21 سبتمبر، 2024 - 5:30 م

«أم البطل».. والمسلسل الرمضانى.. و«القتل الرحيم»..!

1 min read

                          بقلم : السيد البابلى

استيقظت المطربة الراحلة الكبيرة شريفة فاضل أثناء حرب الاستنزاف التى سبقت حربأكتوبر المجيدة على خبر مفجع يقول إن ابنها الأكبر الملازم أول طيار سيد السيد بدير قداستشهد فى إحدى المعارك الجوية. وعاشت شريفة فاضل آلام ومرارة أن تفقد الأم فلذةكبدها.. وكانت قريبة من اعتزال الحياة والناس تماًما إلى أن جاءت حرب أكتوبر التى كانتملحمة وطنية أثارت كل الأحاسيس والمشاعر داخل قلوب كل المصريين الذين كانوا جميعاعلى استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل استعادة الشرف والكرامة والأرض المحتلة. وأيقظت الحرب شريفة فاضل من غفوتها واستدعت الشاعرة نبيلة قنديل لتطلب منهاكتابة أغنية لأمهات كل الأبطال الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، وخرجت علينا شريفة فاضلبعدها لتغنى «أنا أم البطل». واهتزت الدنيا وشريفة فاضل تغني: ابنى حبيبى يا نورعيني.. ً بيضربوا بيك المثل كل الحبايب بتهنيني.. طبعا أنا أم البطل يا مصر.. ولدىالحر.. اتربى وشبع من خيرك اتقوى من عظمة شمسك.. اتعلم على إيد أحرارك اتسلحبإيمانه واسمك ً ودوت كلمات الأغنية فى أسماعنا جميعا.. وتحولت المطربة شريفة فاضلإلى أم الًبطل التى نبارك لًها الشهادة والنعيم الخالد.. فلا أجمل ولا أرفع من الموت دفاعاعن الوطن وإيمانا بأن الدفاع عن الشرف والعرض هو استشهاد فى سبيل الله.

> >>

أما لماًذا أعيد التذكير بأم البطل الفنانة المطربة شريفة فاضل فإن ذلك يأتى تعليقا علىحوار دائر فى السوشيال ميديا حول مسلسل خليجى قيل إنه سيعرض فى شهر رمضانالمبارك وقالوا إنه يتناول بالإساءة المرأة المصرية من خلال شخصية راقصة مصرية ذهبتلإحياء حفل لدى إحدى الأسر ودخلت حياتهم وقلبتها. واختصار المرأة المصرية أو الراقصةأو الفنانة فى شخصية وعطاء المرأة المصرية لا يسئ إلينا كثيرا.. فالمرأة المصرية سواءكانت عالمة ذرة أو مطربة أو ربة منزل أو فلاحة أو طبيبة.. هى نفس المرأة المصرية التىتساوى فيها المرأة مائة رجل فى بلاد أخرى لا يعرف لها هوية ولا لون ولا طعم. وحيننتحدث عن المرأة المصرية فإننا نتحدث عن العطاء بلا حدود وعن القوة والإرادة فى بناءالأجيال على الحق والخير والمبادئ.. نتحدث عن امرأة هى الأم والزوجة والصديق وهىالسند والدعم والوفاء.. نتحدث عن امرأة تتسم بالقناعة والصبر والمسئولية.. نتحدث عنأمهاتنا الفاضلات.. وعن بناتنا اللاتى أصبحن شريًكا فى قيادة المجتمع بثقةواقتدار..نتحدث بكل الفخر عن كل طوائف المرأة المصرية فى كل مكان.. ونؤكد أن مصر بكلثقافتها وحضارتها ستظل إشعاع النور والمعرفة..وإذا كان لدينا راقصات فإن لدينا أيًضانابغات وعالمات فى كل المجالات.. نحن بلد عظيم فيه الفن والثقافة والأدب والعلم.. وليسلدينا ما نخجل منه أو يسئ إلينا.. وليعرض هذا المسلسل وألف مسلسل.. مصر هى مصرومن لا يرى فيها سوى الراقصات فإنه لا يفكر أبدا بعقله..!!

> >>

وتعالوا نتعلم من الحياة.. ونأخذ منها العظات والعبر.. تعالوا نذكر ونتذكر أن الدنيا هىأيام معدودات وأن المال لا يدوم.. والشهرة لا تدوم والنفوذ لا يدوم أيًضا..فالممثل العالمى آلانديلون نجم السينما العالمية لعقود من الزمان ..وفتى أحلام النساء لأنه كان الأكثر وسامةوجاذبية على الشاشة.. وصل الآن إلى سن الـ ٧٨ عاما.. واعتزل الناس تماما وطلب من ابنهأن تكون نهايته بالقتل الرحيم وهى عبارة تعنى الموت الطوعى غير المؤلم، وديلون طلبذلك قائلا «إن كل ما له معنى من حوله قد رحل بالموت.. أهله وأصدقاؤه» ولم يبق معه إلاكلبه الذى طلب أن يحقن ويدفن معه عند الموت..!! ويا أيتها الحياة كم أنت صعبة فىسنوات الوحدة والشيخوخة.. وكم أنت قاسية عند الوداع والمغادرة.. وكم نحن غافلون عن هذه الساعة.

> >>

وممثل «عفاريتي» ذهب لأداء العمرة.. وربنا يفتح عليه.. ولكنه اصطحب معه فى العمرة«صديقته».. وبمعنى آخر «الجيرل فريند».. ووقف للتصوير معها فى الحرم..!! وروادمواقع التواصل الاجتماعى لم يدعوا الواقعة تمر فى هدوء.. هاجموه وسلخوه.. واعتبرواأن ما قام به اعتداء على المقدسات الإسلامية واستهزاء بها.. ونسوا أو تناسوا أن«عفروتو» هو من العفاريت، والعفاريت هى الشياطين.. والشياطين هذه الأيام يدعون إلىدين جديد.. فيه التجربة قبل الزواج وفيه زواج المثليين وفيه نسب الأطفال لأمهم.. وفيه من التجاوزات ما يهدم كل الأديان..!

> >>

وذهبت فى زيارة إلى إحدى دور كبار المسنين.. وياه.. ياه.. الحياة قد تبدو مريحة فىظاهرها.. ولكنه الموت البطئ.. ناس تنظر إلى المجهول اللا نهائي.. ناس تنتظر النهايةبهدوء.. وناس تعيش الذكريات وتترقب زيارة الأبناء وحيث ذكرنى ذلك بالقصة التىتحدثت عن أحد الآباء الذى توجه إلى القاضى يطلب منه أن يفرض على ابنه أن يساعدهبمبلغ زهيد من المال فى بداية كل شهر شريطة أن يأتى الابن لتقديم المال بنفسه.. والقاضىاستجاب لطلبه وحكم له.. وفى نهاية الجلسة سأله القاضى لماذا طلبت هذا المبلغ الزهيدوأنت ميسور الحال ولست فى حاجة له.. وأجاب الرجل.. حتى ألزمه بأن يأتى لرؤيتى كلشهر..!! وبكى القاضى قائلا: لو قلت لى ذلك قبل الجلسة لكنت قد أصدرت حكمابحبسه..!!

> >>

وأخيًرا:

أصبحنا لا نعرف بأى مكان يختبى السيئون فالجميع يتحدثون بمثالي

> >>

وتفاصيلى الصغيرة التافهة، الغريبة.. إن لم تسعدك فهى تسعدني

> >>

فلما أراد الله أن يضحك قلبي أرسلك إلي

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.