى عبد مع انه الـذى صنعها بفكره وعقله وعلمه وأوجدها من العدم .. وقد خلق الله الإنسان ولم يكن شيئاً وكرمه وضله على كثير ممن خلق تفضيلاً .. فلماذا تحول نفسك إلى آله وأداة يلعب بها ما صنعته بيديك ليتحكم فيك ويوجه أفعالك ويضيع وقتك .. عُد إلى رشدك .. عُد إلى خالقك .. تجد كل ما خلقه من أجلك .. طوع أمرك !!                                                    •••••••• 
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس .. تذكر قدرة الله عليك !! .

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.