7 أكتوبر، 2024 - 8:33 م

التكامل العربى .. ليس مستحيلاً

                             بقلم …. فهمي عنبة

هل يمكن تحقيق التكامل الاقتصادى بين الدول العربية ذلك الحلم الذى يراود الشعوب والقادة العرب منذ أكثر من ٧٠ عاماً وبالتحديد مع إنشاء الجامعة العربية فى ٢٢ مارس ١٩٤٥ ؟! .

كان السؤال محور مناقشات المنتدى الذى نظمه البرلمان العربى لمـدة ٣ أيــام بالقاهرة تحت رعـايـة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء واختتم أمس بالتوصل إلـى مـا يمكن اعتباره رؤيــة شاملة لتعزيز التكامل الاقتصادى وزيادة التجارة البينية بين الدول العربية والتى لا تمثل سوى ١٣٪ فقط من إجمالى حجم تجارة العرب مع العالم .

جـاء المنتدى كما قـال عـادل العسومى رئيس البرلمان العربى لحشد الجهود فى ظل ما يواجهه العالم من أوضاع اقتصادية استثنائية صعبة تدق ناقوس الخطر.. ولن يكون أحد بعيداً أو بمنأى عنها.. ولن تتمكن دولنا العربية من مواجهتها إلا من خلال التكامل خاصة فى عصر التكتلات الاقتصادية الإقليمية التى تسعى إلى تأمين ظروف معيشية أفضل لشعوبها.

بدأ الحديث عن إقامة سوق عربية مشتركة تقريباً فى نفس توقيت إقامة السوق الأوروبية وربما من قبلها.. وبينما تحولت السوق الأوروبـيـة إلى حقيقة مازالت المؤتمرات والمنتديات تعقد لتحقيق التكامل الاقتصادى العربى وإقامة السوق المشتركة والـوصـول إلـى اتحاد جمركى وعملة موحدة .. وللأسف لم يتم اتخاذ إجراءات جدية أو حتى خطوات تدريجية للبدء فى طريق الوصول إليها !! .

لم يعد الحديث عن التكامل والسوق المشتركة ترفاً أو مجرد أحـلام وأمنيات للشعوب .. ولكنه أصبح مسألة وجـود وضــرورة ملحة لمواجهة الأزمــات المتتالية التى تضرب الاقتصاد الدولى فما كاد العالم يخرج من توابع زلــزال جائحة كورونا إلا وجــاءت الحرب الأوكرانية لتزيد من حـدة المشكلة وتقضى على سلاسل إمـداد الطاقة والـغـذاء .. وأضحى العالم على وشـك الدخول فى مجاعة .. والمصانع مهددة بالتوقف وحركة التجارة انكمشت لأدنى مستوياتها.. ولا سبيل للعرب إذا أرادوا النجاة إلا بالتكاتف والتكامل الاقتصادي !! .

لا أدرى لماذا تلجأ الدول العربية للاستيراد من الخارج بينما يمكنها زراعـة كل احتياجاتها الغذائية وإنتاج معظم السلع والمنتجات لو تم استغلال الإمكانيات والمزايا التنافسية التى تتمتع بها كل دولة من دول الجامعة الـ ٢٢.. وأن يكون التعاون وتحقيق الاكتفاء الذاتى الجماعى هو شعارها بـدلاً من التنافس وإنتاج نفس المحاصيل أو السلع .. فمثلا السودان تملك الأراضى الخصبة التى تمكنها من أن تتحول إلـى سلة غـذاء الوطن العربى بالكامل .. وجيبوتى والصومال والـسـودان وموريتانيا لديها ثروة حيوانية تسد العجز فى اللحوم من المحيط إلى الخليج .. ولكن هذه الـدول تحتاج إلى الاستثمار أو التمويل .. فلماذا لا يستثمر العرب فى بلادهم بدلاً من تكديس أموالهم فى البنوك الغربية لتكون عرضة للضياع والمصادرة ؟! .

كذلك الحال فى مجال الصناعة فلدى مصر والمغرب والأردن والجزائر وسوريا والعراق قاعدة صناعية يمكنها إنتاج أغلب السلع والمنتجات بما فيها الصناعات الثقيلة كالحديد والصلب والـسـيـارات والأسمنت .. إضافة إلى البتروكيماويات فى السعودية ودول الخليج .. ومع ذلك يتركها العرب ويستوردون من دول أوروبا وأمريكا وآسيا !! .

.. أما التجارة العربية فإن الصادرات بين ٢٢ دولة عربية تبلغ قيمتها ١١٣ مليار دولار.. وتبلغ الـــواردات البينية حوالى ١١٤.٥ مليار دولار .. وهى أرقام هزيلة إذا قورنت بحجم التبادل بين العرب وباقى دول العالم ؟! .

لا تقوم الجامعة العربية بدورها فى التنسيق بين الدول العربية .. كما أن الثقة للأسف مفقودة فى أغلب الأحيان ما بين الأقطار العربية وبعضها مما يـؤدى إلى تأخر تحول العرب لقوة اقتصادية لها تأثيرها فى الاقتصاد العالمى إذا تكاملت وحدث التجانس بينها مثلما يحدث فى الاتحاد الأوروبـى أو بين مجموعة الأسيان أو مجموعة “النافتا” وهى اتفاقية التجارة الحرة لدول أمريكا الشمالية وغيرها من التكتلات الاقتصادية الكبرى فى العالم !! .

هل يمكن أن يكون منتدى التكامل الاقتصادى الذى نظمه البرلمان العربى بداية لوضع خارطة طريق حقيقية قابلة للتنفيذ وتـوافـق عليها كافة الـدول مع ضمان توفير الإمكانيات البشرية والمادية ووضع جدول زمنى للإجراءات للوصول فى النهاية إلى السوق المشتركة والاتحاد الجمركى وربما إلى عملة عربية موحدة ؟! .

بالتأكيد هــذه ليست أحــلامــاً.. وهــذا التكامل ليس مستحيلاً إذا خلصت النوايا.. ويمكن أن يقوم عادل العسومى برفع توصيات المنتدى إلى أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة ليضعها أمام القادة العرب فى اجتماع قمتهم المقرر عقدها بالجزائر خلال نوفمبر القادم ليتم مناقشتها ويبدأ تنفيذها .. فإذا كنا لم نستطع التكامل فى مجال السياسة وتوحيد المواقف العربية تجاه قضايا الأمة .. فليكن التكامل الاقتصادى بداية تحقيق الحلم العربى الكبير !!

*****
كلنا جنود الجيش الأخضر !!
تكريم حُماة البيئة

تعتز كل دولة بعلمائها ونشطائها فى مجال البيئة والحفاظ عليها والتصدى لظاهرة التغير المناخي .. وتقوم الجهات الدولية والمحلية فى البلدان المختلفة بتكريم هـؤلاء الذين يحملون على عاتقهم عبء الدفاع عن الحياة الطبيعية ومكافحة التلوث ولذلك يتم تكريمهم فى المؤتمرات والمناسبات الدولية .. تشجيعاً لغيرهم على الانضمام للجيش الأخضر.. وقد رأينا ذلك فى مؤتمر الأطـراف الأخير الذى عقد بجلاسكو البريطانية فى “كوب ٢٦” حيث تم تكريم عدد من الرواد البيئيين مثل ديفيد اتبنورو “٩٥ عاماً” قضى منها ٥٠ عاماً يكشف كمذيع ومعد لبرامج وثائقية عن التهديدات التى تواجه
العالم من التغير المناخى والبيئي !!

مصر لديها العديد من المدافعين عن البيئة ومن النشطاء فـى هـذا المـجـال ومـن الـــرواد فـى الإعـــلام البيئى ومن المسئولين الأوائل الذى تولوا مهاماً وطنية ودولية منذ إنشاء أول جهاز لشئون البيئة عام ١٩٨٢ ثم يُعاد تكوينه عام ١٩٩٤ بل ومن قبلها ومن بعد أن تحول الجهاز إلى وزارة عام ١٩٩٧.. ومن المهم تكريمهم وإلقاء الضوء على أدوارهم ودعوة من منهم على قيد الحياة إلى حضور مؤتمر “كوب ٢٧” الذى تنظمه مصر فى شرم الشيخ فى نوفمبر القادم .

لا يمكن لأى مصرى أن ينسى العالم الجليل الدكتور مصطفى كمال طلبة “رحمه الله” الذى كان له فضل كبير فى إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام ١٩٧٣ وكان المدير التنفيذى للبرنامج ثم أصبح رئيساً للمركز الدولى للبيئة ورئيساً للمنتدى العربى للبيئة والتنمية .. ويدين له العالم كواحد من الأوائل الذين نبهوا إلى خطورة تغير المناخ وتأثيره على حياة البشر على كوكب الأرض وذلك منذ أكثر من ٤٠ عاماً .

مطلوب أيضاً تكريم من تولوا رئاسة جهاز شئون البيئة قبل أن يتحول إلى وزارة ومن عاونوهم ومنهم اللواء السيد الشرقاوى الـذى كـان مستشاراً للجهاز فى بداياته وعقد العديد من الاتفاقيات المهمة مع الجانب اليابانى وبالمناسبة هو قائد معركة رأس العش التى أعــادت الثقة فى الجيش المصرى بعد هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧.. وكذلك يتم دعـوة وتكريم الرعيل الأول من الإعلاميين فى الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون الذين نشروا الوعى البيئى ومن بينهم فى “الجمهورية” الكاتب الصحفى عصام الشيخ “أطال الله فى عمره” والكاتبة سوزان زكى ” رحمها الله ” وكل الزملاء بالأهرام والأخبار وباقى وسائل الإعلام .

بالتأكيد سيتم تكريم الدكتورة نادية مكرم عبيد أول وزيــرة للبيئة ومـن تبعها من الـــوزراء وهـم بالترتيب الدكتور ممدوح ريـاض ثم المهندس ماجد جـورج ثم الدكتور مصطفى حسين كامل ثم الدكتور خالد فهمى فالدكتورة ليلى إسكندر ثم الدكتور خالد فهمى مرة ثانية حتى تسلمت منه الوزارة الدكتورة ياسمين فؤاد منذ ١٤ يونيو ٢٠١٨

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.