ما بعد القرض.. وأحلام مواطن.. والعمر لحظة..!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
أستطعنا التوصل مع صندوق النقد الدولى إلى اتفاق على قرض يتيح لمصر الحصولعلى ثلاثة مليارات دولار مـن الصندوق ويتيح تمويًلا اضافياً لصالح مصر من شركائها الدوليين والإقليميين للحفاظ على الاستقرار الاقتصادى الكلي. وبداية فإن قرض الصندوقهو بمثابة اعتراف دولى بأن الاقتصاد المصرى قادر على تجاوز الأزمة وأن هناك برامج مصاحبة سوف تساعد على مزيد من المرونة فى هذا الاقتصاد بتغييرات هيكلية ضرورية وموازية. وقرض صندوق النقد لا يعنى أن الأزمـة الاقتصادية قد انتهت أو أن أسعار السلع سوف تنخفض بين عشية وضحاها وإنما يعنى بوضوح أن هناك انفراجة قادمة وأن علينا مسئوليات أكبر تجاه تحديد أولويات المرحلة ومـن أجـل ضمان توفير الاحتياجاتالأساسية ومن أجل مساعدة الطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل فى مواجهة أعباءالحياة.
وما بعد القرض يعنى استمرار ترشيد النفقات واستمرار البحث عن حلول غير تقليدية لزيادة الدخل القومى وتنوع مصادره وتوجيه كل الجهود لتشجيع الانتاج المحلى وزيادة الصادرات والاهتمام بتوجيه كل الطاقات لدعم صناعة السياحة هذه الصناعة النظيفة التى يمكن أن توفر عائدات تفوق أى مجال آخر. وما بعد القرض والتمويلات الإضافية يعنى أننا أمام ضوء جديد يظهر فى نهاية النفق وعلينا الاهتداء به للعبور الآمن من أزمةمتعددة الأسباب والأطراف.
> >>
ومن حقنا أن نحلم.. نحلم مع اقتراب بداية عام جديد بأن نسمع الأخبار السارة.. وأننحتفل بالإنجازات وأن نسعد بما يتحقق على أرض مصر.. فقد تحقق الكثير والكثير ولايوجد من يجادل فى أن مصر قد تغيرت.. وأن هناك جمهورية جديدة تنمو وتتوسع علىأسس حضارية وحديثة.. وأن شكل مصر كله قد تغير فى غضون سنوات قليلة فىاصلاحات كانت ضرورية ومهمة لتحسين الطرق والخدمات والبنية التحتية لبلد كاد يصل حد الاختناق.
ونحن فى هذا الحلم نتطلع إلى أن نشهد انخفاضاً فى أسعار السلع وفى ثبات لسعرالدولار.. وفى توقف عن المبالغات فى زيادة النفقات الحياتية.. فكل يوم هناك سعر وهناك اختلاف فى القيمة وهناك أعباء جديدة على كاهل الأسرة المصرية التى تحلم وتحلم بتوقف الأسعار عند حدود معينة معروفة وفى متناول قدراتها. وفى هذا الصدد فنحن نساند الآراء التى أثيرت مؤخراًو التى تطالب بمحاكمات عاجلة لكل من يتلاعب بقوت الشعب وكـل من يضارب فى السلع والأسـعـار وكـل من تاجر فى العملات الأجنبية للتأثير على الاقتصاد وضرب الجنيه المصرى فى مقتل.. فنحن فى معركة مع أعداء الشعب الذين يخططون لضرب الاستقرار بإيجاد الأزمات وافتعالها.
> >>
ولقد قمت بجولة للتعرف على أسعار العقارات فى بعض المناطق التى كانت صحراوية والتى لم تطأها قدم بشر قبل إنشاء المشروعات الجديدة بها والتى مازالت أيضا بعيدة عنالعمران وفى جزر منعزلة فى الصحراء.. ورأيت وسمعت عن أرقام وأسعار خيالية لاتتناسب مع قيمة الأراضى التى حصلت عليها شركات المقاولات ولا تتفق أو تواكب واقع السوق ولا أحوال المجتمع!!
وجدت سباقاً بأسعار بالملايين على وحــدات سكنية عادية وعادية جداً، ووجدت أيضا أنالدولة وهذه شهادة حق يجب أن تسجل وتقال قد أقامت العديد من المشروعات الإسكانيةالمتعددة المستويات فى مناطق أكثر جذباً وبأسعار معقولة ومقبولة وبتيسيرات متعددة.. وجدت أن الدولة لم تترك الساحة خالية فى سوق العقارات.. وأنها قد قدمت فى ذلك الكثير والكثير.
> >>
ونحتاج مشروعاً قومياً للثقافة.. نحتاج إلى صحوة لإعـــادة مكانة الكتاب وحـركـة التأليف والترجمة والنشر.. نحتاج أن تقوم وزارة الثقافة بدورها الطبيعى فى نشر الوعىوالثقافة.. أن يكون هناك حوافز للتأليف وتشجيع على القراءة واهتمام بالكتاب والكتاب.. فنحن الآن لا نقرأ.. ولا أحد يحرص على اقتناء الكتاب ولا حتى يهتم بالثقافة والأدب.. فمعلوماتنا نستقيها من «السوشيال ميديا» ومن «التيك توك» وثقافاتنا أصبحت سهلة الاختراق والتدمير أيضا..!
الثقافة هى التى تقدم الحلول.. وهى خط الدفاع الأول والهام من أجل استقرار أى وطن ونجاح خططه التنموية والمستقبلية .. وأعيدوا إلينا الكتاب والـقـراءة أهـم كثيراً من حفلات الغناء والأوبرا أيضا..!
> >>
والمطرب والراقصة.. تزوجا واختلفا وقررا الطلاق ثم انتهى الأمر بمعارك على صفحات التواصل الاجتماعى ووصلت الخلافات إلى الشارع ومعارك بالأيدى وتمزيق ملابس وتهور زاد على الحد إلى مطاردة بالسيارات واصطدام واصـابـات..!! وعـادى كله عـادى فالصغير لا يكبر أبداً.. والمال الذى يأتى بلا حساب أو استعداد يكون نقمة وليس نعمة.. وعندما يختلف المطرب والراقصة فعلى الاصل دور ..!
> >>
وندخل فى الجد.. وجد الجد والحديث عن الربع الأخير من العمر.. والعمر لحظة وفجأةتجد نفسك فـى سـن الستين ومــن أصـحـاب المـعـاشـات ومقاهى السيدة والحسين.. وعالمالاجتماع السويدى بير يوهانسون الاستاذ بجامعة ستوكهولم كتب مقالا لكبار السن بعد تقاعده عن الربع الأخير من العمر قال فيه «فجأة اكتشفت اننى اعيش الربع الأخير منحياتي.. وقد أدهشنى هذا الاكتشاف.. اين ذهبت كل تلك السنين.. وإلى أين غادر شبابي.. اصدقائى متقاعدون واصبحوا شيبا بتحركون ببطء ويسمعون بعسر، ويفهمون بمشقة.. بعضهم فى حال أفضل منى وبعضهم أســوأ ولكنى أرى التغيير الجسيم فى أحوالهم ليسوا مثل الأشخاص الذين اتذكرهم والذين كانوا صغاراً نابضين بالحيوية نحن الآن أولئك الأشخاص كبار السن الذين اعتدنا رؤيتهم ولم نتخيل يوماً أننا سنكون مثلهم». والمقال طويل ومؤلم فى بعض جوانبه ويؤكد أن الثروة الحقيقية هى الصحة وليست قطع الذهب والفضة.. ولكن المقال يخلص إلى النصيحة الأهم وهى «نحن نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتا إلى حياتنا ولكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا».. وبالبلدىكده.. حاول تستمتع بكل يوم لانه لن يعود أبداً..!!
> >>
وأخيراً: كن شخصاً لا ينتظر شيئاً من أحد سترتاح كثيراً.
> >>
وليس من الصعب أن تضحى من أجل صديق ولكن أين ذلك الصديق الذى يستحق التضحية.
> >>
وابتسم فالحزن يأخذ منك أشياء كثيرة ولا يأتى بشيء.
> >>
ويخذل الإنسان مرة ويبقى حذراً للأبد.
Sayedelbably@hotmail.co.uk