النقابة التى تهددنا.. والقضية ليست «منى».. والإبداع..!

                              بقلم : السيد البابلى

فى الوقت الذى كنا فيه نعتقد أن نقابة المهن التمثيلية سوف تستجيب للغضب الشعبىتجاه أحد الأفلام المسيئة  للأخلاق وللعادات ولشكل المـرأة المصرية، وفى الوقت الذى كنافيه نعتقد أن النقابة سوف تدرك أبعاد إقحام نجوم الفن المصرى فى أفلام وأعمالسينمائية مشبوهة تستهدف وتعمل على إدخـال أفكار مدمرة لمجتمعاتنا،فإن نقابة المهنالتمثيلية برئاسة نقيبها أشـرف زكى خرجت علينا ببيان تهدد فيه وتتوعد وتؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أى محاولة ترهيب معنوية لأى فنان مصرى أو النيل منه نتيجةعمل فنى ساهم فيه، وستقوم النقابة بدعم الفنانة منى زكى حال محاولة البعض اتخاذ أىإجــراء من أى نـوع كـان تجاه الفنانة عضو النقابة.. والبيان الصادر على هذا النحو مننقابة المهن التمثيلية يهددنا جميعاً ويتوعد كل من ينتقد من أجل التنبيه إلى خطورة هذهالنوعيات من الأعمال الفنية التى تعمل وتهدف إلى اختراق العقل المصرى والعربى بفرضأفكار ومفاهيم «شاذة» وغير مقبولة فى مجتمعاتنا العربية وتتعارض مع الأخلاق والدينفقط.. والبيان على هذا النحو جاء انفعالياً وغير مدروس وبعيداً عن رسالة الفن الحقيقيةفى الارتقاء بالأمم والحفاظ على الهوية والبنية المجتمعية.

وبيان نقابة المهن التمثيلية يخلط الأمور عندما يتحدث عن حرية الإبداع ولا يوضح ما هوالإبداع الذى يدافع عنه وهـل الإبـــداع يعنى المشاهد الـقـذرة فـى «خلع» الملابسالداخلية.. وهل الإبداع يعنى الألفاظ الجارحة والخادشة للحياء التى تتردد أثناء العملالفني.. وهل الإبـــداع فـى القبلات والأحـضـان والاخـتـلاط لعرض المشكلات الخاصة بدونخجل أو حياء..! ً

إن نقابة المهن التمثيلية كـان عليها بــدلا من البيان الشديد الذى أصدرته أن تحث الفنانينالمصريين علي عدم الانجرار تحت أى مغريات من المشاركة فى أعمال من هـذا النوع الـذى يمثل طريقاً إلـىإنهاء منظومة الأخلاق والتربية ويفتح الباب لأفكار شاذة من الإباحية والإلـحـادوالفوضى الجنسية، فالقضية ليست «مني»، ولا تتعلق بمشاركة فنان مصرى أى عملفني، القضية أكبرمن نقابة المهن التمثيلية لأنها تتعلق فى بدايتها وفى نهايتها بتدميرالشخصية العربية ومحو العادات والتقاليد التى كانت سبباً فى حمايةمجتمعاتنا منالانهيار.. إنها قضية تتعلق بإزاحة كل خطوط المقاومة والثبات.

ويؤسفنا أن البعض من الفنانين دخل على خط المواجهة بأفكار تفتقر إلى الإدراك السليموإلى الثقافة الفنية وحـاول الدفاع عن الفن الهابط بالتساؤل.. لمـاذا نقبل عـرض الأفــلامالأجنبية بكل ما تحتويه من مشاهد للعرى ومن قضايا حساسة ولا نقبل ذلك فى أفلامناالعربية؟ وهوتساؤل سـاذج ويدخل فى إطـار محاولة تغييب العقل العربى لأن الخطأ لايواجه بالخطأ.. وإذا كانت طبيعة هذه الأفــلام الأجنبية تتناسب مع مجتمعاتهم فإنها لاتتناسب معنا.. فلديهم قوانين تجيز على سبيل المثال زواج المثليين ولديهم قناعاتبالعلاقات الجنسية قبل الـزواج وهى أمور لا يمكن القبول بها أو تبرير ظهورها فى أعمال فنية مصرية أو عربية. إن الذين يتصدون للدفاع عن الفن الآن منفنانين ونقاد اختار بعضهم طريق الخروج عن الإجماع وراحوا يـرددون عبارات فيهاالكثير من المغالطات حول حرية الإبـداع والتعبير وحماية الفن والفنانين فى محاولةلفرض قناعاتهم الخاصة وانفلاتهم الأخـلاقـى دون تقدير أو إدراك لخطورة وتأثير ذلكعلى تكوين الآراء والمعتقدات، فتبادل القبلات فى الأفـلام ليس إبداعاً والألفاظ الخارجة ليست نوعاً من الواقعية.. وسينما الأجساد العارية لا تعيش طويلا.. وتذكروا وادرسوا أفلام الأبيض والأسود لماذا ظلتخالدة.. ولماذا نشاهدها ونتأثر بها وننفعل معها رغم أننا قد شاهدناها مرات ومـرات.. فـالإبـداع هو فى الـحـوار وفـى الأفـكـار والمـعـانـي.. وفى التمثيل والأداء.

>>>

ونـتـرك الـذيـن يعيشون وينعمون بالثروة والشهرة ويدخلون بنا فى قضايا بعيدة عنالواقع لنعيش مع الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن ننعمبالحياة.. ونتحدث فى ذلك عنلحظات زلزلت قلوبنا وذرفنا فيها الدموع ونحن نشاهد فيلماً تسجيلياً عرض فى احتفالاتعيد الشرطة لأبناءالشهداء وهم يتذكرون ويعيدون إلى الأذهان تضحيات آبائهم الشجعانفى الدفاع عن الوطن ويعربون عن أمنياتهم واشتياقهم إلى الآباءالذين رحلوا وعن حياتهمبعد استشهاد الأبطال. لقد بدا التأثر واضحاً على وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى وهويتابع أحاديث وحوارات أبناء الشهداء،وكنا معه نشاهد وجوه الأبناء ونتمنى لو كان فىمقدورنا أن نعوضهم عن غياب الآباء. ويا أبناء الشهداء.. يا أبناء الأبطال.. أنتم أبناءمصر.. ومصر لا تنسى أبناءها.. أنتم أمانة فى أعناقنا.. والكل

معكم.. ووزارة الداخلية وفية دائماً لأبنائها.. وأنتم أبناء الأبناء ولكم كل الدعم والمساندةوالتقدير.. لقد أثرتم فى نفوسنا الكثير من المشاعر التى أحسسنا وتمنينا معها لو كناأيضاً من الشهداء.

>>>

وفى مسجد فى مدينة القرين بالشرقية فإن الشيخ رجـــب حـسـن أحـمـد إمـــام وخـطـيـبمسجد عـمـر بن عبدالعزيز توفى عند صعوده للمنبر لخطبة الجمعة إثر أزمة قلبيةمفاجئة.. ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قـام بنعى الشيخ الـراحـل وقـدمالعزاء لأسرته وقـررصـرف ٢٥ ألـف جنيه مساعدة عاجلة لأسرة الفقيد. والوزير وجه بأنيتوجه وفد كبير من مديرية الأوقاف بالشرقية لتقديم واجب العزاء لأسرةالشيخ الراحلنيابة عنه.. والجميل أن يقدم الوزير العزاء بنفسه، وفى تواجده بين الأهالى والأسرة فىهذه المناسبات أكبر عزاء وأفضل إجراء.

>>>

وأخيراً:

لا أحد سابقك، ولا أنت سابق أحد، كل يسير لقدره، وما فاتك لم يخلق لك،

وما خلق لك لن يفوتك.

>>>

ومهما بلغت ثقتك بالآخرين، لا تفتح لهم من غرف حياتك سوى غرفة الضيوف.

>>>

والكثير منا لا يبتعد كرهاً، بل ألماً.

>>>

واللهم اجعلنى خيراً مما يظنون

واستر على ما لا يعلمون، واغفر لى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتاك بقلب سليم.

Sayedelbably@hotmail.co.uk