21 سبتمبر، 2024 - 11:34 ص

ماذا لو جربنا نوقف الكلام.. ونشتغل أكتر.. هيحصل إيه؟!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

                بقلم : السيد البابلى

دعونا من السياسة.. ودعونا من أننا جميعاً ومنذ أحداث يناير ٢٠١١م قد تحولنا إلى نشطاء وخبراء ومحللين فى كل المجالات.. وبعيداً عن «الفيسبوك»  و«التيك توك» «اللىخربوا بيوتنا».. ماذا لو توقفنا عن الكلام وتوجيه الانتقادات وكشف العورات واللعب علىالتلات ورقات.. وقررنا أن يتفرغ كل واحد منا لعمله فقط.. إذا كان فلاحاً يتوجه إلى الحقل ويتعب ويعزق ويزيد من انتاج المحصول .. وإذا كان عاملا فليعمل بكامل قوته ويزيد من الانتاج ويحسن من نوعيته وإذا كان موظفاً فليراع الله فى عمله وينجز مصالح الناس والعباد فى أسرع وقت وبدون تعقيدات .. وإذا كان طالباً فليركز فى علومه الدراسية وليحاول النجاح باقتدار بدًلا من الغش والتحايل وإذا كان أستاذا فليكن مربياً فاضلا لتخريج أجيال تدرك معنى وقيمة العلم.. وإذا كان طبيباً فليجعل من عمله رسالة ومن تضحياته جهاداً.. وإذا كان إعلامياً فليقل كلمة الصدق والحق أو ليصمت!!

وحين أقول ذلك فإننى أدعو إلى العمل.. أن نوجه طاقاتنا وحواراتنا إلى ما هو مفيد لناجميعا.. فلو أن كل واحد منا أخلص فى مجال عمله لما كنا قد واجهنا العديد من المشاكل الحياتية التى هى فى حقيقتها من صنع أيدينا.. فنحن من يخلق الأزمات المرورية.. ونحن من نتحايل على القانون فى مخالفات البناء.. ونحن من يسبب التزايد الهائل فى النموالسكاني.. ونحن بسلوكياتنا و»بفهلوتنا» وباعتقادنا الدائم أننا على حق وأن الخطأ يأتى دائماً من غيرنا.. نحن بذلك من لا يريد أن يتعلم وأن يستوعب وأن يفهم أن التغيير الحقيقى يبدأ من داخلنا أولا وأن التغيير لا يأتى من الشارع ولا من الفوضى الخلاقة، ولامن الثورات الشعبية.. التغيير يبدأ وينتهى عند وجود الضمير الحى الذى يمنع انتهاكالقانون.. والضمير الذى يحدد مسئولية الفرد والضمير الذى يوقف الفساد والسرقات والرشوة.. الضمير الذى يشكل وجدان المجتمع والذى يبدأ من القاعدة الشعبية التى هى المجتمع بكل مكوناته والتى تفرز القيادات فى كل المواقع

وبدلا من دعوات النزول إلى الشارع وخلق أزمة جديدة من  صنع ً أنفسنا فلتكن هناك دعوة أهم.. دعوة إلى أن نتوقف قليلا عن الكلام والتنظير والسخرية من كل شيء.. وأن تكون هناك وقفة مع النفس نبدأ بعدها رحلة جديدة مع العمل والانتاج.. وإذا لم نعمل لن يكون لنا وجود.. وإذا لم نعمل فإننا نستحق كل المعاناة.. وإذا لم يكن هناك انتاج وابداع وضمير حى فلا نلوم أحداً إلا أنفسنا.. وأنفسنا فقط.

> >>

وتعالوا نفرح ببلدنا.. تعالوا نعيش الحدث.. فعلى الأراضى المصرية وفى مدينة شرم الشيخ فإننا فى «قمة المناخ» نستقبل وفوداً من مائة وخمسين دولة وأكثر من مائة وعشرين رئيس دولـة وثلاثة آلاف صحفى فى أكبر تجمع عالمى لبحث تحديات المناخ والانبعاثات الحرارية ومستقبل الكرة الأرضية.

وفى أرض مصر.. وفى مدينة السحر والجمال فإن أعين العالم كله مسلطة علينا.. ولعدة أيام سيظل اسم شرم الشيخ يتردد فى العالم ودائماً هى بلدنا مصر.. مصر المنصورة بإذن الله.

> >>

ولأننا نتحدث عن التغيير وعن الضمير فإننى سوف أتحدث عن أحد مشاهد الاستهتار واهدار الموارد والإدارة السلبية التى لا تتناسب مع ما نشهده من انطلاقة تنموية هائلة. ففى مدينة الشروق وفى أحد الشوارع الرئيسية، قام عدد من عمال البناء بحفر عرضالشارع تماماً واستخدموا فى ذلك «لودر» ضخم إلى جانب معدات الحفر وأزالوا «أسفلت» الطريق وأغلقوه أيضا أمام حركة السيارات.. وعندما تجمهر قائدو السيارات للاعتراض أخرج أحدهم ورقة وقال إنها تحتوى على موافقة جهاز مدينة الشروق للحفر..!

وهل يوجد منكم مهندس أو موظف من الجهاز للتأكد مما تقومون به من أعمال .. وهل هناك تعهد بإعادة الشارع إلى ما كان عليه، وعودة الشيء لأصله والاجابات بالطبع لم تكن موجودة ولغة العنف والأمر الواقع كانت هى السائدة..!

ويحدث هذا فى كل مكان فى المدن الجديدة.. حيث تم عملية رصف الشوارع مرات ومرات بعد عمليات حفر الطرق المستمر التى تتم لأى سبب وفى أى وقت وبـ»المزاج»..!

إن ما يحدث هو نوع من الفساد واهدار الميزانيات تماما مثل الأموال التى تنفق على زراعة الأشجار والنخيل ثم تترك لتموت فى الشوارع لأنه لا يوجد مصدر مياه للرى ولا يوجد متابعة ولا رقابة ولا رئيس مجلس مدينة يقف فى الشارع ويكون معايشا للواقع..!!

> >>

ويصر الأثرى زاهى حواس الذى كان وزيراً للآثار على اثارة مشاعرنا عندما يقول إن إذاعة الأذان بمكبرات الصوت تتسبب فى ازعاج السياح ويطالب بأن يكون الأذان داخل المسجد قائًلا: «نحن دولة سياحية يجب أن نحافظ على راحة واحترام السائح»..!

وكلام الدكتور زاهى قد يكون له ما يبرره من صوت مكبرات الصوت المبالغ فيه ولكن الحقيقة هى أن أذان المساجد هو جزء من شخصية مصر وهويتها الإسلامية والعربية.. والسائح يجد أن فىالآذان سحراً خاصاً يتردد صداه فى كل الأرجاء مصاحباً له فى جولاته بين آثار مصرالفرعونية والقبطية والإسلامية.. والأذان ليس فيه ازعاج انه راحة للنفوس ورسالة تذكير بالخالق ودعوة إلى الوئام والسلام.. والأذان يذكر الناس بالخير والتقوى وحسن المعاملة.. الأذان هو ما بقى لنا ليذكرنا بأن الدين هو أساس الحياة.. وأن كل ما عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.. ويا دكتور زاهى للإزعاج مصادر أخري.. وصوت بائع أنابيب البوتجاز قد يكون اكثر ازعاجاً.. وحاول أن تمنعه إذا استطعت ..!

> >>

ومازال استفزاز البعض مستمراً.. ومازال أخويا هايص وأنا لايص.. ومازال البعض لا يفهم ولا يقرأ الصورة ويدرك أن هناك أزمة اقتصادية وأن هناك غلاء فى الأسعار.. وأن هناك معاناة.. ففى وسط هذه الاجـواء فإن هناك آلافا من شباب المجتمع المخملى ذهبوا يندفعون ويدفعون ويتساقطون لدخول حفلا لأحد مطربى «الراي» الذى لا اعرف معنى اسمه.. هل هو اسمه أو اسم شبيه لنوع من السجائر..!

والسوشيال ميديا لا حديث لها إلاعن هذا الحفل وأصحاب الحظ الذين استطاعوا الدخول والمئات الذين اشتروا التذاكر ولم يتمكنوا من الدخول.. مساكين ضاع حلمهم ولم يتمكنوا من الرقص..!!

> >>

وأخيراً:

بعض الكلمات نخبئها بابتسامة ولكنها تؤلمنا جداً من الداخل.

> >>

ومع الأسف الشديد لم يبق صديق ولم تبق صداقة.

> >>

وكمر السحاب يمر البشر فناس كغيم، وناس كمطر.

> >>

ولا تجعل قلبك مكاناً للجميع بل اجعل فى قلوب الجميع مكاناً لك

> >>

وربي.. لم أتمنى شراً لأحد قط فاكفنى شر خلقك يارب.

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.