الشعراوى مرة أخرى ..و«كل هذا العنف» ..وهل رأيت الله؟
الكاتب الصحفي السيد البابلى
بقلم : السيد البابلي
لا أدرى لمـاذا اصـرار البعض على تشويه الرموز والقامات فى مختلف المجالات فى بلادنا؟
لماذا العودة إلى الـوراء وفتح ونبش الماضى للبحث عن السلبيات وتضخيمها والنيل منأصحابها رغم أنهم قد رحلوا عن دنيانا ولا يملكون حق الرد أو التعقيب أو التوضيح..؟
لماذا يركز البعض وباصرار غريب على هدم كل الثوابت الدينية التى ربما كانت هى السببوراء استقرار المجتمع وقناعاته لعقود من الزمان..!
إن هناك حديثا عالى الصوت وواسع الانتشار يدور حول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى إمام الدعاة ويتهمه بأنه كان ضد العديد من الأمور المختلفة التى كانت فى مصلحة الشعب المصرى «كانت له أفكار متطرفة ولازم الاعتراف بالأمر ده، ورغم كده بياخد حفاوة كبيرة من قبل البعض»..!
والدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة سارعت إلى الرد فقد كان لابد أن ترد وأن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح وقالت: «إن الحديث عن أن الشيخ الشعراوى لديه الكثير من الآراء المتطرفة أمر غير صحيح بل كان رجِلا متزنا فى فكره» معقبة «من يقول هذا جاهل ومتجنى على فضيلة الإمام»..! والدكتورة آمنة كانت واضحة فى الرد والتعليق واصـدار الحكم الذى ارتـأتـه مناسباً غير أننا ننظر إلـى القضية مـن منظور آخـر يتعلق بطبيعة هذا الوطن وتكوينه وسلامه الاجتماعى فنحن نخشى من حرب الاجتهادات وتقييم الأشخاص والماضى بأثر رجعى لأنها تدخلنا فى متاهات من عدم اليقين ومن فقدان الثقة فى كل شيء ومن الكفر بالماضى والحاضر والمستقبل أيضا، فالتشكيك فى المعتقدات والثوابت لا يخدم قضية ولا يدعم فكرا بقدر ما يؤدى إلى نوع من التشتت فى العقول التى لم تعد على دراية بمعالم الطريق والتى فقدت بوصلة التوجه والتوجيه وابتعدوا عنالرموز والقامات والتاريخ.
دعونا على قناعاتنا حتى وان كـان بعضها خاطئا ويحتاجالاجتهاد والتعديل لأن الوقت غير ملائم لحوار من هـذا النوع ولا لاختلاف وانقسام لننجنى من ورائه شيئاً..!
>>>
وتعالوا بدلا من الرجوع إلى الماضى نبحث ونتعمق فى حوار الحاضر ونسأل ونتساءل عن كل هذا العنف الذى طرأ علينا.. وما الذى حدث لنا حتى صرنا أكثر ميلا للعنف فى حل مشاكلنا وأمورنا الحياتية!!
فلم نعد نسمع مؤخراً إلا عن جرائم مخيفة يعلو فيها صوت القتل والذبح بلا رحمة وتحل فيها الخلافات الزوجية بقتل الزوج أو اجباره ودفعه إلى التخلص من حياته..!!
ولا نريد فى ذلك أن نسمع تحليًلا يعيد كل حـوادث العنف إلى الاوضـاع الاقتصادية.. فمعظم الحوادث الأخيرة لا علاقة لها بالفقر أو المعاناة وآخرها حادث الدكتور ولاء فى حلوان بسقوطه من الطابق الخامس اثر خلافات عائلية وهو الطبيب المقتدر ماديا والذى كان يعمل فى الخارج..!
إن تزايد معدلات العنف على هذا النحو هو ظاهرة تدعو إلى القلق وهى تأكيد وانعكاس لغياب الكثير من المفاهيم التى كانت أساس ترابط وقوة هذا المجتمع.. غاب الوعى والأخلاق والعادات والتقاليد والخوف من الله فغاب كل شيء.. وأصبح كل شيء مباحاً ومستباحاً حتى الجريمة.. وقتل «ولاء» ..!
>>>
والسوشيال ميديا تبرز لنا جانباً آخر من الوفاء.. تذكرنا بأن فى قلوبنا رحمة وفى داخلناكل أنواع الجمال.. فهناك من التقط صورة لسيدة تزور قبر زوجها يومياً وتترحم عليه وتكتب له على المقبرة كل تفاصيل حياتها اليومية وتنتظر موعد اللقاء فى الدار الآخرة.. ويا أيتها الزوجة الحزينة الصابرة المؤمنة بقضاء الله وقدره الوفية على العهد والذكرى الأمينة على العرض والشرف أنت صورة من صور الوفاء نحتاج فيه كل ضوء يرشدنا إلىنهاية النفق ويضيء لنا معالم الطريق.. وكم كان زوجك محظوظا بك حتى بعد الرحيل..!
>>>
وهل فى مقدورنا أن نرى الله؟
نعم.. لقد رأيناه كثيرا.. لم نره بأعيننا.. ولكن رأيناه كثيرا عندما سترنا.. وعندما رزقنا.. وعندما عافانا.. وحين نتحدث فى هذا المعنى فإننا لا نرتدى ثياب الواعظين ولا الناصحين ولكننا نأمل فى أن تعود إلينا روح القناعة والرضا.. القناعة بما وهبنا الله سبحانه وتعالىمن نعم والحمد على أننا نتجاوز المعنى وفى استطاعتنا التغلب على المصاعب والتحديات .. وبالقناعة نحيا وبالرضا نعيش وفى كل صباح نرى الله فهو من أعادنا إلىالحياة من جديد وماشى فى نور الله أدعى وأقول يارب.
>>>
ونـعـود إلـى حـواراتـنـا اليومية.. والشيخ أحمد المالكى الــذى أصابنا بالاحباط واليأس وهو يرد على سؤال لمتصلة تشكو من قيام زوجها الذى يبلغ من العمر ٦٦ عاما بالزواج من أخرى عمرها ٦٨ عاما قائلا فى رده عليها «لو عايز يتجوز قوليله روح اتجوز.. ده واحـد رجل فى الدنيا ورجل فى القبر»..!
وكلمات الشيخ صعبة وتعبيراته أكثر صعوبة.. فهليدرى من رجله فى الدنيا.. ومن رجله فى القبر.. وهل لذلك علاقة بالسن والعمر.. كلنا يافضيلة الشيخ رجل فى الدنيا.. ورجل فى القبر.. كلنا مجرد نفس يمكن أن ينقطع ويتوقف فى أى لحظة ولأى سبب فلا تدخل الاحباط على كبار السن فقط واجعل حديثك أكثر رأفة بالآخرين.. وانصحه بعدم الـزواج.. وانصحه باحترام عشرة السنين.. انصحه بالمودة والرحمة.. ولكن لا تسخر منه ومن غيره وتربط القبر بالعمر.. وربنا يديك الصحة عندما تكبر ويذكرك أحدهم بأن كل ما عليك هو أن تجلس فى انتظار الموت..!
>>>
ويا سلام على نادية الجندي.. كأنها كانت تستمع إلى الشيخ المالكى وترد عليه بطريقة غير مباشرة.. فقد قالت قبل ساعات «لا مانع أنى اتجوز فى الوقت الحالى أنا كمان عندى مواصفات لفتى أحلامي».. وأضافت الجندى «عادى جدا لو اتجوزت حد اصغر منى لأن مفيش قانون بيحط سن معينة بين الرجل والست»..!
وناديه الجندى التى يقترب عمرها من الثمانين عاما تبحث عن فتى أحلامها للزواج العاشر.. والشيخ المالكى يقول عن الرجل الذى عمر ٦٦ عاما «ده رجل فى الدنيا ورجل فىالقبر».. ويا شيخ اسمع وشوف نادية بتفول ايه..!
>>>
وكتب أحدهم يقول: فى معرض للكتاب فى مدينة عربية تم بيع ٣٠٠٠ سندوتش هامبورج و٢٠٠٠ شاورما و١٥٠٠ كيش شبسي.. و١٣٠٠ كوب قهوة.. و١٦ كتابا..!! لم بعد هناك من يقرأ.. ومن يستوعب.. ومن يريد أن يتعلم..!
>>>
وأخيراً: إذا تركت الخوف من الفقر يسيطر على حياتك فإنك ستحصل على طعامك لكنك لن تعيش.
>>>
ولا تنتظر من الجراد العسل
>>>
وكم يزعجنى هذا الشخص هو المخطيء وينتظر منى الاعتذار
>>>
والوقوف على قدميك يمنحك مساحة صغيرة فى العالم.. لكن الوقوف على مبادئك يمنحكالعالم كله.
Sayedelbably@hotmail.co.uk