22 سبتمبر، 2024 - 7:23 م

«شقق للعفاريت».. والتيك توك.. والدكتورة هبة..!

1 min read

                                بقلم:السيد البابلى

ولا غريب إلا ما نراه فى المدن السكنية الجديدة.. فى العبور وفى الشروق وفى التجمع الخامس وفى أكتوبر وفى بدر.. وفى غيرها من المدن التى تمثل الأمل منظومة عمرانية لتجمعات سكنية جديدة.. ففى هذه المدن توجد مناطق تكتظ بالعمارات السكنية من كل المستويات ولا يقطنها أو يوجد بها إلا عدد محدود من السكان ومعظم الشقق فيها مغلقة ولم تطأها قدم بشر منذ بنائها من عدة سنوات وقد تنهار أيضاً قبل أن يقيم بها أحـد!!.. وظاهرة الشقق المغلقة التى أصبحت بالملايين هى ظاهرة مقلقة تمثل إهداراً للثروة ولمدخرات المواطنين ولا توجد على هذا النحو إلا فى مصر، حيث يقوم الأهالى بشراء الشقق والاحتفاظ بها بغرض الاستثمار أو من أجل الأبناء والأحفاد أيضاً.. وقد أثيرت قضية الشقق المغلقة مراراً وتكراراً وتعددت الآراء حولها دون الوصول إلى حلول وآراء لاستغلال هذه الشقق والاستفادة منها.. ووجود الشقق مغلقة لفترات طويلة دفع بعض الناس إلى البحث عن طرق وأدوات غير قانونية للاستيلاء عليها والإقامة بها لسنوات وسنوات إلى أن يظهر لها صاحب يدخل فى الكثير من المنازعات القانونية لمحاولة استعادة شقته التى أصبح غيره حائزاً لها وأدخل بها المرافق بالأساليب الملتوية.. ولا حل لاستغلال هذه الشقق وطرحها للإيجار أو البيع مرة أخرى إلا بتشجيع أصحابها على إعادة التفكير فى انعكاسات وجودها مغلقة، وما يمكن أن يترتب على ذلك من رسوم وضرائب وانخفاض فى قيمتها، والشقق لم تبنى لكى تسكنها العفاريت وإنما لكى يقطنها البشر.. وافتحوها لمن كان
أكثر احتياجاً لها يفتحها الله عليكم.
ً >>>
والعالم العربى فعلا يتغير.. والثوابت والتقاليد والأعـراف والمجتمع المحافظ.. كل ذلك أصبح فى خبر كان.. فهناك انفتاح ما بعده انفتاح من المحيط إلى الخليج.. وهيصة ما بعدها هيصة.. وكلام على المكشوف وصور وحكايات ليس فيها حياء ولا أخلاق ولا صلة بالمجتمعات التى كانت تعرف معنى العيب والاحـتـرام، ومؤخراً فقد شاهدت ما يعرض على «التيك تــوك» مـن فـقـرات وحـــوارات وأخـبـار وتعليقات وصـور وأحـداث..! حاجة قلة أدب فى إنحدار وانحطاط فى ضياع فى سخافة تفوق الاحتمال.. وناس عايشة فى عالم افتراضى ولا تبحث إلا عن جذب الانتباه و»التريند».. وإظهار عـورات بعضها البعض.. وأخبرنى أحد الأصدقاء من خبراء التقنيات الجديدة أن الشباب والأطفال أيضاً يقضون الساعات الطوال فى مشاهدة مقاطع «التيك توك» والحصول على معلوماتهم من خلاله وتقليد المشاهد التى يرونها فى هذا التطبيق الذى يتابعونه.. وأسأل ويتساءل غيري.. أين الآباء والأمهات والعائلات من صور وتعليقات البنات والأولاد الذين يظهرون فى «التيك توك» بصور فاضحة وكلمات بذيئة..! هل يعرفون شيئاً عن ذلك.. أم أنهم أيضاً قد أصبحوا من مدمنى التيك توك.. ومبسوطين قوي..! وأكيد مبسوطين وراضيين كمان
غصباً ع َّنا.. وعن اللى جابونا..! >>>
ونتيجة للواقع والمفاهيم الجديدة فإن لم يكن غريباً أن تخرج علينا الدكتورة هبة قطب استشارى الطب الجنسى والعلاقات الزوجية لتقول لنا إنه لا يوجد مانع من وجودو «بوى فريند أو جيرل فريند» فى حياة
البنات والأولاد إذا كان الهدف من ذلك هو الارتباط والزواج..! ويا دكتورة.. يا استشارية.. يا خبيرة.. هل تدركين معنى هذا الكلام؟ هذا معناه ببساطة العلاقات الجنسية قبل الـزواج.. ومفهوم البوى فريند والجيرل فريند فى الثقافة الغربية لا يعنى غير ذلك.. فهو تجربة قبل الزواج.. نجرب وإذا عجبنا نتجوز.. هكذا يقولون وهكذا يقتنعون هناك فى الغرب لأن ليس لهم عاداتنا وتقاليدنا.. أما عندنا وفى ثقافتنا وفى ديننا فلا يوجد بوى فريند ولا جيرل فريند.. وارحمونا قبل أن تصبح
فوضى ويكثر اللقطاء..!
>>>
والرجل الفاضل الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على النقيض من ذلك فهو يدعو إلى الزواج ًويعلق على بعض الحالات التى يرفض فيها الأبناء زواج الوالدين قائلا «لا بترحموا ولا بتخلوا رحمة ربنا تنزل».. وكلام الشيخ بالطبع ينصب على الأب الذى يريد الـزواج بعد وفاة شريكة حياته.. أو الزوجة التى فقدت زوجها وتبحث عن من يؤنس وحدتها بالزواج، ويطالب الأبناء بعدم الاعتراض وتشجيعهم على ذلك.. والكلام واضح وصريح.. ارحموهم وخلوا رحمة
ربنا تنزل.. الوحدة صعبة.. والشيخوخة أصعب..! >>>
وأحلى من الشرف مفيش.. والجهاد الحقيقى هذه الأيام هو أن تعيش بالحلال.. وفنى التليفونات الشاب الصغير المكافح فى سنترال الشروق يرفض الإكرامية وأجرة المواصلات ويصر على أن يؤدى عمله باتقان ودون الحصول على مكافأة من أحد بدعوى «خد اشـرب شــاي»..!! هذا الشاب الذى لا أعراف اسمه يدخل البيوت لأداء عمله مرفوع الرأس.. ويخرج مرفوع الرأس.. هذا هو النموذج الحقيقى لمعنى وقيمة الاحترام. >>>
والناس حصل لها إيــه.. فتاة فى مركز أوسيم بالجيزة اختلفت مع صديقتها فأرادت إذلالها وإهانتها أمام الناس فذهبت إلى منزلها وخدعتها بالنزول إلى الشارع وقامت بمساعدة والدتها فى سحلها أمام الجيران والمارة.. والبنت الصغيرة لم تتحمل الإهانة فصعدت إلى منزلها وألقت بنفسها إلى الشارع لتلفظ أنفاسها الأخيرة أمام الذين شاهدوا واقعة الإهانة ولم يتحركوا لإنقاذها والدفاع عنها..! كلكم اشتركتم فى قتلها..ربنا يكسفكم ويفضحكم..!

>>>
وأخيراً: ُ ُيقاس العقل بالنقاش، وتقاس المحبة بالمواقف.
>>>
ولا ُيقاس الوفاء بما تراه أمام عينيك، بل بما يحدث وراء ظهرك.
>>>
وقمة الاحترام لنفسك، أن تبتعد عن صغار العقول.
Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.