21 سبتمبر، 2024 - 5:29 م

رموز هذا البلد ٠٠ وحادث الزمالك ٠٠ ويارب

                         بقلم : السيد البابلى

فى بلدنا ظاهرة غريبة لا يوجد لها تفسير رموزهذاالوطن.. وتتعلق بإدمان جلد الـذاتوالتقليل من شأن الكبار والرموز الذين صنعوا التاريخ والذين يمثلون علامات مضيئةساهمت فى تشكيل فكر وحادث الزمالك.. ويارب ووجدان هذا الوطن. فنحن نهوى ونتلذذبتفسير التاريخ وأحداثه بأثر رجعى طبقاً لحالتنا النفسية واتجاهاتنا الفكرية وبطريقةالحب والكره أو التعصب وعـدم رؤيـة الجوانب الإيجابية، فـإذا كنا من محبى جمالعبدالناصر الزعيم التاريخى فإننا نرفعه للسماء ولا نرى فيه عيوباً أو نقصاناً.. وإذا كنانختلف مع أنور السادات بطل الحرب والسلام فإننا لن نرى فيه إلا ما ننسبه إليه من عيوبأو أخطاء..! وفى حياتنا فإننا نمارس هذا الأسلوب فى كل تعاملاتنا، ولا نحاول التحلىبـروح الإنصاف أو التماس الأعــذار أو مراعاة الظروف التى كانت سائدة فى فترات سابقةبمعطيات وواقع مختلف عما نحن عليه الآن. ولكن الأسوأ من التقييم بأثر رجعى هومحاولة اغتيال الرموز الوطنية أدبياً والتقليل من شأنها وتأثيرها ومكانتها وهو ما دفعالكاتب مصطفى بكرى فى دفاعه عن أحد رموز الأمة الدينية إلى القول بأن هدم الرموزالوطنًية هو اختراق للأمن القومى المصري.. متسائلا: مـاذا سيبقى لمصر بعد ذلك..؟! ومـــاقـالـه بـكـرى هــو صـرخـة لــعــودة الـوعـى وللتصدى لكل من يحاول القفز فـوق أكتافالرموز الوطنية والتاريخية والدينية المصرية للبقاء فى دائـرة الضوء والشهرة، بعد أنبات واضحاً أن كل من انحسرت عنه الأضواء ولم يعد له دور أو تأثير أو مكانة فى هذهالمرحلة يلجأ إلى أسلوب الإثارة ومخالفة الإجماع العام لكى يتردد اسمه ويظل عالقاً فىالأذهان حتى وإن كان ذلك على حساب قيم المجتمع وأخلاقياته وعلى حساب دينه أيضاً..!

إن الحفاظ على رموزنا الوطنية وعلى ذكراها وتاريخها، واحـتـرام وجودها وكيانها هوأحد العوامل التى تساعد على الاستقرار وتصنع للأمم تاريخاً ومجداً وتنير للشبابالطريق نحو العطاء والإبداع بعيداً عن التخبط وفقدان الثقة فى كل شيء.. وضياع معالمالطريق.

>>>

ورجـل أعمال شاب فى منطقة الزمالك أطلق النار على زوجته وشقيقته وزوجها وحماتهوقتلهم ثـم أطلق الـنـار على نفسه وتخلص من حياته .. فى الحادث المروع الذى هز الحى الأرستقراطى الهادئ. ومـنـذ أن تـواتـرت الأخـبـار عـن هــذا الـحـادث واهتم الإعـلامبتفصيلاته فإن هناك العديد من القصص التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعىوالتى امتدت لتروى وتتخيل العديد من الوقائع المختلفة التى تتناول حياة الأسرةومشاكلها وسمعتها.. وتنشر أيضاً تفاصيل للحوار الذى دار بين القاتل وأسرته كما لوأنهم كانوا فى الشقة معهم أثناء تصاعد الأحــداث دون انتظار لنتائج التحقيقات الجاريةودون رحمة أو احترام لذكرى الأموات ودون تقدير لمشاعر عائلاتهم وأقاربهم. إن المأساةالتى لحقت بهذه الأســرة الصغيرة التى رحلت عن عالمنا يجب أن تظل فى إطارالخصوصية وبعيداً عن القيل والـقـال، ففى لحظة انفعالية ضـاع كل شـيء وانتهت حياةالأسرة.. ولا يوجد ما يجب أن يقال بعد ذلك..الله يرحمهم

>>>

ولأنــه لا حديث إلا عـن وداد حمدى معلمة السنبلاوين الـتـى تـصـدت للغش فتعرضت  للضرب فإننا نعيد التذكير بما كان يحدث فى بعض المحافظات أثناء الامتحانات من مرورالأهالى بمكبرات الصوت لإملاء الإجابات على الطلاب داخـل اللجان، ومن التواجدالجماعى لأولــيــاء الأمـــور أمـــام المــــدارس للضغط على المراقبين وإجـبـارهـم علىالسماح لأبنائهم بالغش وكأن ذلك واجب عليهم وجزء من مهام عمل المراقبين. إن المعلمةالفاضلة وداد حمدى التى رفضت الغش الجماعى وأجبرت الطالبات على تسليم هواتفهنالمحمولة لفتت بهذا العمل الأنظار والانتباه إلى أهمية توفير الحماية الأمنية اللازمةوالكافية للجان الامتحانات قبل أن نصل إلى مرحلة جلوس الأهالى على المقاعد لتأديةالامتحانات بــد ًلا مـن أبنائهم، وهـو مـا حدث قبل عدة أيام من أداء أحد الأشخاصلامتحان صديقه لاعب المنتخب الوطنى لكرة القدم.. فالصديق وجد أن الأمر عادي.. وعادىجداً..!!

>>>

و»السوشيال ميديا» لا تترك أحداً فى حاله.. ونـاس فاضية لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلاورصدتها وانتقدتها وسخرت منها..! والسوشيال ميديا سجلت صورة النائبة التى كانتتشجع منتخبنا فـى مـبـاراة الكاميرون وهـى تدخن سيجارة وانهالت عليها بالتعليقات وخلقت منها قضية..!! والنائبة خرجت وعلقت وتحدثت عـن أنها صاحبة اللقطة والصورة وأن التدخينحرية شخصية وأن أحـداً لا يجب أن يملى عليها ما الذى يجب أن تفعله أو لا تفعله..!! والنائبة على حق.. وسواء كان التدخين ضاراً أو غير ضار فإن هذا أمر يتعلق بها.. والناسلابد أن تهدأ على السوشيال ميديا.. وأن نحترم بعضنا البعض.. وكل واحد يخليه فى حالهوربنا يهديكوا..!

>>>

ويارب.. واليوم لا يوجد على ألسنتنا إلا الدعاء لمنتخبنا بالفوز على السنغال والعودةبكأس الأمم الإفريقية. ويارب.. نحن فى حاجة إلى هذه الفرحة.. نحن ننتظر بفارغ الصبرهذه اللحظات السعيدة لنخرج كل مخزون المشاعر الكامنة فى أعماقنا والتى تعيد إليناالإحساس بالحياة والوجود.. يارب وفق وانصر هذه الكتيبة من شباب مصر الذين بذلواكل الجهد لإسعادنا ورفع علم مصر.. شباب تحدوا الصعاب برجولة وبإرادة وبعزيمةوبإيمان، ونسعد ونفخر بهم سواء رفعوا الكأس أو جانبهم التوفيق.. شباب يستحقون كلالتقدير وأعلى المكافآت.. ويارب.

>>>

وأخيراً:

>> قبل مواقع التواصل الاجتماعي لم يكن يدرك بالأهبل إلا أهله.

>>>

>> وإن أردت أن تسعد

لا تقف عند كل محطة ولا تجعل من كل موقف معركة ولا تدقق على من حولك

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.