21 سبتمبر، 2024 - 2:56 م

قولوا ماشئتم..أنتم لاتعرفون معنى أن تكون مصرياً

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

              بقلم : السيد البابلي

وأسمع وأقرأ وأشاهد أخباراً وفيديوهات وتعليقات وتحليلات وخبراء اقتصاد وخبراءسياسة.. وخبراء «بدنجان» يتحدثون عن المستقبل ويحاولون رسم سيناريوهات قاتمة وبالغة السواد.. ويحاولون وهذا هو الأهم والأخطر اقناعنا بحديث ملتو خبيث بأنه لا قبللنا بمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وأن طريقنا محفوف بالمخاطر. وهم لا يعرفونمصر.. ولا يدركون معنى أن تكون مصرياً.. فمصر حالة منفردة من الخصوصية.. ومصر لايمكن مقارنتها بظروف بدايات ونهايات دول أخري.. فهنا فى مصر نعرف معنى التحدى والإرادة والصبر.. هنا فى مصر دخلنا فى معركة مع أنفسنا سنوات وسنوات رفعنا فيها شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة حتى استعدنا الأرض والكرامة فى معركة التحريرفى حرب أكتوبر المجيدة.. وهنا على هذه الأرض قررنا فى أصعب الظروف أن ندخل معركةمع قوى الشر والاستعمار لبناء السد العالى وواجهنا الاستعمار والأمريكان.. وهنا على هذه الأرض العظيمة أرسلنا للعالم برسالة واضحة المعالم أننا نحن الشعب نرفض المساس بالسلام الاجتماعى وبالأمن والاستقرار والوحدة الوطنية على أراضينا وحافظنا على سلامة كل جزء فى مصر فى أعقاب الفوضى التى صدروها لنا باسم ثورات الربيع. واليومحين نمر بالأزمة الاقتصادية وتبعاتها، وحين تضطر الحكومة اضطراراً لرفع أسعارالخدمات والوقود فإننا ندرك عن يقين وثقة أنه القرار الصعب ولكنه القرار الضرورى منأجل البقاء.. ومن أجل أن نكون قادرين على الوفاء بالتزاماتنا الداخلية والخارجية وأنهالقرار الذى يحافظ على وجود هذه الخدمات واستمراريتها.. وأنه القرار الذى علينا تحمله فى الأوقات الصعبة التى لا تحتمل تأخر إصدار القرارات.

>>>

وحين نتحدث عن مصر العظيمة.. مصر المواقف والمبادئ والسياسات الواضحة.. مصرالتى يغضبهم استقلاليتها وشموخها فى قرارها الوطنى فإننا نؤكد أن لدينا ثوابت وطنية غير قابلة للنقاش، فنحن دولة تصون وتحمى ولا تبدد وتهدد.. نحن دولة لا تتدخل فى شئون الآخرين، ولا  تدخل فى تحالفات ومحاور فى مواجهة أحد، ولا نحرض على أحد.. نحن نبحث عن الأمن والاستقرار لكافة دول المنطقة على أساس من الاحترام المتبادل وعلاقات الود والمصلحة المشتركة. ومصر العظيمة فى ذلك لم تتاجر أو تزايد أو تناور بأى قضية لأنها تدرك وتتفهم أن الحوار والثقة هما المدخل لحل كل الأزمات وأن تدخلات الغرباء سوف تزيد هذه الأزمات تعقيدا، وأن هناك قوى أجنبية وإقليمية تريد أن تفتح الباب لتدخلات ووجود وسيطرة وهيمنة. ومصر فى سياساتها المستقلة النابعة من قرارها الوطنى هى جزء من المنظومة العربية القوية التى يجب أن تعود لسابق عهودها فى أن يكون القرار العربى عربياً وداخل الأسرة العربية وبالتوافق العربى رسمياً وشعبياً.

>>>

وأكتب متحدثاً عن المواطن المصرى العاشق للحياة.. الذى خرج يحتفل بالعيد وإجازته الطويلة على طريقته الخاصة.. مستمتعاً بكل لحظة وكل يوم على قدر إمكانياته وتطلعاته ورغباته فى بلد فيه الأمل يتجدد كل صباح وفيه القناعة سر الحياة. ولكن الصورة الحلوة يشوبها بعض التوتر.. والصورة الحلوة تعكرها بعض السلوكيات الاستفزازية التى تأتى مثيرة لمشاعر الأغلبية، والسلوكيات الاستفزازية تأتى من قلة القلة من الذين يدفعون آلاف الجنيهات من أجل أغنية ومن أجل الرقص بالملابس البيضاء على رمال الصحراء.. ومن أجل استعراض للأجساد التى لا تعرف معنى المعاناة، وقلة القلة لا يدركون أبعاد وانعكاسات سلوكياتهم وتصرفاتهم وحياتهم المترفة فى أوقات معاناة الأغلبية الصعبة.. والصورة يجب أن تكون متوازنة.. فهذا وقت المسئولية الاجتماعية وهذا وقت الإحساس والتكاتف وليس مجالا للتظاهر والمبالغات وغياب الوعى والإدراك.

>>>

ومحمد منير.. وقف يغنى أمام جمهوره العاشق فى حفل بالإسكندرية.. وقف ليؤكد أنه مازال موجوداً على الساحة وأن القمة لم تهتز.. وأنه مازال فى الصورة.. وفى قلب الصورة.. ولكن منير وهو يغنى جالساً أجهش بالبكاء عندما غنى للبحر وأنا بعشق البحر..! ومنيرلم يكن يبكى متأثراً بكلمات الأغنية.. منير كان يبكى الأيام والزمن والعمر والصحة والذكريات .. منير كان يبكى معنا على أيام العمر المعدودة التى تتساقط كأوراق الشجر فىمواجهة بحر سيظل باقياً بجماله، بأمواجه، بسحره، وبغموضه.. ونحن مع منير نعشق أيضاً البحر.. ونسمات البحر.. وشباب البحر وذكرياته أيام كانت أقدامنا تحملنا للسيرعلى شاطئ البحر

>>>

وفى الزمن الذى لا ننتمى إليه فإن مراهقة من حى البساتين قامت ببث مباشر لوقائع محاولتها التخلص من نفسها قبل أن  تتدخل والدتها وتنقذها فى الوقت المناسب.. والفتاة عللت ذلك بمرورها بضائقة نفسية لفشلها فى زيادة عدد متابعيها على صفحتهاالشخصية وعجزها عن الحصول على عائدات مالية بسبب قلة عدد المتابعين..!

ويا حلوة ما تزعليش.

>>>

ولا حديث فى السوشيال ميديا إلا عن حارس مرمى الاتحاد السكندرى الذى دخل مرماه خمسة أهداف فهتف الجمهور ضده ولعنوه بالأب والأم، فخرج من الملعب أثناء المباراة باكياً وأعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً..! ورغم تعاطفنا مع هذا اللاعب وإدانتنا للسلوك المقزز للجمهور فى عتاب اللاعبين فإن قرار الاعتزال هو القرار المناسب لأن هذا اللاعب لا يتحمل الضغوط ولا الشتائم ولا الهتافات.. اللاعب المحترف لا يسمع ولا يرى إلا ما يدور فى الملعب فقط.. وإن كان عاجزاً عن ذلك فالابتعاد أفضل له وللجمهور أيضاً.. والحكاية ليست تعاطفاً وإنما احتراف..!

>>>

وأخيراً: ً

سقوط الإنسان ليس فشلا الفشل أن يبقى حيث سقط.

>>>

والحياة سريعة وسيفوتك الكثير إن انحنيت فى كل مرة لتجمع ما يتساقط منك.

>>>

وحياتك كما صنعتها أنت

فتوقف عن لوم الآخرين عليها.

>>>

والفرحة لحظة

والرضا حياة

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.