«سيب وأنا أسيب» .. و«هفضحك على الفيس» .. والرجالة انقرضوا ..!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
وبعيدا عن السياسة.. وبعيداً عن الدولار والذهب.. وحديث الاقتصاد فإننا نتحدث عن المجتمع.. عن قضاياه.. عن أسلوب الحياة. ونعود بالذاكرة إلى أيام كنا صغارا فى المدرسة وعندما كنا نمسك بملابس بعضنا البعض أثناء المشاجرات الطلابية.. وتتطور الأمور إلى حد تعريض سلامة الملابس للخطر فإننا كنا نبدأ تفاوضنا من نوع آخر ونقول لبعضنا البعض «سيب وأنا أسيب» أى توقف عن الامساك بى وأنا سأفعل مثلك أيضا..!
ولأن كل منا يدرك انه سيكون خاسرا فى هذه المشاجرة وسيلقى عقابا أخر فى المنزل عند العودة بالملابس وهى ممزقة فإننا وفى لحظة واحدة كنا نتوقف عن الشجار بالأيدى ونكتفى بالشجار الإسكندرانى بالكلام من بعيد لبعيد..! وما كان يحدث فى المدرسة هو ما يحدث فى الحياة الآن وبشكل مختلف وبرعاية القانون.. فالمهندسة حاولت الذهاب إلى عملها صباحا ووجدت ان هناك من أغلق الطريق أمامها بسيارته.. واستدعت البواب.. شوف مين صاحب السيارة؟!.. ويا صاحب السيارة اصحي.. اتحرك وقوم إبعد عربيتك خلى المهندسة تروح شغلها.. وأتى صاحب السيارة ساخرا من ذهاب المهندسة لعملها فى ساعات النهار الأولي.. والمهندسة طالبته بالاعتذار فلم يعتذر.. وتطور الأمر إلى كلمات وإهانات ومحاولة المهندسة تصوير الواقعة حيث تلقت على إثر ذلك لكمة فى وجهها واختطاف هاتفها..!
والمهندسة ذهبت لتحرير محضر فى قسم الشرطة بعد الاعتداء عليها.. والرجل ذهب فى أعقابها لتحرير محضر مضاد باتهامات مماثلة.. والمهندسة استمعت لمن يقول لها ان الطرفين «هيتكلبشوا».. يعنى هيلبسوا الكلابشات للذهاب إلى النيابة.. دا محضر فى مواجهة محضر ومتهم فى مواجهة متهم.. والتحقيق يأخذ مجراه..!
والمهندسة تراجعت.. وتنازلت عن المحضر فى مقابل تنازل الطرف الآخر.. و»سيب وأنا أسيب» بدلا من «البهدلة» و»المحاكم» والنيابة.. والصلح خير.. الصلح خير والحق ضاع.. الحق ضاع.. وكله بالقانون وآليات القانون.. وإحنا بدون قانون طبقنا ذلك فى المدرسة قبل سنوات وسنوات.. و»سيب وأنا أسيب»..!
>>>
وأخطر من كل ذلك أن أى شخص يستطيع وفى مقدوره أن يفضحك وأن يشهر بك ويبتزك أيضا.. فالأم استاءت من عقاب المدرسة لابنها ومحاولة تقويمه.. والأم ذهبت للمدرسة.. عملتوا فى ابنى كد ليه.. دا أنا هفضحكم على الفيس بوك.. وعلى جروب المدرسة.. جروب الماميز..! والأم فعلا طبقت التهديد.. وهات يا كلام.. وهات يا شرح وتحريض.. وكل أم أدلت بدلوها.. التى تعرف والتى لا تعرف.. فلابد من المجاملة فاليوم لك وغداً عليك.. والمدرسة سارعت للاتصال بالأم.. خلاص أسفين.. ندمنا على ما فعلنا.. وأخر مرة وحقكعلينا..!!
وما حدث بالغ الخطورة.. فهذا سلوك يؤدى إلى الفوضى ويعمق الخوف ويدعم سيطرة السوشيال ميديا على كل أمورنا ويقودنا إلى هاوية ومنحدر رهيب تضيع معه وفيه كافة المعايير والقوانين ونرضخ فيه للابتزاز خوفا من التشهير والاضرار بمصالحنا.. ونحن بذلك نمنح أصحاب الأصوات العالية حقا لا يستحقونه وقيمة تفوق أحجامهم ونفوذا يتجاوز مكانتهم.. وانهيارا أخلاقيا لن يتوقف عند حدود معين. والحل..الحل هو الوقفة الشجاعة القوية لكل تجاوز على مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيق القوانين المستحدثة فى هذا الشأن.. الحل هو تجاهل ما يقال بغير أساس.. والحل قد يكون أيضا فى الاغلاق الذاتى لجروبات «الماميز».. كان يوم أسود يوم ماعرفوا سكة النت وجروبات النميمة الإلكترونية..!
>>>
أما الدراسة القادمة من جامعة هوكايرو اليابانية فتقول لنا ان هناك مخاوف من انقراض الرجال قريبا بفعل انخفاض أو اختفاء بعض الجينات الذكورية..!!
وبدون دراسة وأبحاث.. وبدون استقصاء وتحليل عينات.. فالرجالة انقرضوا فعلا.. فما نراه الآن من البعض يدعونا إلى القول بأنهم أشباه رجال.. أشباه رجال ينافسون النساء فى الرقص و»التنطيط» فى الأفراح والاحتفالات وكافة المنافسات.. أشباه رجال يطالبون بتقنين الشذوذ ..وأشباه رجال يتشبهون بالنساء فى كل شيء..وأشباه رجال فى السلوك بفقدان للرجولة ولروح المسئولية وبفقدان أخطر للغيرة والنخوة..!! أشباه رجال لا يؤتمنون..!
>>>
وسائق شاحنة فى مملكة البحرين وجد أن الطريق خاليا من السيارات فتجاوز الاشارة الحمراء والتقطته الكاميرات.. وقامت القيامة اعتراضا على هذا السلوك وسارعت إدارة المرور بإصدار بيان بأنه تم الامساك بالسائق واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذه المخالفة الخطيرة التى تمثل سابقة لا يمكن التهاون معها.. والناس هدأت بعد بيان المرور واطمأنت ان العدالة ستأخذ مجراها وأن القانون سيطبق وان السائق قد يفقد رخصة القيادة وربما لن يرى عجلة القيادة أبدا.. وهذا هو المطلوب فى كل زمان ومكان..!
>>>
أما فى فنلندا فهناك تمثال بعنوان «اقرأ حتى وان كنت تغرق»..! والتمثال رسالة لكل الذين أهملوا القراءة.. لكل الذين اكتفوا بأن يستمدوا ثقافتهم بعيدا عن الكتاب وعن القراءة.. لكل هؤلاء وهؤلاء القراءة هى الطريق لبناء الشخصية المستقلة.. والقراءة هى عنوان الشخصية.. ومن يقرأ هو من يتعلم.. ومن يتعلم هو من يملك الرؤية على التعامل مع فن الحياة.. والقراءة هى الطريق لمن يريد أن يكون انسانا.. وليتنا ندرك ذلك ونعود إلى الكتاب من جديد.
>>>
وسامح يطلب تطليق زوجته..! وليه يا سامح.. أصلها بتجيب اخواتها يضربوني.. ويا سامح.. استحمل وسامح.. وجيب اخواتك انت كمان..!
>>>
ومع إباحة زواج المثليين فى عدد من دول العالم فإن العالم يتجه الآن إلى إنتاج دواء ولقاح فعال ضد «الإيدز» الذى يصيب مليون شخص سنويا..! الدواء الجديد ظهر فى وقته.. وكانوا يحتفظون به للوقت المناسب.. وكله تم التخطيط له بعناية وبدهاء..!
>>>
وأخيراً : >>> لا تؤجل أفراحك فالحزن ضيف لا يحترم المواعيد.
>>>
ولا تثق بالأشخاص بسهولة فالأفعى تحتضن الضحية قبل افتراسها.
>>>
وليس من الجميل معرفة كل شيء فالجهل ببعض الأمور راحة.
>>>
والكرامة جميلة حتى وان جعلتك وحيدا.
Sayedelbably@hotmail.co.uk