21 سبتمبر، 2024 - 2:03 م

رشدى.. والآيات الشيطانية.. وياعبدالله..أخونا طلع صحفى..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                 بقلم : السيد البابلى

فى عام 1988 وفى الوقت الذى كانت فيه دول أوروبا تتحدث عن المد والانتشار الإسلامىالواسع فى القارة الأوروبية فإن كاتباً بريطانياً من أصول هندية واسمه سلمان رشدى خرج على العالم برواية مثيرة خيالية اسمها «الآيات الشيطانية» وفيها إساءات متعددة للقرآن الكريم  وللرسول عليه الصلاة والسلام وللمسلمين عامة. وكان ممكناً أن تمر الرواية مرور الكرام بدون إثارة أو اهتمام مثلها مثل عشرات الكتب التى صدرت عن مستشرقين وكتاب طيلة عدة عقود تتضمن تشويهاً للإسلام ولرسول البشرية جمعاء.. ولكن روايةا لآيات الشيطانية كان لها أهداف أخرى فى إظهار الجانب السلبى عن المسلمين فى القرن العشرين ومحاولة الإيحاء بأنهم ضد حركة الفكر والإبداع وحرية التعبير وأنهم يمثلونالخطر الأكبر على أوروبا وثقافتها وحضارتها. واستناداً إلى أن هناك من المسلمين من يتحرك بالعواطف قبل العقول فإن الإعلام البريطانى هو الذى أبرز ما فى الرواية المجهولة وهو الذى دفع جموع المسلمين فى أوروبـا وبعض الدول الآسيوية إلى التظاهر والمطالبة بمصادرة الكتاب ووصل الأمر إلى صدور فتوى من الإمام الخمينى تدعو إلى إعدام  سلمان رشدى ومكافأة ضخمة أيضاً لمن ينفذ ذلك. ً وسارعت بريطانيا إلى حماية سلمان رشدى ووفرت له منزلا آمناً للإقامة بعيداً عن الأنظار وتحت رقابة ومتابعة عناصر الأمن الانجليزى بعد أن أدى مهمته بنجاح وأشعل الفتنة المطلوبة فى صراع الحضارات والأديان والثقافات. وظل رشدى مختبئاً من عام 1988، مكتفياً بالكتابة من مقر إقامته السرى حاصداً للجوائزالتى تمنح وفقاً لمنظومة من المصالح والاعتبارات غير المعلنة، وانتقل أيضاً إلى الإقامة فىالولايات المتحدة الأمريكية قبل بضعة أعوام معتقداً فى زوال الخطر ومتطلعاً إلىالاستمتاع بالثروة والشهرة. وقبل يومين فإن سلمان رشدى كان يتأهب لإلقاء محاضرة فىنيويورك عندما أتاه المجهول الذى كان يبحث عنه منذ سنوات لينهال عليه طعناً بآلة حادة ليواجه شبح الموت ولكى يقضى بقية حياته فى معاناة صحية من جراء هذا الاعتداء.

>>>

ومحاولة قتل سلمان رشدى فيها من الإساءة للإسلام والمسلمين ما قد يتجاوز الكتاب التافه عن الآيات الشيطانية.. فالكتاب الذى كان من الممكن تجاهله والذى لا تأثير ولا قيمة له لن ينتقص من الإسلام شيئاً ولن يقلل من القيمة العظيمة للنبى محمد ومكانته التاريخية والدينية، ولكن حادث الاعتداء ومحاولة القتل هو ما كانوا يبحثون عنه لربطالعنف بالإسلام وللإيحاء بالتطرف الدينى لدى بعض المسلمين وتفضيلهم الحل عن طريق القتل والدم. إن سلمان رشدى تم استغلاله فى عام 1988 لتحذير أوروبا من المد الإسلامى وسوف يتم استغلاله من جديد لإذكاء روح العداء للمسلمين التى كلما هدأت نيرانها يشعلونها من جديد.. ولديهم قائمة طويلة من بدائل سلمان رشدى فى معركة خاسرة ومسيئة لكل الأطراف لأن الأصل فى الإسلام هو التسامح والرحمة وتعايش الأديان وأحداًلا يقبل بالعنف أو التحريض عليه.. ومن صالح الجميع تعزيز هذه القيم والمعاني.

>>>

وتذكرنى واقعة سلمان رشـدى بما حدث لى قبل عدة سنوات فى العاصمة البريطانية لندنمن تجربة مثيرة مع بعض الذين ينتسبون للإسلام اسماً والذين يبتعدون عنه فهماً ومعنى وجوهراً. فقد ذهبت إلى صلاة العشاء فى أحد مساجدشرق لندن وحيث المسجد بأكمله تحت سيطرة عدد من مسلمى دولة آسيوية يديرونه وفقاً لمفاهيمهم الخاصة عن الدين وشعائره.. وسألنى من يجلس بجوارى بعد الصلاة.. الأخ منين!! من مصر.. وهل تعمل هنا.. والإجابة بنعم.. ويا أخى الكريم.. ما رأيك فى أن تشارك معنا بقضاء ليلة فى المسجد.. ليلة فى سبيل الله! وقلت.. ليلة فى سبيل الله.. وماذا نفعلفيها ومن أنتم.. وعلى أية حال سوف تكون تجربة جيدة جديرة بالتسجيل وسوف أحضرمعى مصوراً لتسجيل هذه الليلة بالصور ونشرها فى صحيفتي.. ونظر نحوى صاحبنا وقد انقلبت ملامح وجهه فلم يعد يظهر منها شئ سوى شاربه الضخم ولحيته الكثيفةالتى غطت كل وجهه وربما وصًلت إلى صدره أيضاً.. ولم أعد أسمع إلا صوته المرتفع وهوينادى صديقه قائلا «يا عبدالله.. أخونا طلع صحفي..!» ده.. طلع صحفي.. سرت همهمة فى المكان وأصوات اختلطت فيها اللهجات واللغات.. ونظرات غاضبة هنا وهناك.. وأجواءتوحى بأن الخطر قادم وأن أفضل ما يمكن فعله فى هذه اللحظات هو الانسحاب المفاجئالمنظم.. ويا روح ما بعدك روح.. ونظرة فابتسامة.. وبخدعة استراتيجية هائلة كنت فى سباق مع نفسى للهرب وكأننى أسرع عداء فى سباق الموت وحيث خرجت من المسجد دون أن أبحث عن حذائى ودون أن أهتم بأن أسير حافياً أو حتى عارياً والمهم النجاة والحذاء يمكن تعويضه بألف حذاء.. وكانت ليلة غير كل الليالي.. لم تكن أحلى ليلة كما تغنى شادية ولم تكن ليلة العمر..دى كانت ليلة بألف كابوس وكابوس..!!  وأنا أكتب عن هذهالقصة لأقول إن دول أوروبا ربما لا تعرف الكثير عن الإسلام الحقيقى لأن هناك أفكاراً متشددة وطقوساً غريبة يمارسها البعض باسم الإسلام ودعوات سياسية اخترقت المفاهيم الدينية وخلطت ما بين الدين والدنيا لتحقيق مصالح معينة على حساب الدين وقوته وتأثيره. إن سلمان رشدى ومتطرفى مسجد شرق لندن هما وجهان لعملة واحدة بنفسالأهداف.. استغلال الدين فى معارك وأهداف سياسية فى لعبة النفوذ والصراع للحكومة الخفية التى تدير العالم والتى تجيد استغلال وتوظيف الدين فى لعبة الأمم..!! وكلهمأدوات ومناديل كلينيكس، ومناديل الكلينيكس درجات وأنواع..!

>>>

وأخيراً: >> بدأت أستوعب جيداً مقولة قد يكون البعد أجمل.

>>>

وللذكريات تجاعيد تماماً كالسنين لكنها تسكن الأرواح لا الوجوه.

>>>

وشكراً لمن هم دوماً بجانبنا بدون سبب وبدون شروط وبدون مصالح.

>>>

>> وإن استعنت فاستعن بالله

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.