21 سبتمبر، 2024 - 3:44 م

تجار الكلام..وحلول خيالية..وتجارب سابقة

1 min read

 

                  بقلم : السيد البابلى

استمعت واستمع غيرى خلال الأيام الأخيرة إلى أحاديث من سياسيين وإعلاميينيتحدثون عن الحوار الوطنى القادم ويقدمون رؤيتهم للمساعدة فى حل ومواجهةتحديات الدولة المصرية. وبداية فإننا مع تعدد الآراء ومع حق النقد والاختلاف ومع السماحلكل الاتجاهات الوطنية أن تقدم رؤيتها وتصوراتها فى رسم خارطة المستقبل. لكن.. ودائماًفإن لكن هى الأهم.. ولكن الخوف كل الخوف أن ندخل فى دائرة جديدة من التنظيروالنظريات والأفكار الفلسفية والأحلام التى لا تستند إلى الواقع وظروفه والتى لايمكنتطبيقها أو الأخذ بها. تعالوا نعود للتاريخ الذى نتعلم منه العظات والعبر.. تعالوا نتحدثبكل المكاشفة والمصارحة دون التقيد بإنتماءات فكرية وسياسية.. تعالوا نتعلم من تجاربناالسابقة التى لم يكتب لها النجاح والتى اعتمدت فى جوهرها على سياسة ترحيل وتأجيلمواجهة الأزمات.. والتى اهتمت فقط بدغدغة المشاعر لدى المواطن دون إيجاد الحلولالحقيقيةلمشكلاته. نبدأ من ثورة يوليو 1952، والأمال الكبرى العظيمة التى أطلقها داخلناالزعيم التاريخى جمال عبدالناصر عندما أراد أن يجعل من مصر دولة صناعية علىحساب الدولة الزراعية التقليدية وعندما اختار الاشتراكية فكراً ومنهجاً واعتمد علىالقطاع العام لتنفيذ سياساته وأحلامه. ونجح عبدالناصر فى خلق الشعور بالعزةوالكرامة والزهو الوطنى وحقق نوعاً من العدالة الاجتماعية والتقارب بين الطبقات.. ولكنمشروع عبدالناصر العظيم فشل على أرض الواقع عندما أصبح هناك نوع من الإتكاليةوالاعتماد على الدولة فى كل المجالات وعندما أصبحت دولة الموظفين هى الدولة العميقةالتى تقتل الطموح والإبداع وتشكل حاجزاً هائلا ما بين النظرية والتطبيق.. وأصبحنا بلاسياسة واتجاهات واضحة فلا كنا دولة زراعية ولا كنا دولة صناعية.

>>>

وأتى محمد أنور السادات رئيساً لمصر.. رجل ظل غامضاً إلى أن ضرب ضربته الكبرى فىحرب أكتوبر 1973 وأثبت أنه داهية بدرجة رئيس وأنه كان ينتظر الوقت المناسب ليخرج ويفاجئ العالم بمخزون خبراته وتجاربه.ولكن السادات العظيم بطلا الحرب والسلام دفع مصر فى اتجاه آخر بالتخلى عن الاشتراكية والاندفاع غير المدروسنحو الرأسمالية بسياسات الانفتاح التى خلقت القطط السمان والتى كانت وراء ظهور الطبقات الطفيلية على حساب الأغلبية الساحقة. مات أنور السادات قبل أن يحقق حلمهفى التخلص من إرث عبدالناصر وبناء دولة رأسمالية قلباً وقالباً. عندما تولى نائبه محمدحسنى مبارك الحكم فإن مبارك ظل فى بدايات حكمه يتحدث بصوت عبدالناصر ولكنه كانينفذ حرفياً سياسات أنور السادات واحتار الناس فى أمره طوال ثلاثين عاماً فى انتظار أن يعبر عن رؤيته المستقلة ووجهه الحقيقي.. واكتفى مبارك بتخدير الرأى العام وابتعد عنمعالجة القضايا المزمنة واهتم بأن يكون الجميع لهم نصيب فى منظومة الفساد التىاستشرت والتى كانت أسلوب حياة. ً وأطلت علينا أحداث يناير 2011 لتقضى فجأة وبدونمقدمات على نظام لم يكن سهلا توقع سقوطه ولتدخلنا فى دوامة من التوقعات نجحتمعها جماعة الإخوان فى أن تقدم نفسها على أنها البديل المنتظر لتطبيق نظرية وشعار«الإسلام هوالحل». وأمام اكتشاف حقيقة الإخوان وعدم وجود برنامج واضح يقدمونهويطبقونه فإن الشعب الذى قام بتصحيح المسار فى 30 يونيه 2013 قرر اسناد المهمة لمنيملكون التنظيم والرؤية والحلول الواقعية ،وفوض الرئيس عبدالفتاح السيسى لقيادةالمرحلة بآمال وطموحات كانت تنحصر فى استعادة هيبة الدولة وفى استقرار الأوضاع لعودة الأمن والطمأنينة. كان ممكنا أن يستمر الرئيس الجديد فى نفس الخطواتوالسياسات السابقة فى تأجيل المشاكل المزمنة وتوجيه الموارد إلى الأمور الاستهلاكية والبحث عن التصفيق والإعجاب والشعبية. لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى فاجأ الجميعبأن لديه مشروعاً وطنياً أكثر أهمية وهو المشروع القومى لبناء جمهورية جديدة بفكرمختلف.. جمهورية إعادة بناء البنية التحتية..جمهورية بلا عشوائيات ..جمهورية بشبكةطرق متطورة،جمهورية بعاصمة حديثة متطورة.. وجمهورية بالعديد من المشروعاتالقومية العملاقة التى تستوعب طاقات الشباب والتى تنقل مصر نحو المستقبل فىغضون سنوات قليلة، وهى جمهورية الواقع والممارسة.. جمهورية الظروف والامكانياتالمتاحة.. جمهورية إعادة اكتشاف مصر من الداخل لمواجهة مشكلاتها المزمنة والقضاءعليها فى أسرع وقت ممكن، جمهورية الإنسان الذى هو أساس التنمية. اليوم.. نحن لسنافى حاجة إلى التنظير والكلام.. فالكل يبرع فى الكلام وخلط المفاهيم وانتزاع الإعجاب.. نحن فى حاجة إلى حوار الوعي.. حوار من أجل الحقيقة.. حوار من أجل مساندة المشروعالقومى الكبير لبناء الجمهورية الجديدة.. حوار من أجل استكمال ملامح المشروعالوطني.. فقد تكون هناك بعض جوانب القصور.. بعض الأمور التى يجب أن تستكمل،فالدولة تجاوزت المراحل الصعبة فى إعادة البناء والحديث الآن سيكون عن القادم وكيفينبغى أن يكون.. والدولة القوية هى دولة كل المصريين.

>>>

نتحدث فى عدد من حواراتنا المحلية والشاعر المغمور الذى تجرأ فى ندوة لاتحاد الكتاب وانتقد سيدة الغناء العربى أم كلثوم ووصفها بالأنانية والتلاعب بعاشقها الولهان الشاعرأحمد رامي..! وأفضل رد على هذا الشاعر الذى خرج بعد ذلك يطلب الصفح ويقدم الاعتذارهو ما قاله هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية «ده كلام عبيط».. عنده حق..!

>>>

وأعود لمباراة نهائى إفريقيا.. والمشهد الذى ظهر فيه عضو مجلس إدارة الأهلى خالدمرتجى وهو يمسك بالهاتف متحدثاً مع سفير مصر بالمغرب أمام الجميع ليشكو له تعنتالأمن المغربى مع جمهور الأهلي. الحديث مع سفير مصر له أصول وقواعد ولا ينبغىإقحام السفير فى أمور من هذا النوع بهذا الشكل المحرج وغير المقبول.. و»العنجهية» و»الغرور» لا يصلحان فى هذه المواقف أبداً..!

>>>

وأخيراً: لم يعد العمر يتسع لمزيد من الأشخاص الخطأ.

>>>

وفى الروح شق هائل وليس بيدى خيط ولا إبرة.

>>>

وتبقى الحمدلله..الكلمةالوحيدة

المعبرة عن الحال

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.