8 ديسمبر، 2024 - 12:25 م

حديث الأسعار.. وكاتبنا «العزبى»

1 min read

                          بقلم : السيد البابلى

لا حديث فى الشارع المصرى يعلو فوق صوت حديث الناس عن الغلاء المبالغ فيه فىأسعار السلع بكافة أنواعها.. والناس فى أحاديثها تتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء هذاالارتفاع الذى لا تبرير له والذى حدث فجأة وبدون مقدمات وتزامنا مع الحرب التى لا علاقةلها بالسلع والمنتجات المحلية والتى لا تدخل فيها أية مكونات مستوردة. وحديث الأسعاريأخذ شكلا انفعاليا ارتجاليا وخاصة على مواقع السوشيال ميديا وامتد من الحوارالعقلانى إلى الحوار الساخر والبحث عن الاعجاب ونوع من الاستظراف أيضا. ويقينا فإنهناك غلاء وارتفاعاً فى الأسعار، ولكن يحسب للدولة أنه لا يوجد نقصا فى أى سلعةتموينية وأن هناك وفرة من المعروض وان هناك ايضا اصرارا حكوميا على أن تنخفضالأسعار خلال فترة وجيزة وذلك عن طريق زيادة منافذ التوزيع واقامة المعارض لبيع كلالمنتجات وبتشديد الحملات التموينية والرقابية لمواجهة الذين يتاجرون بقوت الشعب. ولكنها ليست قضية الحكومة وحدها، ولا قضية الناس فقط وإنما تمتد إلى الجشعوسلوكيات بعض التجار الذين قاموا بتخزين بعض السلع للتحكم فى أسعار السوقوتحقيق أكبر قدر من الثروات فى أقصر وقت ممكن. وهى مغامرة غير مأمونة العواقب،ولأن الغلاء أصبح وتحول إلى معركة قومية، والدولة لن تقف مكتوفة الأيدي، والناس التىتعانى وتتألم لها وسائلها وطرقها الخاصة أيضا فى افساد مخطط التجار.. والصبر هوأهم اسلحة هذه المعركة.. والصبر يعنى الصبر.. والبضاعة التى لن تباع تعنى الخرابوالإفــلاس.. وقوانن السوق تعتمد على ذكاء المستهلك قبل جشع التاجر.

>>>

وفى معركة الأسعار فإن أحاديث بعض الاعلامين كانت بالغة الاستفزاز ولا تساعد فىتهدئة الناس ولا فى شرح ابعاد الازمـة، بقدر ما كانت مادة دسمة للتعليقات الغاضبةوالسخرية القاتلة، وكانت ايذانا بتحويل معركة الغلاء إلى معركة ذات ابعاد اخـري، ولميكن غريبا ان يجد الاعلامى الـذى تحدث عن «البيض الأورجانيك» وخبز العيش فىالمنازل أنه قد أصبح موضوعا لانتقادات حـادة فى كل مواقع التواصل الاجتماعى لأنـه لميقدر حجم المعركة ولم يستوعب ان الناس أصلا لا تعرف ما هو هذا البيض الأورجانيكوبدا حديثه مشابها للملكة انطوانيت التى ردت على الجماهير الغاضبة بسبب أسعارالخبز بالقول.. بدلا من الخبز.. لماذا لا يأكلون الجاتوه..! وهذا النوع من الإعلامين الذين يتقاضون مرتبات و دخول بالملايين لن يصلح أبدا لحوار مقنع فى هذه القضايا!!

>>>

ونخرج عن حديث الأسعار والغلاء ونؤكد عن يقن كامل بأن هناك انخفاضا فى الاسعارالغذائية قبل حلول شهر رمضان المقبل لأنه سيكون هناك وفرة فى المعروض، ونتحدث علىقضايانا اليومية الاخرى وعاملة المنزل التى سرقت ستة ملاين جنيه من منزل أحدالاشخاص الذى تعمل لديه بالنزهة وبررت ذلك بأن الفلوس كانت «كتير» وقد سرقت المبلغعلى دفعات حتى لا ينكشف أمرها..! وما تقوله الخادمة يعنى انها كانت تغترف من المالاغترافا لأن هناك منه الكثير والكثير..! ولا تعليق.. سرقت ستةملاين فقط.. وعلى دفعات يبقىالرجل ده عنده كام فى البيت..! وليه..!! وبيشتغل إيه..!

>>>

واكتب عن الدنيا التى تتغير وتقتل أجمل ما فينا من أحاسيس ومشاعر وحتى الموت فىهذه الدنيا لم تعد له أحاسيس الماضى وقدسيته.. فحالة الوفاة تحدث اليوم ويتم تشييعالميت.. وينتهى كل شيء فى غمضة عين.. فلا حزن.. ولا ذكرى ولا انفعالات.. ولم يعد هناكايضا من يرتدين الملابس السوداء لفترات تمتد إلى الاربعين.. ولم تعد هناك دموع.. ولاخميس أول وخميس ثاني.. ولا اغلاق للتليفزيون ولا حداد ولا يحزنون.. كله عاوز يعيشوالحى أبقى من الميت من أول يوم..!

>>>

وأكتب عن العملاق.. اكتب عن الكاتب الكبير.. الاخ والصديق وعشرة السنن.. عن واحد منجيل الكبار الذين علمونا المهنة.. واحد من الذين يولدون كبارا ويظلون كبارا فى أفعالهم.. وفى كتاباتهم وفى آرائهم ومواقفهم واحد من الذين لم يكن المال هدفهم فى رحلة الابداعوالعطاء.. واحد من الذين يقدمون لك النصيحة بحب ويفرحون لنجاحك اكثر من فرحتهملأنفسهم.. اكتب عن استاذ المهنة محمد العزبى فى مناسبة حصوله على جائزة مصطفىوعلى امين باعتباره شخصية العام الصحفية.. وجائزة التكريم جاءت متأخرة للكاتب الذىيمثل مدرسة فى الكتابة الصحفية للسهل الممتنع.. وللمعرفة والتنوير..الكاتب الذى احترمقلمه فاحترمه الجميع.

Sayedelbably@hotmail.co.uk

 

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.