21 سبتمبر، 2024 - 5:18 م

القرارالجرىء..وسلع غيرضرورية..«والبامية» .. وجحا..!!

1 min read

                    بقلم : السيد البابلي

قرار جرىء ومثير أيضا صدر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والـواردات التابعةلوزارة التجارة والصناعة يقضى بحظر استيراد منتجات عدة شركات عالمية وإقليميةوالاعتماد فى ذلك على البديل المصرى الموجود. والقرار يتعلق بسلع مثل منتجات الألبانوالمنظفات والشاى وغيرها من المنتجات التى يمكن تعويضها من المنتجات المصريةالمحلية لمصانع مشابهة أو تحمل نفس الاسم والعلامة التجارية. والقرار بالغ الأهميةويمثل دفعة قوية للمنتج المحلى فى هذه الأوقـات ويعزز من قيمة ومكانة الصناعةوالانتاج المحلى الذى يجب أن ينتهز الفرصة والظروف العالمية لتحسين قدراته وكفاءتهوقدرته على المنافسة.. كما يمثل الفرصة التى كان خبراء الاقتصاد يتحدثون عنها بضرورةدعم وتعزيز قدرات المشروعات الانتاجية لتقليل الفجوة ما بين الصادرات والواردات. والأزمات هى التى تخلق الفرص للتحديات وإثبات الذات.. والأزمة الاقتصادية والماليةالعالمية هى أفضل الطرق لنخرج أفضل ما لدينا ولنعيد اكتشاف صناعاتنا وقدراتناالانتاجية والاقتصادية وحتى لو كان القرار المتعلق بوقف استيراد منتجات بعضالشركات العالمية مرتبطا بقواعد وإجراءات تنظيمية بحتة فإنه فى الوقت نفسه قد جاء فىالتوقيت المناسب ولصالح الصناعة الوطنية والمنتجات المحلية وعلى الجميع اغتنامالفرصة وتعويض غياب «بارسيل» «ريكسونا» وحليب المراعي..!!

>>>

وبعد أن رقص تجار الطماطم وغنوا وفرحوا و»اغتنموا» من ارتفاع سعر المجنونة لفترةغير قصيرة فإن الدور قد حان على منتجى وتجار «البامية» التى تضاعف سعرها فى بعض المناطق وشهدت اختفاء فى الأسواق أيضا..! ولا أحد يعرف سعر البامية.. ولا لماذااختفت أو لماذا ارتفعت اسعارها ولكنها مثال لحركة غريبة من التلاعب بأسعار السلعالغذائية بطريقة جنونية وفى أوقات معينة من العام.. وقد بدأت المناورات بالطماطمووصلت إلى البامية ولا يستبعد أن تمتد الى البطاطس..! وصحيح أن البامية غذاء مفيدللقلب كما يقول الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق.. لكن الاقدام على الشراءبهذه الأسعار فيه أكبر ضرر للقلب والعقل معا.. احنا دماغنا بقت بذنجان وبامية..!

>>>

والحكاية لن تتوقف عند البامية فقط ولكنها ستمتد إلى أسعار الحج هذا العام.. ويقولونان الحج الفاخر قد تصل أسعاره هذا العام إلى أكثر من نصف مليون جنيه، وهو الحجالذى دأب عليه اصحاب الحظوة والثروة والذين يحرصون على الحج الفاخر السريع ولا يهتمون كثيرا بالتكاليف بقدر اهتمامهم بالراحة و «التدليل». ومن حقالأغنياء والذين أعطاهم الله الكثير أن يـؤدوا الفريضة وأن يحجوا إلى بيت الله الحرام.. ولكن عليهم ايضا ادراك حق المجتمع والمسئولية المجتمعية عليهم.. فتكاليف حج الشخصالواحد قد تكون مفتاح السعادة لعدة أشخاص ـ بل لعدة عائلات ـ وقد تكون أكثر ثواباوفائدة دينية ودنيوية لهم فى هذه الأوقـات الصعبة التى تستدعى نوعا من التكافل والتراحم يترجم ويعكس كل معانى وتعاليم الدين.

>>>

وذهبت إلى المقابر لقراءة الفاتحة على الذين سبقونا فى الانتقال للدار الآخرة.. وتجولتبين القبور.. هذا قبر فلان .. وهذا قبر من كان فى الدنيا قيمة وقامة.. وهذا قبر آخر كانالهيبة والمهابة وهذه هى القبور مجرد أسماء ولافتات توضح من يرقد داخلها وكلها جدرانتحوى بقايا العظام وقد توارت فى التراب.. وهذه هى الدنيا التى فيها نتسابق ونتنافسفى صراع محموم وفى رحلة وإن طالت فهى قصيرة وفى القبور كل العظة وفى استرجاعتاريخ وذكريات من بداخلها كل المعانى والدروس فالنهاية هنا.. ولن يظل باقيا إلا الذكرىالطيبة وأعمالنا.. وولد صالح يدعو لنا ..ويارب.

>>>

وفى الدنيا التى نعيشها حيث اختلطت الأمور علينا فإن البعض أصبح لا يرى النور ولاالحق ولا الفضيلة أو الرحمة.. وصلة القرابة لم تعد قائمة أو موجودة والرجل فى محافظةالمنيا اختلف مع ابن عمه فقرر أن يحرق قلبه.. وقام بخطف ابنه (4 سنوات) وقتله وتخلصأيضا من جثته بقسوة وبقلب مريض وميت.. وبكل الحقد والغل الذى يصيب القلوب بالعمى والعقول بالشلل. واستر ياستار .. الدنيا جرى فيها إيه..

>>>

وتعالوا نذهب لجحا .. جحا حكيم العالم والذى لديه كل الحلول.. ومن أجمل ما قرأتموخرا حكاية لجحا وأزمات العالم.. فقد ذهب رجل يشكو مشكلته إلى جحا وقال له «ياجحا أنا أسكن مع زوجتى وأطفالى الستة وأمى وحماتى فى غرفة واحدة فماذا أفعل؟ قالله جحا اذهب واشترى حمارا وأسكنه تلك الغرفة وعد بعد يومين عاد الرجل ووجهه شاحبوقال له «الأمر أصبح لا يطاق» قال له جحا اذهب واشترى خروفا وضعه معك بالغرفة وعدبعد يومين عاد الرجل ووجهه شاحب وقال له الامر اصبح لا يطاق قال له جحا اذهبواشترى دجاجة وعد بعد يومين.. عاد الرجل وقد أوشك على الانتحار، قال له جحا اذهبوبع الحمار وأخبرني» عاد الرجل وقال له «لقد تحسن الأمر قليلا ثم قال له اذهب وبعالخروف وأخبرني.. عاد الرجل وقال لجحا الوضع تمام قال له جحا اذهب وبع الدجاجة وأخبرنى رجع الرجل وقا ل له أنا بأفضل حال أشكرك من القلب»!! والعبرة من الحكاية أن هكذا تدار الأزمات السياسية بالعالم، يخلقون لنامشاكل جديدة حتى نشكرهم على نعمة مشاكلنا وننسى أصل المشكلة ونبقى مدينين لهمبالعرفان والجميل.. وما فعلوه معنا فى جائحة كورونا ثم فى غزو الروس لأوكرانيا أكبرتأكيد على ما كان جحا يحاول أن يقوله لنا..!

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.