21 سبتمبر، 2024 - 5:21 م

«الاثنين الحزين».. فتح كل الجراح.. وكشف المسكوت عنه..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                    بقلم : السيد البابلى

لم يكن حادث الطالبة الجامعية «نيرة» التى ذبحت فى الشارع أمام المارة غريباً أومفاجئاً.. فمن يعرف الشارع جيداً يدرك أن للشارع قوانين أخرى مختلفة وأن هناك غياباًللوعى والتربية والدين يسود أوساطاً عديدة من الشباب.. وأن شباب الأقاليم بصفة خاصةقد فقدوا الكثير من معالم الطريق فى محاولة لتقليد ومتابعة ما يرونه ويسمعون عنه منانفتاح وتحرر. وما حدث أمام جامعة المنصورة كان مشهداً تكرر فى عدة حوادث لا يمكن أنتقع وتتم فى ظروف وأجواء عادية وتلقى بأصابع الاتهام على غياب العقل بفعل تأثيرالمخدرات والوقوع تحت سيطرة الغرائز والتطلعات. وقد تخرج الكثير من الروايات عنالحادث البشع الذى راحت ضحيته الطالبة «نيرة» وقد يكون هناك أيضاً من يلتمسويبحث عن أعذار ومبررات للقاتل، ولكنها تدخل فى إطار العقليات المريضة التى أصبحتتبرر الخطأ وتدين الضحايا، فالقاتل الشاب خرج من منزله يحمل سكيناً وكأن حملالأسلحة البيضاء للشباب هذه الأيام قد أصبح مباحاً ومظهراً من مظاهر الرجولة.. وحملالسلاح الأبيض كان تأكيداً على أنه يعتزم القتل وأنه يخطط لذلك وأنه جاهز لتنفيذجريمته على مرأى من الجميع لتنال الجزاء الذى كان يعتقد أنها تستحقه..!

>>>

وحكاية هذا القاتل هى واحدة من قصص عادية مشابهة تدور فصولها فى مجتمع أصبحواقعاً لسيطرة أفكار جديدة من الفوضى والغرق فى البحث عن الملذات

والشهوات. ولعنة الله على من أطلق العفريت من القمقم.. والعفريت بدأ بوجود «الموبايل» فى أيدى الصغار واكتملت شبكة العفاريت بعفريت أكثر دماراً تمثل فى «الإنترنت» والفيسبوك حيث يقضى الشباب الساعات الطوال فى غرف مغلقة وغير مغلقة مع عالمآخر من الخيال.. عالم لا دين فيه ولا أخلاق ولا تقاليد.. عالم افتراضى مدمر يسلب العقل والضمير.. عالم يبحثون فيه عن كل المتع والنزوات ويحاولون تحقيقها على أرض الواقعبعلاقات عاطفية أو جنسية تخلو من النضج ومن المسئولية ومن الإشراف العاطفي.. ولذلك لم يكن غريباً أيضاً أن تكثر حالات الطلاق وأن تتعدد أوجه الخيانة وأن يزدادالسقوط فى براثن الإدمان والمخدرات لتنتشر وتنمو كل أنواع الجرائم التى تتم فى غيبةالعقل ووفقاً لهوى الشيطان الذى لا يتوقف عن الرقص فوق أجساد الضحايا..! ومع العًالمالافتراضى داخل دهاليز «الإنترنت» أتى تجار من نوع آخر يزيدون الفتنة اشتعالا.. أتىتجار الفن يقدمون البلطجية على أنهم أبطال واللصوص على أنهم ملائكة وبائعاتالهوى على أنهن مكافحات وشريفات وعفيفات أيضاً..!

>>>

ولا تلوموا محمد رمضان وحده.. ولا تلوموا أفلام السبكى وحدها، اللوم يقع على منسمحوا وأجازوا هذه النوعيات من الأعمال الفنية التى تزامنت مع هجوم المخدرات والتىخلطت كل المفاهيم وأضاعت أخلاق أولاد البلد وربطت الرجولة بالصدور العاريةوالسلاسل الحديدية حول الرقبة والسيف الجاهز لتأديب الخصوم.. والرقص بشهوانية مع الغناء بسعادة عند الخروج على القانون والأخلاق. ولا تلوموا محمدرمضان وحده، فهو نتاج لغياب الوعي.. ونتاج لغياب رسالة الفن.. ونتاج لثقافة العرىالتى تجلت وظهرت واتضحت فى المهرجانات والمناسبات الفنية التى قدمت نموذجاً تقولللناس إن هذا هو الطريق للنجاح والطريق للنجومية وأن الأجساد العارية هى التىتحقق المعجزات..! ولم يجد الشباب أن هناك جانباً آخر للنجاح يتمثل فى العلم والإبداع.. ولم يكن أمامهم إلا نجوم لكرة القدم.. ونجوم فى الفن.. ونجوم فى الفيسبوك على استعدادلدهس الفضيلة والشرف مقابل حفنة دولارات بزيادة المشاهدات والمتابعين. ولأن التخطيطلمواجهة هذه التحولات الجديدة فى الفكر والمفاهيم كان غائباً، ولأن تياراً من فاقدى الإدراكقد أصبح مسيطراً على الإنتاج والفن والثقافة والرياضة أيضاً فإن الأمور اختلطت علىالشباب فوقفت الفتيات فى إحدى جامعات الأقاليم ينظمن ممراً شرفياً لزميلتهن وصديقهاالذى كان يحتضنها أمام الجميع.. واعتاد الطلاب الوقوف فى المدرجات للغناء والرقصعلى أنغام أغانى المهرجانات بحماس وانبهار.. وزادت نسب الزواج العرفى والسرى بينالشباب وبات واضحاً أن الأسرة قد أصبحت خارج المنظومة وأنها فقدت الزمام وأن التربيةلم تعد للأسرة وإنما لكل المؤثرات الخارجية من أصدقاء ومجتمع وتكنولوجيا اتصالات.

>>>

وأصبحنا بعيدين عن واقع الشباب.. فالجامعات و»السيستم» الجامعى لم يهتمبالتجاوب والتلاحم مع الطلاب والرعاية التربوية والمجتمعية أصبحت غائبة والخلافات داخل الجامعات على الترقيات والمناصب جعلت هيئات التدريس فى جانب والطلاب فىجانب آخر وبيدهم أيضاً الكلمة فى ترقية أستاذ أو الإطاحة بآخر أو حتى بعميد الكلية نفسه. والنتيجة أن ثقافة «روبي» هى السائدة.. ثقافة الرقص قبلالحوار.. ثقافة جذب الأنظار على حساب المضمون.. ثقافة من يدعون إلى التجربة قبلالزواج.. وإلى حرية الجنس.. وحرية اختيار نوع الجنس.. وحرية الإلحاد أيضاً.. وحرية أنيخرج أحدهم من بيته حامًلا سكيناً ليقتل من اعتقد أنها قد صارت ملكاً خالصاً له وأنأحداً غيره لن يقرب منها..!! والاثنين الحزين قال أشياء كثيرة، وكلها تكون جرساً للإنذاروإصلاح ما قد انكسر.

>>>

ومادامت الأمور فيها سكاكين ودماء فإن سيارة الرجل كبير السن احتكت بالميكروباصبالقرب من موقف العاشر بالسلام، وهبط قائد الميكروباص يغلى ويثور ويهدد ويتوعد،واقترب من سيارة الرجل كبير السن.. انزل.. تعالى شوف عربيتى حصل لها إيه.. أنا شغالعليها.. وانت غلطان.. أيوه غلطان وبلاش كلام كتير.. ادفع تمن وش الميكروباص من جديد.. وادفع بدل ما أكسرلك عربيتك.. والرجل بلا نقاش ولا تردد دفع له ما يريد.. وانصرف قبل أنيحدث ما لا تحمد عقباه.. وادفع بالتى هى أحسن أفضل من أن تصبح مجرد ذكري..!

>>>

وأخيراً: >> قد ترى صديقك يطعنك وترى عدوك ينقذك وقد ترى أغنياء يرتشون وفقراء يتصدقون لا تتعجب إنها الحياة

>>>

>> وتأمل حياتك.. ستجد دائماً سبباً للسعادة فقط اقتنع بما رزقت به.

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.