7 أكتوبر، 2024 - 8:50 م

الدعوات الشيطانية.. والعودة إلى الجذور.. ورد اعتبار «الفلاح»

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم : السيد البابلي

نوضح مرة أخرى ونكرر ونذكر بأننا فى حديثنا عن هذا الوطن فإننا ضمير هذه الأمة الحى الذى لا يموت والذى يسعى دائماً إلى الحفاظ على وحدته الوطنية وسلامهالاجتماعى وضمان أمنه واستقراره وحاضره ومستقبله.

وفى حديثنا النابع من الغيرة على بلدنا فإننا نقف دائماً معارضين ورافضين لأى دعوات شيطانية تحريضية تعيدنا للوراء وتهدم ولا تبنى وتدخلنا فى متاهات جديدة من الفراغ والفوضى والانقسام والفتنة المدمرة. وندعو.. ندعو دائماً إلى أن تكون الحلول لقضايانا وتحدياتنا من منطلق عقلانى بعيداً عن تبادل الاتهامات والمزايدات والشعارات فنحن فىأوقات بالغة الصعوبة لا تقبل الاختلاف أو التناحر أو إثارة العواطف.. نحن فى أوقات علينا فيها أن نجد الوصفة السحرية للخروج من الأزمة العالمية بأقل الخسائر الممكنة.. ونحن فى أوقات لا يمكن فيها التجارب أو المغامرات.. هذا وقت نحتاج فيه إلى اعادة صياغة واقعنا.. إلى النظر فى أبعاد المشكلة بموضوعية وبوعي.. والمشكلة تبدأ و تنتهى بأن نكون دولـة منتجة.. دولـة تستطيع صادراتها أن تزيد على وارادتها حتى يمكن أن نحقق دخًلا قوميا.. ينعكس على جميع المواطنين.. والمشكلة تبدأ من أننا قد ادمنا الاعتمادعلى الحكومات فى تقديم الحلول ومواجهة المشاكل وحدها دون أن نكلف أنفسنا عناءالسؤال.. وماذا قدمنا.. هل غيرنا من سلوكياتنا الاستهلاكية.. هل توققنا عن اهدار الوقت.. هل أجدنا فى تحسين الانتاج.. هل تعاملنا بشكل جيد مع السائح حتى يعيد زيارته لبلادنا..!!

اننا نريد أن نعيش الحياة وكأن شيئاً لم يكن.. وكأنه لا توجد أزمة اقتصادية وكأنه لابد أن يتوقف ارتفاع الأسعار وكأنه لابد أن نجلس فى بيوتنا وننتظر زيادة المرتبات والمعاشات والحوافز والارباح والمكافآت أيضا..!

اننا لا نحمل أحداً المسئولية فليس هذا وقت الحساب وتحديد المسئولية.. ولكننا ندعو فقط إلى أن نتوقف عن الجدال العقيم.. وعن حوار الطرشان السائد.. ندعو إلى أن نكون يداً واحدة فى معركة البقاء.. معركة الخروج من القروض والمساعدات.. معركة الاكتفاء الذاتى والأمـان الداخلي.. وهذا لن يتحقق إلا بنا جميعاً وبأن نحاسب أنفسنا أولا قبل أن نلقى باللوم على الآخرين.

> >>

ونعود إلى الجذور.. أيام كان الفلاح هو العمود الفقرى للدولة المصرية.. أيام كان الخيريأتينا من القرية لنشعر بالأمان والاطمئنان.. أيام كان موسم الحصاد هو أيام الفرحة والغناء والزواج وكل المناسبات السعيدة. وأحمد الله.. أحمد الله أننى قد عشت هذه الأيام الخوالي.. أيام كان كل شيء موجوداً فى «الدار» والدار هو البيت.. البيت الذى كان مؤسسة انتاجية مستقلة قائمة بذاتها.. البيت الذى كانت تتوافر داخله كل احتياجات الأسرة دون الحاجة إلى الشراء من الخارج أو الاعتماد على الآخرين.

ففى داخل هذا البيت كان كل شيء موجوداً.. الدقيق القادم من القمح أو ما يطلق عليه «الغلة» وهو الذى يزرعه الفلاح ويحتفظ بجانب منه لنفسه أو دقيق الذرة.. والخبز الذى يعد داخل البيت ويصنع داخل أفران بلدية وقودها الحطب من أعواد الذرة التى توضع فى الشمس لتجف وتصبح وقوداً أو من روث البهائم الذى يتم تجفيفه ليتحول إلى وقود سريع الاشتعال.. والدجاج يمرح ويسرح ويلهو مع البط فى كل مكان فى الجانب الخلفى من البيت.. والبيض متناثر فى كل الأركـان.. واللبن والجبن يأتيان من البقر والجاموس اللذين يمثلان ثروة الفلاح.. ولا توجد بقايا للطعام لأن البقايا هى غذاء الدواجن والحمام وكل طيور الفلاح.. ولا يوجد اعتماد على عمالة فنية من خارج المنزل لأن الفلاح وزوجته وأولاده الكبار والصغار معه فى الحقول يقومون بكل العمل من مطلع الفجر إلى ساعة الغروب حيث تجتمع كل الأسرة على وجبة العشاء التى تمثل وجبتهم الأساسية.. حيث السعادة على الوجوه والقناعة فى القلوب.. وفى انتظار موسم الحصاد لجنى الثمار واقامة الافراح والليالى الملاح..!

وآه.. آه على هذه الأيام.. الخير كان موجودا فى الأرض.. وموجوداً فى البيت.. وموجودا فى القلوب.. وكان السلام الاجتماعى موجوداً.. والفلاح سيد نفسه.. وسيد قــراره.. وسيد مصيره.. كان الفلاح هو مصدر ثروة مصر البشرية.. ومصدر قوتها.. ويوم أن قادوه بعيداً عن الحقول.. عن مركز قوته.. واهملوا الزراعة فاننا فقدنا مركز القوة.. ولم ننجح فى أن نكون بلدا زراعياً أو صناعياً.. واختلطت علينا الأمورودخلنا فى دوامات بعد دوامات.. وأعيدوا لنا الفلاح.. أعيدوا له رد الاعتبار.. أعيدوا القرية المنتجة.. والأسرة المنتجة.. وسنخرج من عنق الزجاجة ولن نسمع يوماً أن كرتونة البيض قد وصلت إلى 90 جنيهاً!! فى بلدنا الخير.. كل الخير.. و لكن علينا أن نعيد اكتشافأنفسنا مرة أخري.

> >>

ورحل عن دنيانا.. صديقى الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعـلام.. وزميل رحلة العمر من مبنى كلية الإعلام جامعة القاهرة حيث كانت سنوات الدراسة والأحلام إلى رحلة الحياة الواقعية بكل تحدياتها فى البحث عن الذات. والبحث عنتحقيق الحلم.. والبحث عن صحافة بلا خوف.. وصحافة مثالية تقود ولا تقاد..صحافة هى الضمير الحى للأمة. والدكتور محمود علم الدين الهادئ الواثق المجتهد كان واحداً من نجوم الإعلام منذ أن كان طالبا متفوقاً لامعا مارس المهنة إلى جانب الابداع الاكاديمى فكان استاذاً متميزا للصحافة تخاطفته الكليات والجامعات والمناصب.. وظل محتفظا بروحه الحلوة التى تحمل قدرا كبيراً من التواضع والبساطة.. وأبناء جيلنا يتساقطون.. يرحلون.. ولن تبقى إلا الذكريات إذا كان هناك من سيتذكرها..!

> >>

وصديق يشكو العزلة.. لا أحد يسأل.. ولا أحد يهتم.. ولا هاتف يرن.. ولا جرس يدق.. والناس كما يقول قد تغيرت!! والناس لم تعد نفس الناس والدنيا أيضا قد أصبحت غير الدنيا؟!

ويا صديقي.. لا أحد يتغير فجأة كل ما فى الأمر أننا فىلحظة ما نغلق عين القلب ونفتح عين العقل فنرى بعقولنا حقائق لم نكن نراها بقلوبنا..!! ويا صديقى أنت الآن تفتح عين العقل ولكن بعد فوات الأوان..!

> >>

ويا صديقى يجب أن يكون فى حياتك شخص تذهب إليه حينما لا تعلم أين تذهب.. انه الصديق الذى يحتويك من أذى الدنيا وأذى الحبيب.

> >>

وأخيرا:

بين الأمس واليوم لم نعد كما كنا.

> >>

والنفاق توأم الكفر.

> >>

إذا أردت أن تسرق ضحكات ولحظات سعيدة من الزمن فاجلس مع طفل صغير أو شيخكبير.. فالأول لا يعرف الدنيا والثانى اكتفى منها

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.