21 سبتمبر، 2024 - 5:30 م

ما بعد أوكرانيا … هل وقع بوتين فى الفخ ؟!

                              بقلم …. فهمي عنبة

من السهل أن تُشعل الحرب و أن تحدد موعد بدء المعارك .. و لكن من المستحيل أن تتحكم فى نزع فتيل القنابل وايقاف دانات المدافع وهجمات المدرعات وغارات الطائرات !! .

بدأت الحرب فى أوكرانيا .. ولا يعلم سوى الله متى ستنتهي .. ولا كيف ؟! .الرئيس الأمريكى بايدن هل استطاع ان يستدرج الرئيس الروسى بوتين ويستفزه حتى يدخل أوكرانيا ثم يبدأ حلف الأطلنطى والحلفاء فى مساعدة كييف لانهاك القوات الروسية والقضاء عليها بعد ادخال الأسلحة الحديثة للحف ووضعها على الحدود الروسية وتبقى هناك كأمر واقع ؟! .

أم أن الرئيس الروسى بوتين هو الذى استغل ضعف أمريكا وتأكيد رئيسها بأنه لن يرسل قوات إلى أوكرانيا فقام ببدء الهجوم لكنه فوجئ بمقاومة وان العملية العسكرية لن تكون خاطفة وسوف تستغرق وقتاً ؟! .

من يؤيد السيناريو الأول يقول إنه تكرار لما قامت به «إبريل جالاسبي» السفيرة الأمريكية فى بغداد عام 1990 عندما قالت للرئيس العراقى صدام حسين وقتها أنها لا تملك رأياً فى الخلاف الحدودى بين العراق والكويت .. كما أرسلت الخارجية الأمريكية وقتها فى ادارة الرئيس بوش تأكيدات لصدام بأن أمريكا ليس لديها التزامات دفاعية تجاه الكويت .. وهو ما اعتبره صدام الضوء الأخضر فقام بغزو الكويت وكانت هذه الخطوة مقدمة لغزو بلاده والقضاء عليه وعلى جيشه.. تماماً كما فعل بوتين عندما تأكد أن أمريكا لن ترسل قواتها إلى أوكرانيا كما قال بايدن فوقع فى الفخ المنصوب له ليتم انهاك قواة فى حرب طويلة والتخلص منه لكى تتفرغ أمريكا لمواجهة الصين التى تعتبرها الغريم الأول !! .

 أصحاب السيناريو الثانى يرون ان أمريكا بالفعل أصبحت فى أوهن حالاتها وإنها تخلت عن العديد من أدوارها بما فيها مساندة الدول الحليفة والصديقة وان بايدن قد باع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى وتسبب فى دمار وقتل شعبه وقال انه يسأل العالم ان يصلى من أجل أوكرانيا وشعبها فهو لا يملك سوى الدعاء لذلك تجرأ بوتين واستغل الفرصة ودخل أوكرانيا ليحقق أهدافه ويمنع وجود قوات لحلف الناتو على حدوده !! .

مازالت الحرب دائرة .. رغم بدء المحادثات بين روسيا وأوكرانيا فى روسيا البيضاء وسط تشدد كل طرف بموقفه .. فبوتين يريد ” كييف” محايدة غير منضمة إلى حلف الأطلسى وبلا أسلحة متقدمة أو نووية تهدد بلاده .. وأوكرانيا لا يوافقها سوى وقف فورى للعمليات العسكرية وسحب القوات الروسية .. وستشهد الأيام القادمة من سيحقق مطالبه أم سيتم التوصل لحل وسط ؟! .

أمريكا بعد فرض العقوبات غير المسبوقة على روسيا وحصارها الإقتصادى المحكم .. تعتقد أنها ستخرج منتصرة .. وروسيا ترى إنها هى التى انتصرت.. والرئيس الأوكرانى يقول إن بلاده انتصرت .. والحقيقة أن أمريكا وروسيا وأوكرانيا ستخرج مهزومة من هذه الأزمة .. وحتى الرئيس بوتين خرج خاسراً لحزامه الأسود فى التايكوندو !! .. والمستفيد الأول سيكون الصين التى لم تصف الاجتياح الروسى بأنه غزو وقالت إنها تتفهم ما فعله بوتين .. وذلك لأن الأمر يمسها إذا أرادت فعل نفس الشيء عندما يحين الوقت لاستعادة تايوان إلى حضن الوطن الأم .. وقد يكون هذا ما أدى إلى رد الفعل البريطانى الذى جاء أقوى من كل الدول بما فيها أمريكا.. أما ألمانيا فقد استفادت بأنها ستزيد من ميزانية تسليح جيشها لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية .. وسويسرا خرجت عن حيادها.. وربما أوروبا ستستعيد بعضاً من وحدتها المفقودة .. فملامح العالم الجديد تتشكل والقوى القديمة تتقهقر!! .

.. ولأن النظام الدولى لا يعرف العدالة.. ويكيل بمائة مكيال فقد يتساءل الكثيرون من المحللين فى العالم : ما الفرق بين أزمة أوكرانيا.. وبين أزمة خليج الخنازير فى كوبا بداية الستينيات بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ؟!.. بينما يتساءل الكثيرون فى عالمنا العربى بعد رد الفعل الغربي : ما الفرق بين غزو العراق وليبيا وبين غزو أوكرانيا ؟! . 

للأسف الشعب الأوكرانى هو الضحية الأولى لهذه الحرب فهناك المئات من القتلى والألآف من اللاجئين والملايين من النازحين والمشردين الذين ضاع من بلادهم الأمان لسنوات طويلة قادمة بعد ان تحولت إلى مسرح لصراع النفوذ والقوة بين روسيا الطامحة لاستعادة إمبراطوريتها وأمريكا التى تريد الحفاظ على مكانتها وأوروبا الممزقة وتحاول تجميع شتاتها .. وكل الأمل أن يعود الجميع إلى رشدهم قبا ان يسقط المزيد من الضحايا فالشعوب هى التى تدفع الثمن دائماً !!.
****
كلنا جنود الجيش الأخضر 
دور للنجوم لإنقاذ الكوكب !!

مازلنا ننتظر دوراً أكبر لنجوم الفن والأدب والرياضة فى حماية البيئة والحفاظ على الطبيعة والدفاع عن كوكب الأرض من الآثار السلبية لتغير المناخ. 

لدينا ثروة من نجوم المجتمع والمشاهير الذين يمكنهم المساهمة فى انجاح مؤتمر «كوب 27» الذى تستضيفه شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم والذى ستقود مصر من خلاله العالم لرسم خارطة طريق لمواجهة التغيرات المناخية .. وعلينا أن نستفيد بهذه الثروة وان يكون لهم دورهم سواء فى توعية المواطنين أو فى استقبال الوفود خلال أيام المؤتمر كواجهة مشرفة للبلد.. والقيام بتسجيل أفلام وثائقية عن الجهود المبذولة من الدولة فى مجال التكيف البيئى والتحول إلى الطاقة النظيفة .. وغيرها من الأنشطة المتعددة التى بدأتها مصر ضمن استراتيجية 2030 !! .

يعتمد الحفاظ على البيئة على التربية من الطفولة .. وتلك الثقافة تحتاج لان يتم تناولها من خلال الاعمال الإبداعية فى الدراما والأدب .. ولا أدرى لماذا لا يتحمس الكتاب والمؤلفون والمنتجون والمخرجون لعمل أفلام ومسلسلات وكلمات للأغانى تساهم فى نشر ثقافة الاهتمام بالبيئة والاستثمار الأخضر والحفاظ على التنوع البيولوجى والحياة الطبيعية وحماية الشواطئ وغيرها من قضايا البيئة والمناخ ؟! .

نرى فى هوليوود العديد من النجوم يعتبرون أنفسهم نشطاء فى مجال الحفاظ على البيئة ويعطون الكثير من الوقت والمال لهذه الأنشطة ومنهم من أنتج أفلاماً وثائقية على نفقته تشجع المشاهدين على العودة إلى الطبيعة ومنهم الفنان ليوناردو ديكابريو بطل فيلم «تيتانيك».. وهناك أيضاً كيت بلانشيت وبراد بيت وروبرت ريدفورد.. وغيرهم وجميعهم يشاركون فى المحافل الدولية الخاصة بتغير المناخ .

 يمكن اقامة دورة رياضية بين عدة فرق عربية وأجنبية مع المنتخب الوطني .. أو اقامة مباراة واحدة .. فنجوم الرياضة أيضاً لهم دور مهم .. وشاهدنا على هامش مؤتمر «كوب 26» فى بريطانيا كيف تم الاستعانة بالنجم المصرى محمد صلاح لاعب ليفربول ليشارك فى حفل توزيع جوائز مسابقة «إيرث شوت» مع الأمير ويليام ابن ولى العهد وبمشاركة عدد من لاعبى الكرة ونجوم الفن والمجتمع وهى جائزة خاصة بالبيئة وتم استحداثها بمناسبة المؤتمر وستقام النسخة الثانية منها فى أمريكا.. ولا أدرى لماذا لم يتم اقامتها فى شرم الشيخ خلال «كوب 27».. وإذا تعذر ذلك يمكن لوزارة البيئة التفكير فى مسابقة بديلة يتم من خلالها منح جائزة مصرية لتشجيع رجال الأعمال والشركات والمدن المصرية التى تحقق تقدماً فى استخدام الطاقة النظيفة أو الاستثمار الأخضر أو القضاء على التلوث والقمامة أو تقليل العوادم فى المصانع .. ويشارك فى توزيع الجوائز نجوم الفن والأدب والرياضة والعلوم . 

لذلك فالأمر يحتاج إلى وجود تنسيق وتعاون بين وزارة البيئة ومحافظة جنوب سيناء والجهات المسئولة عن تنظيم «كوب 27» من جانب وبين اتحاد نقابات المهن الفنية ونقابة الممثلين والاتحادات الرياضية ورابطة لاعبى كرة القدم من جانب آخر.. فالنجوم لهم دور مهم جداً فى الحفاظ على البيئة وانقاذ كوكب الأرض وإسعاد البشرية!! .

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.