فى ذكرى «ناصر»..ومحاكمة الأطباء.. والكلاب تنبح..!

                               بقلم :السيد البابلى

نكتب عن جمال عبدالناصر الزعيم التاريخى الخالد فى ذكرى مولده فى ١5 يناير من عام ١9١8.. لنستعيد معه ومن خاله ذكريات المجد والفخار لشعب انتفض وثار على الرجعية والاستعمار وفتح كل
الأبواب لأمة عربية كانت فى أوج تألقها وبريقها. وحين نكتب عن عبدالناصر فإننا لا نقوم بتحليل التاريخ بأثر رجعي، فلكل حدث وواقعة مرت فى عهد ناصر ظروفها وخفاياها التى لا نعرفها الآن والتى ربما لم يفصح أو يكشف عنها.. ولن نكتب أيضاً عن سياسات ناصر وإنجازاته وإخفاقاته لأن الاختلاف فى وجهات النظر لا قيمة له الآن بعد وفاة الزعيم.. ولكننا نكتب عن المعجزة التى تحققت بظهور عبدالناصر على ساحة المشهد السياسى ونكتب عن التغيير الذى أحدثه المصرى البسيط الذى أتى من صعيد مصر مدعوماً بصفات شخصية «كاريزمية» أطلقت مخزون القوة الكامن فى أعماق المصريين لينطلقوا فى إجماع هائل لا مثيل له وراء الرجل الذى لو خاض بهم البحر لخاضوه معه. والقيمة الحقيقية لجمال عبدالناصر ابن موظف البريد والذى ينتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط تمثلت فى أنه قد أصبح الحلم.. الحلم فى تكافؤ الفرص.. والحلم فى العدالة الاجتماعية، والحلم فى مجانية التعليم والصحة.. والحلم فى التحرر من العبودية والاستغال.. والحلم فى أن يكون ابن الأمير مثل ابن الخفير.. فناصر مصر أطلق الصرخة الكبرى بعد عقود من الزمان لم يكن فيها حاكم مصر مصرياً، ولم يكن فيها القرار مصرياً.. ولم يكن من يستمتع بخير هذا البلد مصرياً..!! ناصر أعـاد مصر للمصريين.. وهـذا هو تاريخ وقيمة جمال عبدالناصر حتى وإن اختلفنا معه فى كثير من السياسات.
>>>
ونعود إلى قضايانا وحواراتنا الحالية وأرفض وبشكل قاطع المحاكمات الإعلامية للأطباء مهما كانت الظروف والمبررات والأخطاء، فمحاكمة الأطباء إعلامياً هى كارثة بكل المقاييس ونوع من التدخل فى المهنة السامية الإنسانية وسيف مسلط على رءوس الأطباء، ودعوة للتشهير بكل طبيب. ونقول فى ذلك إن هناك أنظمة وقوانين للمحاسبة والعقاب تحفظ للطبيب كرامته وسمعته ومكانته، ويجب أن يكون ذلك من خلال أدلة ووقائع حاسمة بعيداً عن العواطف والافتراضات والتخيلات والمزايدات والبحث عن الشهرة. وأدعو نقابة الأطباء لأن تتخذ موقفاً حاسماً من أعضائها من الأطباء الذين يظهرون فى وسائل الاعلام للهجوم على زملائهم أو للدفاع عنهم، ففى الحالتين هناك تشكيك بالمهنة وبجهود العاملين فيها، وفى الحالتين هناك بلبلة وحيرة لدى الرأى العام وهذا ليس فى صالح المهنة ولا بمكانتها ولا برسالتها أيضاً.
>>>
وصديقنا الاعلامى عمرو أديب وجه رسالة لجمهوره بعد عودته لتقديم برنامجه التليفزيوني.. والرسالة فى ضوء الشماتة التى أبداها البعض بعد وفاة الاعلامى وائل الإبراشي.. وعمرو يقول فى وصيته «لما أموت ابقوا اقفوا جنبى وماتسيبوش كلاب السكك ينهشوا
فى لحمي»..! ويا عمرو.. لا أحد يستمع إلى الكلاب.. فالكلاب لن تتوقف عن النباح.. ولا عن «النهش».. سواء كنت حياً أو ميتاً.. والكلاب دائماً تنبح وتعوى والقافلة ستظل تسير.. وهذه هى الحياة وواقعها.. ودروسها..!
>>>
وإذا أحسست بضيق فى التنفس، ولخبطة فى النوم وشعور بالخمول وفقدان شهية وكثرة الجلوس فى المنزل وعدم الرغبة فى الخروج فاعلم أنها ليست كورونا ولا أوميكرون.. اعلم أنك «مفلس»..!
>>>
وجلست أستمع وأستمتع ببعض أغانى نجاة ووردة وشادية وفايزةوعبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد رشـدى أيضاً.. وتساءلت ومازلت أتساءل.. لماذا وكيف حفظنا كل كلمات هذه الأغنيات وبقيت عالقة فى الذاكرة ولا تنسي.. ولمـاذا لا أتذكر أغنية واحـدة لمطربى هذه الأيــام..؟! ولم أجد تفسيراً مقنعاً.. ويبدو أن كلمات الأغانى التى تدغدغ المشاعر وتفتح أبواب القلوب قد ذهبت مع الذين ذهبوا.. أو مع العمر الذى ينقضي..!
>>>
وتعالوا نضحك مع المدعو نشأت مجد النور، وهو من لبنان الشقيق
وبشر من نفسه رسو ًلا جديداً ونبياً لإنقاذ الأمة. ومدعى النبوة نشأت أسس مجموعة على الفيس بوك لنشر الدعوة، ولكنه قام باستبعاد المصريين من هذه المجموعة من الدين الجديد الذى يدعو إليه..! وليه ياعم نشأت.. يارسول الإنسانية.. ليه المصريين لأ..! ونشأت لم يرد ولكن السبب كان واضحاً.. فالانتقادات والسخرية كانت هائلة من المصريين الذين انهالوا على نشأت و»دبحوه» على الفيس بوك وجعلوه أضحوكة، فقرر أن دينه الجديد لا يصلح لهم..! وياعم نشأت.. اتعشى ونام واحلم.. يمكن تغير رأيك فى حكاية النبوة وتشوف حاجة أقل شوية.. وغير اسمك كمان.. يظهر إن اسمك هو من خدعك..!
>>>
وأخيراً:
>> كل الذين اعترفت لهم بأن الحياة كانت قاسية قبلهم، لم يقصروا فى جعلها أشد قسوة.
>>>
>> والإنسان لا يرث الكرامة ولا المهانة ولكن يصنعها بنفسه.

>>>

والناس يتسامحون معك تسامحاً مفرطاً شرط أن تملك المال