البيت الأبيض ضد الكرملين.. الفائزهو العالم
بقلم : السيد البابلى
العالم يتساءل.. من يفوز فى الصراع بين البيت الأبيض الذى حكم وسيطر على العالم لعدة عقود.. والكرملين فى موسكو الذى ظل فى انتظار اللحظة المناسبةلاعتلاء المسرح السياسى من جديد والتأكيد على أحقيته فى أن يكون شريكاً أو منافساً على زعامة العالم. ومعركة أوكرانيا الحالية هى ميدان الصراع الجديد.. فالولايات المتحدة ومعها دول الغرب أرادوها أن تكون حرباً لاستنزاف روسيا وإضعافهااقتصادياً واستنزافها فى معركة طويلة باهظة التكاليف إلى أن ينهار الاقتصاد الروسىكما حدث من قبل فى نهايات القرن الماضى مع الرئيس جورباتشوف الذى اضطر إلىإعلان تفكيك الاتحاد السوفيتى السابق إلى عدة دول. وروسيا من جانبها رأت فى غزوأوكرانيا أن تقول للغرب إن الاقتراب من امبراطورية القياصرة فى موسكو هو خط أحمر لارحمة ولا تسامح ولا تساهل فيه. وما بين خطط البيت الأبيض وأساليبه القديمة المقروءةوالمضادة وما بين وجود شخصية كاريزمية لا تتردد فى اتخاذ القرار ممثلة فى الرئيسبوتين فإن صاحب القرار هو الفائز فى الجولة الأولى حتى الآن وهو الذى تمكن من إظهارالأمريكان وحلفائهم فى مظهر الضعف وهو الذى حقق ما أراد دون اكتراث بكل التهديداتالجوفاء من الغرب لأنه يعلم جيداً أن الخيار الوحيد أمامهم هو استخدام قوة الردعالنووى وهو ما لا يمكن أن يحدث لأن فيه الدمار والفناء للجميع.
>>>
ولكن العالم هو الفائز فى هذا الصراع.. والعالم أيقن أنه كان أسيراً خاضعاً لنظام عالمىأحادى القوة سلب منه إرادته وقـراره.. والعالم أدرك أن عليه وفى مقدوره أن يقول لا.. وأنيرفض الهيمنة والوصاية وأن يتحرر من الخوف والرضوخ ونهب ثرواته.. والعالم الآن أدركأيضاً أن بإمكانه إنشاء تكتل عالمى جديد وإعادة إحياء حركة عدم الانحياز التى تمنح دولهحرية اتخاذ القرار بعيداً عن الوقوع تحت سيطرة القطبين اللذين سيعودان وسيمتد الصراع بينهما لسنوات طويلة فى ظل أجواء الحرب الباردة التى ستعود من جديد. إن الولاياتالمتحدة الأمريكية التى منحت نفسها الحق من قبل فى غزو أفغانستان والعراق أو أى دولةفى العالم وأن تنشر قواتها فى أكثر من مائة دولة وأن تقوم بتقسيم كوريا وفيتنام إلىدولتين وأن تفصل تايوان عن الصين عليها أن تدرك أنه وبنفس المنطق فإن عليها ألاتعترض إذا ما قام بوتين بغزو أوكرانيا التى كان الغرب يحاول ضمها إلى حلف شمالالأطلنطى وهى الدولة التى كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتى السابق..! لقد أفلتت الأمورمن الرئيس الأمريكى جو بايدن.. وبوتين هو من اغتنم الفرصة.. والعالم يشاهد ما يحدثويتنفس الصعداء ويتطلع إلى عصر ما بعد الحرب.. ويا ضعفاء العالم اتحدوا.. الكلمةيمكن أن تكون لكم الآن..!
>>>
ووسائل الإعلام العالمية تصف ما يحدث فى أوكرانيا حالياً بأنه أول حرب فى العالم علىالتيك توك.. فهى معركة فيديوهات و»لايكات» ومقاطع مصورة من هنا وهناك وتعليقاتساخرة أو جادة حول الأحداث.. ولكن الجميع فى حالة من الحزن والترقب أيضاً لمصيرجميلات وحسناوات أوكرانيا ووجهتهن القادمة.. والجميع على استعداد للاستقبالوالمساعدة..!! والناس بالغة القسوة حتى فى التعليقات.. ناس بتموت.. وناس بتتسلىوالتيك توك شغال وأفسد كل شيء..!
>>>
ونعود للناس التى تسعد بكل خطوة لتحسين أحوالها المعيشية.. ورسالة من عدلىالزناتى من أسوان من صعيد مصر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى يقول فيها إنه نيابةعن عشرة ملايين من أصحاب المعاشات يرسلون إلى سيادته رسالة حب وتقدير واحتراملقائد مسيرة الإصلاح والعدالة الوطنى الشريف الذى يعمل ليًلا ونهاراً لصالح المواطنالمصرى داعين له بالتوفيق والسداد والنجاح وطول العمر. والزناتى السعيد بالأنباء التى تتردد حول الزيادات القادمةلأصحاب المعاشات يقول إنهم على ثقة من الرئيس الذى نجح فى اقتحام كل القضاياالشائكة والمزمنة سوف يعالج ويحقق لأصحاب المعاشات حلمهم فى أن يكون هناك نظامتقاعدى إنسانى يوفر ويحقق الأمن والأمان للذين أفنوا أعمارهم فى خدمة الوطن