21 سبتمبر، 2024 - 7:58 م

منظومة رياضية جديدة .. للوصول إلى نهائيات 2026 !!

                              بقلم …. فهمي عنبة

إذا أردنا الوصول إلى نهائيات كأس العالم فى عـام 2026 التى ستقام على ملاعب 3 دول هى أمريكا وكندا والمكسيك فعلينا أن نبدأ من اليوم فى تغيير مناخ الوسط الكروى ووضع استراتيجية لبناء منظومة رياضية وإدارية وإعلامية متكاملة تفرز منتخبا وطنًيا لكرة القدم يعتمد على عناصر متجانسة وقادرة فنيا وبدنيا ونفسيا على خوض المباريات والمنافسة فى البطولات الدولية . 

للأسف الشديد يحتاج الوسط الكروى إلى تغيير شامل ووضـع معايير مهنية وفنية وأخلاقية لمن يتصدون للعمل فى مجال كـرة القدم ســواء فى إدارات الأندية أو اتحاد الكرة أو فى الأجهزة الفنية من مدربين ومساعديهم ..من اللاعبين والحكام .. والأهــم إعــادة النظر فيمن يتصدون للعمل فى مجال الاعلام الرياضى فهم مسئولون غالباً عن اشعال الفتنة بين الجماهير وزيادة التعصب .. ويجب معرفة ان العمل الإعلامى يحتاج إلى دراسة وخبرة ومواصفات وشروط لا تنطبق على الكثيريين ممن يطلقون على أنفسهم لقب ” إعلامى ” مع ان كل مؤهلاتهم انهم لاعبون سابقون او مروا يوماً أمام بوابة فى أحد الأندية !! . 

لا نبالغ إذا قلنا ان اتحاد الكرة هو المسئول الأول عن ضياع فرصة تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم فى قطر.. وبالطبع لا نقصد المجلس الحالى بقيادة جمال عـلام فقط بل من قبله المجالس السابقة وكذلك اللجان الخماسية والثلاثية التى أدارت الاتحاد فى الفترة الاخيرة .. وذلـك لعدم تحقيق الاستقرار للمنتخب سواء من حيث اختيار جهاز فنى ثابت أو بالنسبة لتنظيم معسكرات ولـقـاءات ومباريات وديـة للمنتخب حتى يحدث التجانس بين اللاعبين والتدريب على خطط المدير الفنى .. والأهم ان هذه المباريات الودية كانت  ستؤدى لتعديل تصنيف المنتخب افريقياً وكان من الممكن اذا تحسن التصنيف ان نتجنب الوقوع فى القرعة مع السنغال أقوى فريق فى القارة .. ولكن أعضاء اتحاد الكرة وكذلك اللجان التى ادارتة كان لا يهمهم سوى الدورى والمسابقات المحلية وعدم إغضاب الأندية اما المنتخب فآخر ما يفكرون فيه !! .

بعد اخفاق منتخبنا فى بطولة أفريقيا التى أقيمت بالقاهرة عام 2019 طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بـأن يكون المدير الفنى للمنتخب مصريا لأن المدرب الوطنى ينقل للاعبين الحماس ويراعى الجانب المعنوى بنفس حرصه على إعطاء اللاعبين الفنيات والخطط .. كما يكون قلبه على البلد وسمعتها ولا يكون الأمر بالنسبة له مجرد عمل يتقاضى عليه أجر.. تماما مثلما كان يفعل الجنرال محمود الجوهرى « رحمه الله» والمعلم حسن شحاتة ” أطال الله فى عمره ” عندما كانا يبثان الروح فى قلوب أجيال من لاعبى المنتخب الذين قاما بتدريبهم وحصدوا معهم البطولات .. أما المدرب الاجنبى فيحرص على الـفـوز مـن أجــل المـــال أو ليضاف ذلك إلى سيرته الذاتية ويـزداد سعره فى عالم المحترفين !! .

يوجد من ينادى باستمرار ” كيروش ” مدرباً للمنتخب .. وحتى لا نتجنى على أحد أو نبخس الرجل حقه .. فقد أدى واجبه على قدر امكانياته .. ولكن اذا أردنا البناء للمستقبل وتحقيق الاستقرار للمنتخب من الآن ولمدة 4 سنوات قادمة فعلى اتحاد الكرة لو أراد الإصلاح ان يبحث فوراً عن مدرب وطنى ليأخذ وقته فى تشكيل فريق يليق بتمثيل المصريين بشرط ان يكون لديه نفس مؤهلات الجوهرى وحسن شحاتة وليرحل ” كيروش ” مشكوراً على ما قام به .. فنحن نريد وجوها جديدة وكوادرا قادرة على العطاء ولديهم مواهب فى الإدارة والتدريب ومثلهم من اللاعبين !! . 

نعلم أن انتخابات مجالس إدارات الاتــحــادات الرياضية والأنــديــة تمت بعد انـتـهـاء الـــدورة الاوليمبية وإنها ستستمر حتى الــدورة القادمة بباريس عـام 2024.. ولذلك علينا التعامل مع الواقع رغم حاجتنا إلى كوادر ادارية لديها رؤية تخطط لفرق الكرة بالاندية وتطبق الاحتراف بصورة صحيحة وتهتم بالناشئين وإشراكهم فى المـبـاريـات وعلى اتـحـاد الـكـرة إعـــادة بطولاتهم فى المراحل السنية المختلفة وارسـال المتميزين منهم للتدريب فى أكاديميات الأندية الكبرى فى الخارج لمدة شهرين او ثلاثة كل عام .. والاهتمام أكثر بمنتخبات الشباب والمنتخب الاوليمبى وتنظيم مباريات قوية لهم باعتبارهم الاحتياطى الاستراتيجى للمنتخب الأول!! .

لن نلقى بالاتهامات .. ولن نبكى على اللبن المسكوب .. ولكن إذا اختار اتحاد الكرة مدربا وطنيا من الآن وأعطى الأولـويـة لتنظيم معسكرات ومباريات للمنتخب خلال فترات التوقف الدولية.. ولو كانت هناك رؤية لدى إدارات الأندية ووقف التسابق على خطف اللاعبين وإنـهـاء بـورصـة انتقالهم التى تحدد أسعاراً خيالية للاعبين قد لا يشارك بعضهم مع فريقه أو يجلس على دكة الاحتياطى أكثر مما يلعب داخل المستطيل الأخضر.. فى حال حدوث ذلك يبقى تنظيم الاعلام الرياضى ووقف تجاوزات البعض ووضع ضوابط لمن يشكلون عقول الشباب ويؤثرون فيهم لأن من يشاهدون البرامج الرياضية وفقرات التحليل أكبر بكثير من مشاهدى البرامج الحوارية والسياسية أو الافلام أو حتى المسلسلات التركية !!. 

إذا أردنا تجنيب الشعب حالة الحزن والاحباط التى يصاب بها كل مرة لا يصل فيها منتخبنا إلى نهائيات كـأس العالم فمطلوب التخطيط من الآن حتى لا يغيب المنتخب عن نهائيات 2026.. فليس من المعقول ألا تصل مصر بحجمها وتاريخها وتعداد سكانها سوى 3 مرات فقط إلى كأس العالم .. بينما دول إفريقية تصل 5 و6 مــرات شـاركـت بعدنا بثلاثين عاما !! .

إذا كنا نقول بصراحة أن آعـضـاء اتـحـاد الكرة والمجالس المعنية خلال السنوات الماضية هم السبب فى عدم وصول المنتخب إلى نهائيات قطر.. فهم أيضا السبب فى خروج الزمالك من بطولة أفريقيا وربنا يستر على الأهلى وبيراميدز والمصري.. طالما ظلت قرارات اتحاد الكرة الخاطئة !! .

******
أوكرانيا وكورسيكا «والمهمشون»
أشعلوا انتخابات فرنسا !!

كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة الفرنسية اشتعلت حـدة المنافسة بين 12 مرشحا ومرشحة ” 8 رجال و 4 سيدات ” يسعى كل منهم للوصول إلى قصر الإليزيه ليحكم أكبر دول الاتحاد الأوروبــى من باريس عاصمة النور التى صدرت للعالم مبادئ الحرية والمساواة والاخاء !! .

تجرى الجولة الأولــى من الانتخابات الرئاسية فى العاشر من ابريل «بعد 10 أيـام» .. وحتى يتعرف الشعب الفرنسى على المستوى المادى لكل مرشح ويحاسبونه فى نهاية ولايتة اذا فاز بالرئاسة .. وهل استغل منصبه فى التربح وتحقيق مكاسب والاغتناء من أموال المواطنين أم ان ثروتة بقيت كما هى .. لذلك نشرت السلطات العليا لمراقبة الشفافية فى الحياة العامة الفرنسية ممتلكات كل مرشح من عقارات وأموال وودائع فى البنوك وكذلك ما عليه من قروض وديون ؟! .

اثبتت إقرارات الذمة المالية التى قدمها المرشحون ان من ينتمون للأحزاب اليمينية الأسمالية هم الأغنى .. بينما جاء ممثلو الأحزاب الاشتراكية والشيوعيون فى المؤخرة من حيث القدرة المالية .. حيث كانت فاليرى بيكريس مرشحة حزب ” الجمهوريون ” اليمينى هى الأكثر ثراء بامتلاكها عقارات وودائع قيمتها 9,7 مليون يورو ” حوالى 185 مليون جنية ” .. بينما بلغت ثروة الرئيس ماكرون    550 ألف يورو  ” 10,5 مليون جنية ” اما أقل المرشحين من حيث الممتلكات فكان فيليب بوتو من حزب مناهضة الرأسمالية وتقدر ثروتة ب     122 ألف يورو  ” حوالى 2,3  مليون جنية ” وذلك وفقاً لما نشره موقع ” فرنسا 24 ” !!.

قد لا يهتم الناخب الفرنسى كثيرا بثروة المـرشـح .. فالأهم عنده هـو الـوضـع الاقـتـصـادى والتأمين الصحى والمعاشات والخدمات التى تقدمها الدولة والتى يعلن عنها المرشح الرئاسى فى برنامجه الانتخابى خاصة فى ظل الحرب الدائرة فى أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.. ولـذلـك يـحـاول كـل مرشح ومرشحة استغلالها والمزايدة على الآخرين سواء باعلان التأييد لأوكرانيا أو المطالبة بتشديد العقوبات على روسيا رغـم ان فرنسا مع ألمانيا من أكبر المتضررين لاعتماد الدولتين على الغاز الروسى وهـو ما يفسر تعامل ماكرون والمستشار الألمانى شولتز بحكمة مع هـذه القضية بعكس رئيس الـوزراء البريطانى جونسون الذى يتشدد ربما أكثر من الرئيس الأمريكى بايدن والرئيس الأوكرانى زيلينسكي !! .

من أهم القضايا التى اشعلت المنافسة بين المرشحين كانت «جزيرة كورسيكا» حيث انقسم المرشحون والناخبون حول منح هذه الجزيرة الواقعة فى جنوب فرنسا الحكم الذاتى كما صرح بذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانان ولكن البعض يعتبر هذا التصريح مناورة سياسية قبل الانتخابات لتهدئة المظاهرات التى اندلعت فى هذه الجزيرة بعد مقتل أحد النشطاء الداعين لحصولها على الحكم الذاتى داخـل السجن.. هناك من أيد استقلال الجزيرة وآخرون يرون أن ذلك يؤدى لتفكيك الجمهورية الفرنسية ووحـدة البلاد .. المهم أن هذه القضية قد أدت لوجود شرخ وانقسام داخل النخبة السياسيةوبين الأحزاب والمرشحين والمواطنين وسيكون لها تأثيرها على الإنتخابات .

فى ظل وجود 12 مرشحاً ففى الغالب لا يتم حسم النتيجة من الجولة الأولى خاصة وان سكان الأحياء الشعبية فى باريس وضواحيها وفى المدن الكبرى عادة لا يشاركون فى التصويت ويفضلون الصمت .. وان كان هناك من يراهن على مشاركتهم هذه المرة حتى تنتبه إليهم الحكومة !!.

الرئيس ماكرون الذى يسعى للفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات يعرف انه فى مأزق نتيجة للوضع الإقتصادى الذى تأثر كثيراً بجائحة كورونا ومن قبلها من مظاهرات أصحاب ” السترات الصفراء ” ثم جاءت الحرب فى أوكرانيا لتزيد من صعوبة الأحوال المعيشية على الشعب الفرنسى بعد الغلاء الذى تشهده البلاد و ارتفاع كل الأسعار خاصة بالنسبة للوقود والكهرباء والمواد الغذائية .. لذلك يحاول ماكرون جاهدا كسب أصوات ” المهمشين ” سكان الأحياء الشعبية المنسية ويعدهم بتحسين أحوالهم .. وفى حال نجاحة فى استمالتهم والتأثير عليهم للذهاب إلى مراكز الاقتراع فستكون حظوظك كبيرة فى النجاح .. والا فانه سيلاقى منافسة شديدة فى  الجولة الثانية الحاسمة التى سيخوضها فى الغالب أمام مارلين لوبان اليمينية المتطرفة التى لم يحالفها الحظ مرتين من قبل وقالت ان هذه آخر مرة تترشح فيها .. ام إيريك زمور اليمينى أيضاً والذى كان متقدماً فى البداية الا انه منذ ان وصف مؤيدوه الرئيس ماكرون بانه قاتل فقد تراجعت حظوظة .. وقد تحدث المفاجأة ويصل جان لوك ميلتشون المرشح الاشتراكى الى المرحلة النهائية من الانتخابات حيث يكتسب شعبية كل يوم وهو يراهن كذلك على المهمشين .. عموماً دعونا نرى بعد 10 أيام ماذا تُخبىء صناديق الإقتراع لفرنسا وشعبها ؟!.

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.