21 سبتمبر، 2024 - 11:43 ص

أوهام «حزب البطاطا».. وأيامنا الحلوة وأزمة الشاى..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 
                 بقلم : السيد البابلي
 
قرأت الكثير من التحليلات والمقالات الصادرة خارج وداخل مصر والتى تتناول أوضاعنا وظروفنا الاقتصادية.. وبعضها بالطبع يسير فى الإطار والاتجاه  التشاؤمى.. وبعضها الآخر يقول إن هناك صعوبات ولكنها لا تصل إلى حد الأزمةالقاتلة. ً
وما بين هذا وذاك فإن هناك إغفالا لحقيقة أساسية وهى أن مصر صعبة على التحليل السياسى والاقتصادى بناء على النظريات أو تجارب الآخرين.. فمصر دولة لها طبيعتها الخاصة التى تقترن بظروف شعبها وقدرته على امتصاص الأزمات.. ونحن دولة أمن واستقرار واستعداد للصبر والتحمل دون تعريض سلامتنا للخطر.. ونحن شعب يدرك انه ليس فى الإمكان أفضل مما هو موجود وقائم حالًيا فى الظروف الرهيبة التى يمر بها العالم كله.. ونحن لانجازف بالدولة المصرية من أجل المجهول الذى لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
ولكن ماذا عن حقيقة الموقف.. ماذا عن الداخل.. ماذا عن أوضاعنا الاقتصادية..وهل حًقا وصلنا إلى مرحلة العجز واليأس؟ اننى أقرأ ما يكتب وما يثار ولا أجد على أرض الواقع ما يدعم ذلك وما يشير إلى استحالة إيجاد حلول.. ومن يقوم بجولة فى شوارع مصر.. فى أسواق مصر وفى منتزهات مصر.. وفى كل مكان فى مصر سوف يجد أن الحياة تمضى عادية.. وأن هناك غلاء وصعوبات فى مواجهة ارتفاع الأسعار ولكن هناك وفرة فى السلع الغذائية والتموينية وفى رغيف الخبز وفى احتياجات المواطن اليومية.. وهناك أمن وأمان فى الشارع.. وهناك شعب قوى مقبل على الحياة.. وهناك ثقة بأنها أزمة طارئة لن تطول.. وقيادة قادرة على إدارة الأزمات والخروج منها بسلام.
وفى هذه الأزمة لا يتحمل أحد المسئولية.. ولا يجوز تحويل الاتجاه والأنظار للتشكيك فى قرارات وسياسات.. ولا يجوز التلاعب بالألفاظ وادعاء المعرفة لنشر الأقاويل والشائعات والتأويلات، ولا يمكن قبول وتقبل الذين يحاولون إمساك ًالعصا من المنتصف باللعب ًعلى كل الجبهات والهجوم يوما وإبداء المرونة يوما آخر والمهادنة والنفاق أيضا فى يوم ثالث..!!
هذه مرحلة الاصطفاف الوطنى والتوافق..فإما أن نكون أو لا نكون.. وقد اخترنا أن نكون.. وسنكون وسنعبر الأيام الصعبة ونتصدى ونفسد أى محاولة لاستغلال المعاناة الاقتصادية وسنقف ضد كل من يحاول المزايدة بالأزمة لإثارة المشاعر وتضليل العقول.
واحذروا تجار السموم.. تجار الكلام الذين يأكلون من كل الموائد ويعيشون حياة الرفاهية داخل وخارج البلاد وينتظرون ويبحثون عن كل أزمة لتزداد أرباحهم كلما طالت حدة ومساحة وجودهم فى الصورة.. وكلما كان هناك اهتمام بحديثهم الأجوف المركب القائم على تحليلات وأوهام لا وجود لها فى الواقع.. والكلام واضح ومفهوم دون ذكر هذه الأسماء..! وكفاكم استقاء للمعلومات من باعة البطاطا..!
>>>
ونعود مرة أخرى لحواراتنا وأصحاب المزاج العالى الذين شعروا بالقلق من إمكانية اختفاء البن والشاى من الأسواق ونقول لهم إن شيئا من ذلك لن يحدث.. وأسعار البن سوف تعود إلى الانخفاض والشاى متوافر ورئيس شعبة البن بالغرفة التجارية حسن فوزى يؤكد «هتفرج قريبا وكله هيشتغل تاني» وكلامه صحيح والمزاج سوف يستمر عال العال والقرارات الاقتصادية الجديدة مبشرة وتدعو للتفاؤل.. وكله إلا الشاى والقهوة!! احنا نستغنى عن الأكل.. لكن الشاى لأ..!
>>>
وفى هذه الأجواء الصعبة فإن إخواننا فى لبنان حالة فريدة فى العالم فى كل مجالات الحياة..والموت أيضا فالناس فى كل العالم ينتابهم الحزن عند الوفاة إلا فى لبنان فإن الجنازات تتحول أيضا إلى مناسبة احتفالية وحيث تدق الطبول وترقص الحشود ويهتز ويتمايل نعش المتوفي..!! شاهدنا ذلك فى الجنازة الراًقصة المدهشة للشحرورة صباح وعدنا لنتابع جنازة المطرب الذى
توفى مؤخرا جورج الراسى الذى وافته المنية فى حادث مروري..!! والشعب اللبنانى الشقيق يمثل حالة متميزة من الرقى والوجود الحضارى تجعله دائًما نموذًجا للتميز والإبداع حتى فى الموت!!شعب كل فرد فيه دولة مستقلة!!
>>>
وقال لي.. ما الذى تغير فينا.. وما الذى جرى لنا..؟ أين أيامنا الحلوة.. فين اللمة والصحاب والجيران والأهل.. زمان كنا نفترش الأرض على «الطبلية» ونأكل من طبق واحد وضحكتنا يسمعها الجيران.. والآن نأكل على «السفرة» أشكال وألوان من الطعام.. لكن الكراسى فاضية نتمنى أن يملؤها أهل المكان.. وزمان كانت سهرتنا بجوار الأب يحكى حكاية وحواديت مع « كوباية شاي».. ودلوقتى كل واحد فى غرفته مع النت والتيك توك وإنستجرام وحوار الطرشان..!!
زمان لما الواحد فينا يمرض بشوية برد.. يكون عنده الأهل والأقارب والجيران.. دلوفتى الأخ ما بيقدرش يقول لأخوه الحقني.. أنا تعبان..! وزمان.. كان وكان وكان..!!وسكت ولم أرد..أصل أنا أيضا من زمان.. وأيام زمان.. واحنا الماضى اللى كان ..!
 
> > >
 
وأخيرا : اتركهم يتهامسون من خلفك وكن على يقين أنهم لا يملكون الشجاعة للوقوف أمامك
 
>>>
واللهم راحة البال بعيًدا عن القيل والقال
 
> > >
وتؤلمنى الأشياء التى أصمت عنها 
بدافع المحبة
 
Sayedelbably@hotmail.co.uk
 

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.