«فيها حاجة حلوة».. و«سوشيال ميديا» ساخرة.. وأطباء عظام

                           بقلم :السيد البابلى

نعم.. فيها حاجة حلوة.. فيها حاجة حلوة أن يتسابق العديد من المواطنين لتجميع مبالغ مالية تكفى لتسديد ديون موظف فى التجمع الخامس.. ونعم فيها حاجة حلوة أن يحاولوا الاتصال بزوجته ومساعدتها بعد وفاته.. ونعم فيها حاجة حلوة أن نشاهد كل هذا التأثر والتعاطف مع الرجل الذى لم يتحمل عناد الحياة.. ولكن! ولكن أين كان الناس قبل ذلك؟ أين كانوا وهم يتابعون معاناته ويعلمون أنه بلا مأوى وأنه يواجه ظروفاً نفسية بالغة السوء والتعقيد؟ أين كانوا فى الوقت الذى كان فى حاجة إلى مجرد كلمة طيبة.. إلى تعاطف إنساني، إلى قليل من المال لمساندته فى أزماته.. ولماذا لا نتعاطف ولا تخرج أفضل مشاعرنا إلا عند الموت فقط؟! إن الموظف الذى لم يجد إلا أبواباً موصدة أمامه فى كل مكان فى الحياة.. وفى العمل.. فقرر فى لحظة يأس أن يودع الحياة التى لم يعد قادراً على الاستمرار فيها وأصبح غريباً عنها، وحـادث هذا الموظف يدعونا إلى أن نناشد ونقترح على كل جهة عمل أن يكون فيها صندوق لمواجهة الأزمات ومساعدة العاملين بها يقدم لهم قروضاً ميسرة ويساعدهم فى المناسبات كالزواج والتعليم.. وهو صندوق يمكن أن تكون حصيلته من اشتراكات رمزية تسدد شهرياً لتفتح أبواب الأمل والمساعدة فى الأزمات والطوارئ.. وهذا ليس بالصعب أو المستحيل..!
>>>
ونعم.. فيها أيضاً «سوشيال ميديا» ساخرة.. ودمها أحياناً خفيف ومسلي.. والسوشيال ميديا عاشت أول أمس يوماً مليئاً بكل التعليقات المرحة بعد واقعة فتاة شبرا التى كانت تقود سيارتها فى شارع ضيق وصعدت فوق إحدى السيارات المركونة فى الشارع بطريقة غريبة ومضحكة.. ووحدها مذيعة أحد البرامج الحوارية هى التى سارت عكس التيار ودافعت عن الفتاة قائلة «وماله.. فداكى يا حبيبتي.. هما الغلطانين»..! وبعيداً عن السخرية أو الدفاع أو إيجاد المبررات أو اتهام السيدات بالرعونة وعدم إجادتهن لكيفية القيادة فإن الحقيقة هى أن هناك حالة رعونة واستهتار لدى الجميع وتتعلق بالتحدث فى الموبايل وكتابة الرسائل أيضاً أثناء القيادة وبالاندماج والانفعال فى المحادثات الهاتفية على حساب الانتباه للطريق.. وكل واحد «ماشي» على مزاجه.. وفتاة شبرا أخطأت والذين أغلقوا الشارع بسياراتهم شاركوا فى الحادث والذين لم يتوجهوا لتحرير مخالفات للسيارات المخالفة هم أيضاً من المخطئين وكلنا يجب أن يتعلم أن الشارع والطريق ملك للجميع.. ومن حقنا أن نأمن للقيادة فى الشوارع وأن نعود لبيوتنا بسلام.. فكل شيء متوقع حدوثه.. وكل شيء مباح ومستباح..!
>>>
وما كل هذه القسوة.. ما كل هذا الحقد فى القلوب.. ما هذا الزمان العجيب الغريب؟! إن مجموعة من الشباب فى قرية كفر البتانون التابعة لمركز شبين الكوم فى محافظة «العظماء» المنوفية أقدموا على الاعتداء على الشاب محمد جمال استدراجه إلى أحدالمنازل للتصالح..فًبد ًلامن التصالح فإنهم قاموا بشق رأسه نصفين وقطعوا أذنه وألقوا به قتيلا أمام عمه الذى جاء معه من أجل الصلح..!! والحادث رهيب وفظيع ومؤلم وربما لا سابقة له فى ريف مصر.. وناقوس خطر فى أن هناك تغييراً فى العادات والسلوكيات وضياع للأخلاق والتربية.. وتأكيداً على أن ريف زمان قد أصبح موجوداً فى أفلام الأبيض والأسود فقط..!!
>>>
وتحية تقدير للرجال.. تحية من القلب لأطباء مصر الذين توجهوا إلى قطاع غزة فى قافلة طبية وأجروا ١9 عملية جراحية معقدة لمرضى فلسطينيين يوم السبت الماضى وسط حفاوة وترحيب من وزارة الصحة الفلسطينية، هؤلاء الأطباء العظام فى قدراتهم وفى مشاعرهم الإنسانية وفى وطنيتهم وفى عروبتهم هم مصر العطاء.. ومصر القدوة ومصر التى ستظل تدافع عن الفلسطينيين وتتبنى قضيتهم لأنها قضيتنا ويجب أن تظل قضية العرب الأولي.
>>>
ويا سبحان الله.. نحن نشكو من زيادة السكان ومعدل الإنجاب والبابا فرانسيس فى إيطاليا يطالبهم بأن يعودوا إلى الإنجاب ويقول لهم إن تراجع معدل الــولاء فى إيطاليا «مـأسـاة» وتهديد لمستقبل الـبـلاد.. والـزيـادة السكانية بمعدلاتنا «مدمرة».. والزيادة السكانية بمعدلاتهم «مأساة».. ودائماً أفضل الحلول الوسط..!
>>>
ويسألنى صديق.. ماذا عن عام ٢٠٢١.. وياصديقى فى هذه المرحلة الطويلة من الحياة تتساوى كل الأعوام.. فلم يعد هناك الكثير من الوجوه وإنما الكثير من الأقنعة وثبت لنا أن هناك أشخاصاً يجب ألا نمنحهم أكبر من حجمهم كى لا نخسر الكثير من حجمنا.. ياصديقى لم يعد هناك ما يهم إلا العافية فى الجسد والراحة فى البال.. وأشخاص يهونون علينا الدنيا.. فهل أنت منهم؟!
>>>
وفرج عامر رئيس نادى سموحة السابق أقسم على أنه لن يدخل النادى مرة أخرى رغم كل ما قدمه لهذا النادى طوال سنوات وسنوات..! وارجع عن قرارك يا فرج.. الكبار يظلون كباراً حتى وإن كانوا خارج المناصب.. الكبار هم الذين يصنعون المناصب.. ولا تصنعهم «الكراسي»..!
>>>
وأخيراً:  كرامتك مثل الدواء .. ضعها دائماً بعيداً عن متناول الصغار.
>>>
ولا تصنعنا الأخطاء .. بقدر ما يصدمنا الفاعل.
>>>
وسأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي! فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين.
>>>

وكما يقولون الدنيا مدرسة كبيرة مهما تفوقت فيها لن تأخذ إلا شهادة وفاة