22 سبتمبر، 2024 - 12:32 ص

«العالم تغير فجأة».. وطلابنا بخير.. و«كوكو عندنا»..!!

1 min read

                               بقلم : السيد البابلي

كتبت بالأمس أتحدث عن نهاية العصر الأمريكى بعد دخول روسيا لأوكرانيا وعجز وفشلالأمريكان والغرب فى أن يفعلوا شيئاً لأوكرانيا واكتفوا ببيانات الشجب والإدانة واللجوءإلى مجلس الأمن..! ونوضح اليوم أن الخلل الهائل الذى شهده العالم فى نهاية القرنالماضى بانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم وممارسة سياسات الهيمنةوالوصاية والتبعية للقطب الواحد قد تم تصحيحه من خلال الحرب الأوكرانية التى أسفرتعن عودة جديدة للقطب الروسى مما قد يكون له تأثيرات إيجابية متعددة فى القضاياالدولية لإيجاد توازن جديد ومساحة من حرية الحركة واتخاذ القرار. والعالم قد تغير فجأةرغم تحذيرات الغرب فقد أوضح أن الهيمنة الغربية على شعوب ومقدرات دول العالم كانتقائمة على استسلام الضعفاء ورضوخهم للأمر الواقع وخوفهم من أن يحل بهم ما حلببعض الــدول التى تعرضت للدمار والتقسيم من جـراء التدخل العسكرى الأمريكي. وفىحديثنا هذا فنحن لا نتخذ موقفاً من الحرب الدائرة فى أوكرانيا ولا نقف مع هذا ضد ذاكوإنما نوضح ما كشفته الحرب من هشاشة وضعف فى الامبراطورية الغربية التى تعانىالعجز والترهل والتى ستفقد هيبتها وسطوتها على دول العالم ولن يكون لها الكلمةالوحيدة فى النظام العالمى الجديد الذى ظهر إلى الوجود مع أول اقتحام للأراضىالأوكرانية التى كانت أول اختبارات هذا النظام وأفضل تطبيق عملى له.. واستعدوا للعصرالجديد، فالكرملين عاد ليحكم ويتحكم مرة أخري.

>>>

وطلابنا فى أوكرانيا بخير.. وما فعلته الحكومة المصرية كان سريعاً وإيجابياً.. فخطوطالاتصال لم تتوقف مع سفاراتنا فى أوكرانيا وفى رومانيا وفى كل الدول التى لها حدود معأوكرانيا بهدف تأمين وصول طلابنا الذين يدرسون فى أوكرانيا إلى الحدود والخروجبسلام

والعودة إلى أرض الوطن فى أسرع وقت. وما قامت به الحكومة المصرية وسفاراتنا فىالخارج كان استجابة سريعة للطلاب وعددهم بالآلاف والذين كانوا وعائلاتهم فى حالة منالقلق خوفاً من تفاقم الأحـداث فى أوكرانيا وبحثوا عن المسار الآمن للخروج بعد توقفرحلات الطيران.. وهو جهد ومجهود وأداء يستحق كل التقدير وكان أفضل تعبير عن أنمصر ترعى أبناءها فى كل مكان.

ً >>>

وإذا كان العالم مشغولا بأحداث أوكرانيا فإن شباب السوشيال ميديا كانوا يبحثون عن «كوكو».. و»كوكو هو» «البلوجر» التركى كوكسال بابا الذى يزورمصر حالياً وهو واحد من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعى بتعبيراته الكوميديةالتى يعبر بها عن موقف ما بشكل ساخر. وأول أمس كان «كوكو» كما يناديه عدد منالمعجبين يتناول العشاء فى أحد المطاعم التى قامت باستضافته.. وشهد المطعم زحاماًوتدافعاً من شباب السوشيال ميديا الذين كانوا يريدون التقاط الصور معه وتسجيلاللحظة «التاريخية».. وتدخل «البودى جاردات» وأبعدوهم ودفعوهم بعيداً عن كوكوالذى انتابته حالة عصبية من كثرة أعداد المعجبين وانفعل عليهم ورفض استكمال التقاطالصور معهم.! والسوشيال ميديا خرجت لتنتقد كوكو وسلوك «البودى جاردات» مع أنهايجب أن تنتقد وتتساءل عن نوعية هؤلاء الذين ذهبوا يبحثون عنه للتصوير أو «الهزار» معه.. فأحدهم داعبه كوكو بالضرب على قفاه.. وأخرى تلقت منه قبلة وهى تضحك.. وفتيات تصرخ وتنادى عليه.. وشباب يتسابق للوصول إليه.. فيه إيه.. مين دول ويطلع مين«كوكو» ده.. ويظهر أن فيه عالم تانى منعرفوش!!

>>>

وهـذا العام لا يبشر بالخير على الجماعة الصحفية.. فالرفاق يتساقطون.. يتناقصون.. يرحلون.. وهذا العام شهد رحيل العديد من كبار الصحفيين واحداً تلو الآخر، ولم نعدنتوقف عن الذهاب لتقديم واجب العزاء أو رثاء الراحلين. وعندما نكتب عن زمـلاء المهنة الذين سبقونا فىالرحيل فإننا نكتب عن ذكريات مهنة عشقناها وقضينا فيها أعواماً طويلة نبحث ونتحدثعن الحق والعدل والانصاف ونحاول أن نكون ضميراً يقظاً لهذه الأمة ينبه إلى الأخطاءويحث على التصحيح ويعبر عن هموم وقضايا المجتمع.. وكنا دائماً فى ذلك نعيشبذكريات الكبار من الأساتذة الذين علمونا كيف تكون الصحافة المثالية.. وكيف يكونالصحفى وصاحب القلم هو القيمة والقامة فى الحفاظ على أمانة الكلمة ومصداقيتهاورسالتها. إن الصحافة التى تخوض هذه الأيام معركة البقاء ستظل هى منبر الشعب الحرفى عرض كل وجهات النظر وهى برلمان الأمة الذى يأتى بلا انتخابات لأن الجميع أعضاءفيه.. ورحم الله كل رفاق الدرب الذين لم يحصلوا من هذه المهنة إلا على كلمة شكر أو إعجابمن قارئ.. ففى هذه الكلمة الثروة التى ما بعدها ثروة.

>>>

وأخيراً: إن أبلغ درجات الدهشة وسط هذا الحفل التنكرى الضخم أن نقابل إنساناً حقيقياً

>>>

ومادمت تمشى مستقيماً فلا تبال بالعقول المائلة وأعقل الناس أعذرهم للناس

>>>

واستهينوا بكل شيء إلا المشاعر وكسرة الخاطر

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.