البنك الدولى ومصر.. والدواء «دليفري» و«ضرب الزوجات»!
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلى
البنك الدولى الذى لا يجامل أحدا والذى يصدر تقاريره الاقتصادية بناء على معلومات موثقة.. أصدر تقريرا عن النمو الاقتصادى لدول العالم فى هذا العام الذى يشهد الأزمة الاقتصادية العالمية.. والبنك الدولى نشر توقعاته عن النمو الاقتصادى المصرى فى العام الحالى وتوقع نمو بنسبة أربعة وثمانية من العشرة فى المائة رغم تبعات وانعكاساتالأزمة الاقتصادية العالمية.
وعندما يتحدث البنك الدولى عن نمو فى الاقتصاد المصرى هذاالعام رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة فإن هذا يعنى أن هناك انجازات تتحقق فى خطط التنمية وأننا لولا الأزمة الاقتصادية العالمية وقبلها جائحة كورونا لكنا الآن فى موقع متقدم وترتيب مختلف بين الدول التى تحقق أعلى معدلات النمو.
وفى ظل الأزمة العالمية فإن الثبات على نفس معدلات النمو هو النجاح.. كل النجاح وتجنب العواقب الاقتصادية الحادة يعنى وجود سياسات اقتصادية مرنة للتعامل مع الأزمات ومعنى أيضا قاعدة قوية للاقتصاد قادرة على الصمود والثبات.. وإذا كان هناك ارتفاع فى أسعاربعض السلع المستوردة كالسيارات والأدوات الكهربائية فإننا نجحنا فى زيادة حجمالصادرات من المنتجات المصرية ونجحنا فى الوفاء بكل الالتزامات المالية الخارجية وتمكنامن توفير كل الاحتياجات الضرورية للمواطن وواصلنا فى الوقت نفسه تنفيذ المشروعاتالقومية الضرورية والأساسية لبناء الدولة الحديثة.
إن البنك الدولى لا يمنح شهادات للنجاح ولكن يعبر عن الواقع وما يتحقق بالفعل.. والبنك الدولى يمنحنا فى تقريره عن الاقتصاد المصرى شعورا بالثقة وتفاؤلا بأننا سنعبر الأزمة وسنتغلب عليها.. ولا يوجد مستحيل.
>>>
ونتحدث فى قضية الساعة.. وفى أمر من الأمور اليومية التى تتعلق بسلامتنا وصحتنا فى ضوء قضية وفاة طفلتين بالاسكندرية بعد حصولهما على دواء من خلال الحقن بإحدى الصيدليات.. والدكتور عصام عبدالحميد القائم بأعمال نقيب الصيادلة يقول إن القانون لم يجرم إعطاء الحقن فى الصيدليات.. ويدافع بالطبع عن الخدمة التى يقدمها الصيادلة بإعطاء الحقن للمرضى فى الصيدليات.. ونحن معه فى ذلك ونؤكد أنها خدمة ضرورية مهمة ولكننا نتساءل عن قضية أخطر تتعلق بتوصيل الأدوية «دليفري» فربة المنزل تجلس فى بيتها وتمسك بالهاتف وتتحدث إلى الصيدلية لتطلب أنواعا مختلفة منالأدوية التى تأتيها إلى المنزل «دليفري» دون وجود «روشتة» أو كيفية الاستخدام..!
وتزداد المشكلة فى أن الصيدلى فى الكثير من الأحيان هو من يقوم بوصف الدواء للمريض.. وبعض من يعملون فى الصيدليات ليسوا جميعا أطباء صيدلة.!!
وإذا كنا نتحدث عن الاستفادة من الأخطاء والعيوب والحوادث فإننا يجب أن نمنع بيع بعض أنواع الأدوية دون «روشتة» طبية.. وأن يقتصر العمل فى الصيدليات على «صيادلة» فقط وأن يحظر على الصيدلى أن يصف الدواء للمريض أو حتى أن يقدم له النصيحة فى هذا الشأن..!!
وهذه هى البداية للانضباط ولتحديد المسئولية عن الخطأ.. وحتى لا يلقى كل طرفبالمسئولية على الآخر كما هو الحال فى الحوار الدائر حاليا بعد وفاة الطفلتين..!
>>>
وحوار من نوع آخر نعود به إلى الوراء عقودا من الزمان وكأننا لم ننته ولن ننتهى من هذه القضية أبـدا.. والحوار يتعلق بضرب الزوجات وحيث تعود القضية للظهور الإعلامى فى ضوء إلقاء القبض على عريس الإسماعيلية الذى ضرب زوجته فى ليلة الزفاف وسامحته وعاشت معه ثمانية أشهر ثم قدمت بلاغا ضده بأنه كرر ضربه لها عدة مرات..!!
والسوشيال ميديا وأوساط المرأة ونشطاء الحركة النسائية فى حالة من الغضب على هذاالزوج وفى إجماع على أن «اللى يمد إيده على ست مش راجل».. وبعد إجماع لا خلاف أوجدال فيه فالرجولة تعنى الاحتواء للمرأة للزوجة وأن يكون هناك احترام فى العلاقة الزوجية يبنى على التفاهم والمودة والرجولة لا تكون على الزوجة الرجولة تكون علىالحياة، على العمل على توفير الحياة الملائمة للزوجة بدلا من إهدار الوقت والتسكع علىالمقاهي.. والرجولة تعنى الكلمة الطيبة التى هى أساس نجاح العلاقات الأسرية.
ولكننا فى هذا لا نتفق مع دعوات «تحريض» المرأة أو الإدعاء بسيطرة «المجتمع الذكوري» فالتعصب للمرأة أو للرجل يعد نوعاً من الجهل فالمرأة والزوجة ذات مصونة تحاط بكل التقدير والاحترام وليست قضية للصراع واستعراض العضلات.. وابتعدوا عن إثــارة معارك وهمية فى عصر لم يعد فيه هذا الحوارمجديا أو ضروريا.. لم يعد هناك مجتمع ذكورى أومجتمع نسائي.
>>>
وآه من الجهل.. آه من القلوب التى أشد قسوة من الحجر.. آه من الكلمة الجارحة التى تقتل نفسا بريئة.. آه من الذين لا يستطيعون السيطرة على ألسنتهم فيستخدمونها سلاحا لقتل الآخرين وآه من الناس عندما لا تسارع إلى جبر خاطر المظلوم والوقوف معه. وما حدث فىأحد مساجد المنوفية كان مؤلما لنا جميعا فقد ذهب الشيخ محمد عبدالعزيز بدوى لقراءة القرآن الكريم فى المسجد قبل صلاة الجمعة.. وجلس مع المصلين فى انتظار وصول إمامالمسجد لإلقاء خطبة الجمعة وعندما تأخر الإمـام فإن المصلين طلبوا منه أن يصعد إلىالمنبر ويلقى بخطبة الجمعة.. والرجل استجاب وبدأ فى إلقاء الخطبة وفوجئ بأحدالمصلين يوجه إليه السباب والإهانات واكتفى بالرد عليه قائلا الله يسامحك إلا أن الكلمات تركت فى نفسه جرحا عميقا وشعورا مؤلما بالإهانة.. ووصل منزله وهو فى حالة من الحزن والاكتئاب وظل يبكي.. وعندما حلت صلاة العصر كان قد سقط ميتا بعد توقف مفاجئ لعضلة القلب!
والشيخ محمد عبدالعزيز رحل عن دنيانا بفعل فاعل.. بكلمات قاتلة من رجل «يفتقر إلىالرجولة.. من رجل لم يدرك معنى الكلمة وتأثيرها.. من رجل لم يحترم حرمة وقدسية المكان.. من رجل ارتكب جريمته وقد لا يحاسب عليها قانونا.. ولكن عقابه أنه سيعيش بجريمته وسط الناس ما بقى له من عمر.. هذا هو الرجل الذى قتل الشيخ محمد.. وما أصعب هذاالعقاب الذى سيلاحقه..!
>>>
وناجى «36عاما» يطلب الطلاق من زوجته حورية «30عاما».. وليه يا ناجي.. خير ياناجي.. أصلها بتجبلى ميه من الحنفية وتقولى دى ميه معدنية وعايزة فلوسها.. ودهاستغلال.. ويا حورية عيب.. بوسى راسه.. قولى له حقك عليا.. كنت بهزر معاك.. ده برضه فى الحقيقة موقف سخيف منك.. ويمكن يسامحك!
>>>
وأرسل اللواء ناصر محيى الدين مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات العامة رداعلى ما كتبته بشأن المخالفات المرورية لقائدى الدراجات النارية الذين يقومون بتوصيل الطلبات للمنازل أوضح فيه أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قامت بتوجيه العديد منالحملات المرورية بمختلف المناطق على مستوى الجمهورية لضبط المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
>>>
وأخيرا: حب اللى يخليك تحب الحياة معاه
>>>
ولا يوجد أسوأ من أن يستوحش .. المرء مكان الذى يستأمن به دوما
>>>
وأحيانا لا يريد الناس سماع الحقيقة .. لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم
>>>
وكن قويا فالحياة تميت الضعيف قهرا
Sayedelbably@hotmail.co.uk