22 سبتمبر، 2024 - 7:52 ص

«حق بسنت».. وإعدام «دبور».. وقراءة الطالع..!

                             بقلم : السيد البابلى

نتحدث عن واقعة فتاة كفر الزيات.. فى قضية قد تبدو فردية.. ولكنها فى الحقيقة تعكس وتبرز ما الذى يمكن أن تفعله مواقع التواصل الاجتماعى فى حياة الناس.. وتوضح أيضاً أن هناك تغيرات سلوكية وأخلاقية بدأت فى غزو المجتمعات التقليدية حتى فى الريف والفتاة هى «بسنت خالد» وهى فى العشرينيات من عمرها قـام أحـد الشباب بتركيب صـور لها على أحد برامج تعديل الصور ونشرها على «فيسبوك» بعد أن حاول ابتزازها، وقام بتركيب صور مخَّلة لها على أجساد فتيات عاريات وبدأ فى توزيعها على أهل القرية التى تقيم بها. والفتاة الصغيرة لم تتحمل تركت رسالة لوالدتها تقول فيها «ماما ياريت تفهميني، أنا مش البنت دي، دى صور متركبة ومش أنا والله»، والفتاة المسكينة ضاعت وذهبت.. ولكن الناس فى القرية والذين يعرفونها جيداً، والناس «المحترمة» على «السوشيال ميديا» انتفضوا للدفاع عنها تحت شعار «حق بسنت لازم يرجع» فى دعوة لملاحقة المتهم الذى قادها إلى هذه الهاوية والذى كان سبباً فى فقدان الصغيرة للثبات الانفعالى وحسن التصرف.
>>>

ونحن مع حق بسنت الـذى لابد أن يعود.. ومع حق كل فتاة يتم التلاعب بها وبمشاعرها وبأحلامها عبر شبكات التواصل الاجتماعى التى أصبحت أبواباً لجهنم يتم فيها ومن خلالها ارتكاب أبشع الجرائم فى عملية غياب للوعى وللفضيلة أيضاً. ولقد كتبنا مــراراً وتـكـراراً نتعجب من الذين يقدمون على نشر صورهم الخاصة فى استعراض للأزياء والمناسبات الاجتماعية على الفيس بوك وفى جلسات تصوير خاصة . وهـذا الإدمــان الـذى نلمسه فى الاقبال على حــوارات المـوت فى «السوشيال ميديا» وطرق المواقع المجهولة فى نـوع من المغامرات غير مأمونة العواقب هو الباب للابتزاز والضغط والإيقاع بالضحايا من صغار السن ومن كبار السن أيضاً. ولعن الله «الــلاب تـوب» و»الموبايل» الـذى جعل فتيات يقضين الساعات الطوال وحدهن لتصبح فريسة سهلة لمحترفى حوارات الإنترنت وأساتذة اصطياد السذج والتلاعب بهم. إن قضية فتاة كفر الزيات ليست قضية فردية وإنما قضية مجتمع أصبح أسيراً لشياطين تـدخـل الـبـيـوت بـلا اسـتـئـذان فتتلاعب بها وتهدمها رأســاً على عـقـب.. والأســـرة غائبة وفاقدة للسيطرة والتوجيه..!!

>>
مع مخدر «الإنترنت» القوى سريع المفعول فإن مـخـدرات الـشـارع أطـاحـت بما بقى مـن عقل وإدراك..وعبدالرحمن دبور سفاح الإسماعيلية الـذى ينتظر تنفيذ حكم الإعــدام ظهر أثناء محاكمته فى شكل آخـر يختلف عن المجنون الـذى أقـدم على ذبـح مواطن وفصل رأسـه عن جسده والتمثيل بجثته أمـام المــارة فى شوارع الإسماعيلية. و»دبـور» لم يكًن إنساناً عند تنفيذ الجريمة البشعة، وإنما كان قاتلا مغيباً عن الدنيا تحت تأثير المخدرات التى أدمنها فأفقدته القدرة على استيعاب ما يدور حوله، فارتكب جريمته، وهـو فى عالم آخـر غير العالم وإن كان ذلك بالطبع لا يعفيه من العقاب الذى استحقه وهو قرار الإعدام. وقضية «دبـور» القاتل تكررت بأشكال مختلفة فى العديد من جرائم القتل فى الآونة الأخيرة، وكلها كانت تشير إلى إدمـان المخدرات.. وعندما يغيب العقل تقع أبشع الجرائم وكل التجاوزات!!
>>>
ومفتى مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ على جمعة يـقـول إن قـــراءة الطالع وتصديقه يعتبر «أوهاماً وكلاماً فاضياً»وبعيداً عما يقوله الشيخ جمعه وهــو على حـق فـى ذلـــك.. فـإن قـــراءة الطالع والتنبؤات بما سيحدث فى العام الجديد لم تعد تتعلق بالتنجيم و الدجل وإنما تحولت إلى لعبة ذكاء استخباراتية عالمية لتقديم نبوءات عن أحداث قادمة ترمى من وراءهــا إلـى الضغط والتأثير على بعض الأشخاص وصناع القرار، والتمهيد كذلك لأحداث قادمة بالتركيز على دول وقضايا معينة، إنهم يتلاعبون بالبشر وبالدول ويبعثون إليهم برسائل تهديد ولكن «فلكية» وبقراءة الطالع والفنجان أيضاً..! >>>
وذهبت إلـى صيدلية فى إحــدى المحافظات.. ووجدت فتاة صغيرة تبيع الدواء وتقرأ «روشتات» الأطـبـاء، وتصف أيضاً الـعـلاج..! ومـن أى كلية تخرجت يا دكتورة؟ أنا مش دكتورة أنا دبلوم تجارة وأعمل فى الصيدلية..! ولم أعلق.. ولماذا أعلق إذا كان الدواء يصرف بلا وصفة طبية.. وإذا كان الدواء يصل أيضاً الآن إلى المنازل «ديليفري»، وإذا كان الناس قد اعتبروا أن الصيدلى يغنى عن الذهاب للطبيب المتخصص..!! لا جدوى من التعليق الذى يتسبب فى ارتفاع الضغط.. إحنا الذين نعالج بعضنا البعض ونصف ونكتب أيضاالدواء لغيرنا.. واسأل مجرب وما تسألش طبيب ..!!

وسمية الخشاب تريد أن يكون زوجها القادم نجاراً.. وليه يا سمية؟ أصل أنا بأحب النجارة جداً.. وفيه كمية نجارة كتير فى البيت، فيبقى مفيداً وإيجابياً فى حياتي..! وإيه ده.. إيه الحكمة دى يا سمية ربنا يوعدك بدل النجار الواحد عشرة.. وعلى قد نيتك..!
>>>
وأخيراً:
خذوا من ملامحنا إجابة واختصروا علينا الكلام.
>>>
وحتى لا تفجع مرتين، لا تجدد الثقة فيمن خانك، ولا المحبة لمن أهمل آلامك، ولا الصداقة فيمن مكر عليك.
>>>
وسبحان الـذى لا تسكن النفوس إلا بحبه، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره، ولا يدرك النجاح إلا بتوفيقه، ولا يقع أم ًر إلا بإذنه ولا تنال سعادة
إلا بطاعته. فاللهم اجعلنا من أوليائك المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
                           اللهم امين

 

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.