21 سبتمبر، 2024 - 1:59 م

التجاهل هو الرد..! ونزيف الدماء مستمر.. والمعاشات..!

الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 
            بقلم: السيد البابلى
 
يحلو للبعض فى المواقف الصعبة وفى الأزمات أن يدلى بتصريح أو يطلق «تغريدة» أو رأًيا يخالف الاجماع الوطنى ويساهم فى نشر الشائعات وخلق أجواء من البلبلة.. ويسارع البعض الآخرإلى نقل وترديد هذه الأقوال للرد عليها وتفنيدها والدخول فى مواجهات وحروب كلامية واتهامات تصل إلى بلاغات للنائب العام فى معظم الاحيان. والتعامل فى هذه المواقف يتسم بالعواطف والانفعالية والحماس فى حين يأتى التجاهل هو الرد المناسب.. فالتجاهل هو الحل لأنه يضع صاحب التغريدات وصاحب التصريحات فى مكانه وحجمه وموقعه الصحيح.. والرد عليه يجعل منه شخصا ذا قيمة وتأثير.. والتجاهل وعرض الحقائق مجردة هو الأسلوب الصحيح للإعلام المقنع الذى يحقق الهدف والغاية فى نشر الوعى بموضوعية ووأد الفتن والشائعات. وفى الحريق الذى نشب فى كنيسة امبابة الأخيرة وهو حريق يتعلق بالوطن كله وينعكس علينا جميعا والمصاب مصابنا كلنا فإن هناك من أطلق تغريدة صاخبة زاعقة جاءت لتخترق جدار الوطنية وتثير الشبهات والأقاويل ورد عليه البعض بقوة وغيرة على الوطن فى صراع للكلمات والمواقف وحشد للأنصار والاتباع مع أن هذه القضايا لا تعالج بهذا النوع من الانفعالات وإنما بالثبات الوطنى وبالحقيقة التى جاءت واضحة دامغة مقنعة للجميع والتى كانت أبلغ رد وأفضل تعبير وفى الوقت المناسب والسريع. نحن فى قارب واحد.. وفى وطن واحد.. فى مصير واحد.. وكلنا أبناء مصر والكنيسة كنيستنا.. والمسجد مسجدنا.. والهدوء فى مصلحة الجميع.
> >>
ولا فائدة.. لا فائدة من النداءات والقوانين وكل الإجراءات المرورية إذا لم نتغير من داخل أنفسنا وإذا لم ندرك أننا جميعا قد تحولنا إلى قتلة فى جرائم مرورية تسبب نزيفا لا يتوقف للدم فى شوارعنا وضحايا يتساقطون فى كل مكان!! فأمس الأول كان هناك حادث مرورى آخر على طريق الصعيد «الكريمات» فى المنيا حيث لقى ستة أشخاص مصرعهم وأصيب ٢٢ آخرون بعد اصطدام أتوبيس بسيارة نقل من الخلف..! والحادث لم يعد غريبا وتكرر حدوثه وأصبح متوقعا وقوعه فى أى مكان وفى أى محافظة ما دمنا نصر على عدم علاج أنفسنا بأنفسنا بالقيادَّة الآمنة وبالالتزام بقواعد وسلوكيات الطريق. وأقول لكم الحق.. ليس لدي أمل فى اصلاح المنظومة المرورية إذا استمرت نفس الممارسات الحالية على الطرق.. فالتوك توك يأتى ويسير فى الاتجاه العكسى على الطريق الزراعى السريع.. وسيارات النقل تسابق بعضها البعض وتغلق الطريق.. والجرار الزراعى يخرج من فتحة فى الجزيرة بالرصيف الموجود فى منتصف الطريق ليقطع الشارع بدون أنوار إلى الجانب الآخر.. وبشر يعبرون الطريق وهم يتحدثون فى الهواتف النقالة دون اهتمام أو التفات للسيارات القادمة.. وشباب فى سباق مع الموت بسرعات جنونية فى طرق مزدحمة.. وسيارات ميكروباص تتوقف فجأة وبدون انذار لإنزال راكب أو التقاط آخر.. والمشهد فوضوى وعبثي.. واحنا اللى بنقتل نفسنا بنفسنا ولن يمنعنا قانون ولا مليون عسكرى مرور..!
> >>
 
نترك حوارات أهل القمة.. لنتحدث عن قضية أدعو لفتح باب النقاش حولها بفهم ووعى وموضوعية وتتعلق بعدم الاستعانة بمن تجاوز سن  الستين عاما فى الوظائف القيادية والإدارية والتنفيذية.. وأقول فى ذلك إن القوانين المنظمة لسن التقاعد اغفلت حقيقة هامة وهى أنها بذلك تتخلص من طموحات وقدرات وابداعات الذين وصلوا إلى سن الستين فالشخص الذى يعيش حياة صحية ولديه نشاط بدنى وعقلى كامل يصبح أكثر قدرة على الفهم والثبات الانفعالى والإدارة والتوجيه والذين يحرصون وينادون بالتخلص من الكفاءات بمجرد وصولها إلى سن الستين إنما يفعلون ذلك للتخلص من المنافسين الأكثر علما وخبرة وتعقلا..! والموضوع يحتاج إلى دراسة وإعادة نظر وادراك ووعى بقيمة وأهمية استثمار الخبرات فوق الستين بدلا من ايداعهم دور المسنين وقهاوى المعاشات..!!
> >>
وصديقى حزين ويائس ومكتئب لأنه يعتقد أن الناس قد تغيرت وأن الضمير قد أصبح فى خبر كان وأن المادية قد طغت على العقول فى عصر تتلاشى وتختفى فيه الروحانيات..! ويا صديقي.. لا تيأس لا تعتزل الحياة.. ولا تتمنى الموت.. فالحياة نعمة من الخالق والموت كما يقول الإمام الشعراوى رحمه الله ــ ليس هو أعظم مصائب الحياة.. بل هو سنة الحياة ولكن أعظم المصائب أن يموت الخوف من الله فى قلبك وأنت على قيد الحياة.. ويا صديقى ما دام الله موجودا فى قلبك فعش سعيداً.. انشر النور والضياء حولك.. وثق بأن هناك من ينتظر الضوء لكى يخرج أفضل ما لديه.. نحن نحتاج للتصالح مع أنفسنا أولا قبل انتقاد الآخرين.
> > >
ووالله.. والله حلمى بكر على حق.. وحلمى بكر الموسيقار كان أول من حذرنا وحاول أن يقف وحده ضد الطوفان ولم يفلح.. والآن هو يقول لنا إن الأغانى الهابطة التى تحتوى على كلمات خادشة سوف تأكل الأخضر واليابس و»الناس اللى بتدافع عن الأغانى دى مفروض أنهم يتكسفوا على دمهم وإنما هم مغيبين»..! و يا عم حلمي.. دول ليسوا مغيبين ولا حاجة.. دول فاهمين وقاصدين وعاوزينها فوضي.. عاوزين الرجالة يبقوا راقصات.. والراقصة مصلح اجتماعي..!!
> >>
وأخيراً:
لم يخذلنى أحد أنا من خذلت نفسي
> >>
عندما راهنت أنهم أوفياء
وكل الذين أعرفهم.. ماتوا فى حادث ثقة..!
> >>
وكان ودى أن أكتب اسماءهم فى لوحة..!
> >>
واللهم السلام لقلبى من كل شيء يؤذي

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.