21 سبتمبر، 2024 - 11:27 ص

المستشفيات الخاصة.. وفريد الديب.. وحفل «الإعلام»..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم : السيد البابلى

قبل عدة أعـوام تعرض أحد أشقائى لأزمة صحية مفاجئة تمثلت فى نزيف فى المخ.. وحاولنا ونحن فى سيارة الإسعاف أن نجد أحد المستشفيات الذى يمكنه  التدخلجراحًيا لإيقاف النزيف فى بداياته ..وأجرى رجال الإسعاف اتصالاتهم بالعديد منالمستشفيات الخاصة بحًثا عن مكان فى العناية المركزة..وظللنا نطوف بالسيارة على العديد من المستشفيات دون فائدة.. فالكل يعتذر عن الحالة بحجة عدم وجود أسرة فىالعناية المركزة.. وظللنا على هذا الحال حتى ازداد النزيف.. ووافـق أًحد المستشفيات علىأن يقدم له الرعاية بعد أن كان قد مات بالفعل إكلينيكيا.. وتذكرت ما حدث لأخى وأناأستمع لما رواه أحد الأصدقاء عما حدث مع أسرة أحد رجال الأعمال قبل عدة أيام. حيث تعرض عميد العائلة لتدهور فى حالته الصحية استدعى نقله للعلاج بالمستشفى ولكنهم لم يوفقوا فى العثور على مكان فى أى مستشفى خاص رغم أنهم كانوا بالطبع علىاستعداد لدفع أية تكاليف مادية مطلوبة.. ولكن المستشفيات تتردد فى قبول الحالاتالصعبة أو التى تعتقد أنه ميئوسً منها وتتهرب من أن تتم الوفاة فيها..!

والحقيقة أنها فعلا مشكلة.. فمن يملك الذهب يشكو من عدم استطاعته الحصول علىالدعاية اللازمة فى الوقت المطلوب وقبل فوات الأوان.. ومن لا يملك الكثير من الذهب يشكومن الأسعار والتكاليف الهائلة للعلاج فى المستشفيات الخاصة وحين أصبح العلاج بفواتير وأرقام لا يمكن تخيلها!!

وأجور المستشفيات الخاصة فى حاجة إلى رقابة.. وإلىمتابعة.. وإلى محاسبة، فقد تحول بعض هذه المستشفيات إلى مشروعات استثمارية ربحية بدون شفقة أو رحمة أو تفاهم.. والمعاملة الطيبة داخلها بفلوس.. والاحترام بفلوس.. والعلاج بقناطير الفلوس.. والهواء أيًضا بفلوس..!

ويحسب للدولة أنها فى السنوات الأخيرة قامت بجهود كبيرة فى تطوير العلاج بمنظومةمستشفيات التأمين الصحى وأن العديد من المستشفيات العامة تقدم خدمة صحية جيدة نسبًيا وأن الكثير من الًعمليات الجراحية المعقدة تتم حاليا بالمستشفيات العامة والجامعية.. ولكنها أيضا منظومة صحية تحتاج إلى إدارة متطورة لاستعادة الثقة والانضباط داخل هذه المستشفيات لكى تكون القاعدة الصحيةً الأساسية التى يمكناللجوء إليها ولإنقاذ الناس من العلاج الحر الذى قد يكون موتا وخرابا للديار..!

>>>

وأكتب عن المحامى ذائع الصيت فريد الديب وهو يصارع مرض السرطان الفتاك منذ سنوات والذى أنهكه المرض الآن.. وفريد الديب أحد الذين أعادوا لمهنة المحاماة بريقها وجذب إليها الأنظار بعد أن لمع اسمه ونجمه فى محاكمات الكبار بعد أحداث يناير ٢٠١١ ودوره فى الدفاع عن الرئيس الراحل حسنى مبارك.. وسواء تختلف أو تتفق مع القضية التى يدافع عنها الديب فهو يؤدى عملا قانونيا مطلوبا فى رسالة المحاماة، مهنة الدفاععن المتهمين لتبرئة ساحتهم وهو أحد الأركان المهمة فى منظومة العدالة.. وفريد الديب هوأحد عظماء المحاماة فى مصر.. وأحد الأسماء التى أفرزتها قاعات المحاكم العريقة فىبلادنا.. وأحد نجوم المهنة العظيمة لقامات هذه المهنة ورجالاتها الذين أصبح وجودهم فىالمحاكم مثارا للاهتمام والمتابعة، وعندما نتحدث عن مهنة المحاماة فإننا أيضا نشير بكل الفخر إلى أن معظم مكاتب المحاماة فى العالم العربى تعتمد على وجود محامين مصريين يعملون بها وهم الذين يتولون كتابة المذكرات القانونية وتجهيز القضايا للدفاع وهمالعمود الفقرى لهذه المكاتب حتى وإن لم يكن فى مقدورهم الترافع مباشرة فى محاكم هذهالدول إلا أن بصماتهم فى كل الأوراق وفى كل المذكرات..! ً

>>>

وبعيدا عن المحاماة نعود إلى العصر الغريب للإعلام، وعدد من الإعلاميين الذين اعتقدواأنهم يمنحون شهادات الوطنية والانتماء والذين تجاوزوا ذلك الآن بمنح شهادات الغفرانالتى تحدد من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار..! وربنا يوفقهم.. أصبحوا يعتقدون أنهم الأوصياء علينا وعلى دنيانا وآخرتنا أيًضا..!!

وعندما نتحدث عن البعض من الإعلاميين فإن هذا لا يقلل من قيمة ودور ومكانة رجالالإعلام فى مصر.. وإعلام مصر العظيم الذى تصدى لكل دعاة الفتنة والذى وقف صفاواحًدا أمام الإرهاب وأمام قوى الظلام.. والذى كان وسيظل لمصر إحدى دعائم قوتها وتميزها وأحد أسلحة الدفاع عنها أمام المغامرين والأفاقين من مروجى الشائعاتالمتواجدين خارج مصر والذين لايتمنونً لها خيًرا أو تقدًما .. إعلام مصر سيظل دائًما له مكانته الخاصة لأنه إعلام القوة والحق.

>>>

أما أغرب ما حدث هذا الأسبوع فهو ما تم فى حفل للتخرج لطلبة كلية الإعلام بجامعةالقاهرة.. فالطلاب أقاموا حفلا للتخرج بعيدا عن الكلية والجامعة، وذهبوا للاحتفال فىمكان بعيد.. وبدأوا بالموسيقى والرقص وانتهوا بالخلافات والمشاجرات وأقسام الشرطةبعد تعرضهم للنصب من الشركة المنظمة للحفل.. وإدارة الكلية اكتفت بإصدار بيان تقولفيه إنه لا علاقة لها بالحفل.. ولا تعلم عنه شيئا وأنها ستعوض الطلاب بحفل آخر..!

وهو بيان لا يعفى إدارة الكلية من المسئولية.. فهل كان الطلاب سيقومون بتوزيع الدروعوالشهادات على بعضهم البعض.. وهل يمكن أن يقيموا حفلا من هذا النوع دون علم إدارةالكلية.. والحكاية كلها «لخبطة»، وتعكس وجود فجوة بين الإدارة والطلاب أو غياباللإدارة عن المشهد، وكلها أمور ليست فى صالح الكلية التى كانت ذات يوم أقوى وأهم كليات الجامعة.

>>>

وبكى الرجل بحرارة.. ونظرت إلى وجهه.. فالرجل الذى كان قبل أيام شابا يافعا شاخ فجأة.. وفعلا.. الرجل يظل طفلا إلى أن تموت أمه فإنه يكبر فجأة.. وهذا الرجل فقد أمه وقد كانت محور حياته.. وأصبح بعدها كهلا بلا روح..!

>>>

وعندما تتجرأ شيرين عبدالوهاب وتغنى روائع سيدة الغناء أم كلثوم فإن المسافة هائلة بين الثرى والثريا.. وتتحول كلمات أغنيات أم كلثوم الخالدة إلى ما يشبه كلمات أغانىالمهرجانات!!

أم كلثوم هى الأهرامات التى لا يمكن استنساخها..!

>>>

ويتساءلون أين اختفت الفنانة القديرة عبلة كامل!! وعبلة اختارت بنفسها الابتعاد عنالساحة الفنية قبل أربع سنوات ومازالت على قناعاتها بالابتعاد فى الوقت المناسب.. وعبلة كامل هى فنانة السهل الممتنع.. هى الموهبة التى دخلت كل القلوب.. وهى الفنانة التى تستحق دائما أن نتذكرها وأن نتمنى لها التوفيق والصحة.. والفنان المحترم يظل فى الأذهان دائماً

>>>

ووداعا أخى هشام عبدالعزيز النسمة والبسمة فى الصحافة المصرية.. والذى توفى فجرأمس بعد معاناة مع مشاكل فى القلب.. وداعا للشاب الجميل الذى كنت سببا فى اقتحامهعالم الصحافة بجريدة «البروجريه» قبل أن ينتقل إلى الأهرام التى أمضى فيها سنواتشبابه..وداعا للطيبين الذين يغادرون دنيانا فجأة ويتركون لنا الأحزان والآلام .. اللهم اغفرله وارحمه وأحسن خاتمتنا أجمعين.

>>>

وأخيًرا: ليس كل هادئ خالى البال، وليس كل صامت لا يبالي، ففى الهدوء والصمت ألف حكاية وحكاية.

>>>

ولا تحاًسب الآخرين على أقدارهم ولا ظروفهم ،ولاخيباتهم، لأن أحدا لا يختار ألمه.

>>>

وحتى لو اعتذرت الرياح، الغصن سيبقى مكسورا..

>>>

ودع الأيام تفعل ما تشاء

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.