21 سبتمبر، 2024 - 8:35 م

الطفل الذى جاء ليذكرنا.. أننا أمة واحدة

1 min read

                           بقلم : السيد البابلى

طفل صغير فى المغرب الشقيق اسمه ريان سقط فى بئر مياه مهجورة.. وظل خمسة أيام يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.. وبذلت قوات الإنقاذ جهوداً هائلة للوصول إليهلصعوبة المكان وللخوف من سقوط الرمال فوق الطفل.. وتفاعل العالم كله إنسانياً مع الملاكالصغير آم ًلا فى نهاية سعيدة وفى معجزة تعيده إلى الحياة.. ولكن الطفل الذى تحولإلى قصة فى صدر نشرات الأخبار فى العالم توفى عقب إخراجه من البئر ولم تكتب له الحياة. وتحول موت الطفل ريان إلى مظاهرة إنسانية عربية فىالمقام الأول للتعبير عن الحزن العميق فى كل البيوت وعلى كل الألسنة.. فقد عشنا جهودالإنقاذ بمشاعر الأبـوة.. ومشاعر الأخـوة.. فلا صوت يعلو فوق صوت التعاطف الإنسانىولا إحساس يعلو فوق صرخة طفل عاجز يتألم ويشكو فى صمت. مات ريان الطفل الذىجاء ليذكرنا بأننا أمة عربية واحدة.. وأن الجسد العربى واحد.. وأن ما يحدث فى المغربهو أمر يتعلق بنا.. وما يحدث فى مصر يتعلق بالجزائر.. وما تشهده العراق يدمع أعيننا.. وما تمر به ليبيا يوثر علينا.. وأننا كلنا فى خندق واحد وعلينا أن نحافظ على مقدراتوثروات هذه المنطقة لصالح المواطن العربى فى كل مكان، فالعروبة هى أغلى وأقوى مانملك، وهى سلاحنا فى الشدائد والأزمات وهى الزاد والزواد فى التحديات التى نواجههاحالياً والتى تستهدف القضاء على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا ووحدتنا أيضاً.

>>>

وإذا كان ريان قد جاء ليذكرنا بأننا أمة واحدة فإن هذا يدعونا للتذكير بالحلم العربي.. الحلم فى عالم عربى بلا حدود.. ولا عوائق.. والعالم العربى بمشروعات عملاقة مشتركةلاستيعاب البطالة ولتحقيق الرخاء للجميع.. وعالم عربى يزرع ما يأكله.. وعالم عربىيصنع سلاحه.. وعالم عربى يعرف كيف يكون قوة اقتصاديًة مؤثرة تقوم على أساس استثمار المال العربى فى الأراضى العربية أولا. وقد يكون تحقيق الحلم صعباًلوجود ضغوطات وتدخلات أجنبية من صالحها أن يبقى العالم العربى ممزقاً بالخلافاتوالتباعدات والتجاذبات ولكن الأمل مازال قائماً.. والدموع التى ذرفناها على الطفل ريانحركت فينا المشاعر لندرك أن فى الإمكان أن نكون معاً فى الحلوة..وفى المرة.. وسنكون.. ولن نفقد الأمل.

>>>

وندعو.. ندعو النخب العربية المثقفة إلى الترفع عن الصغائر وعدم تحويل أى هفوات أوزلات لسان أو خلافات فى وجهات النظر الشخصية إلى أزمات نرفع فيها السيوف ضدبعضنا البعض ونتبارى فى معارك كلامية مدمرة بإقحام الوطن فى قضايا عابرة تؤثرعلى علاقات الدول وتفسد ما بن الشعوب من روح الود والاحترام وتفتح الباب لتجارالأزمات يصبون الزيت على النار ويتربحون ويعيشون على هذه المعارك الوهمية. وندعو فى ذلك إلى ثقافة الاعتذار التى يجب أن يتحلى بها كل مسئول أوإعلامى أو فنان أو رياضى والتى تحتم عليه أن يعتذر عن الخطأ وأن يتراجع عن العنادوأن يدرك خطورة الكلمة التى لا يصلحها ولا يوقف لهيبها إلا كلمات الاعتذار والتى تمثلكل الحكمة والشجاعة أيضاً.

>>>

وعندما نتحدث عن الإنسانية التى تجمعنا فإننا كنا نأمل فى تلاحم عربى إنسانى قوىعندما نشرت صورة الطفل البريء الذى كان يتجمد ويرتعش من البرد فى أحد مخيماتاللاجئن فى سوريا.. وهى الصورة التى كان يجب أن يعقبها تدفق للمساعدات الإنسانيةمن أجل البؤساء الذين يصارعون البرد والطبيعة من أجل البقاء. ولقد فجعنا فى رد الفعلالمتخاذل الـذى كان بعيداً عن الإنسانية ومرتبطاً بمواقف وحسابات سياسية خاطئة فىوقت لم يعد يستدعى وجود هذه التباعدات والخلافات…! ومازال ممكناً إنقاذ ما يمكنإنقاذه.. فنحن أمة الخير والسلام.. وعلى نجوم ومشاهير العالم العربى أن يقودوا حملةالإنقاذ وقبل فوات الأوان.

>>>

وعندما سيأتى عيد الحب بعد عدة أيام فى الرابع عشر من هذا الشهر فإنه ليس عيداًلتبادل الزهور بن العشاق فحسب، ولكنه عيد لتجديد الرومانسية فى العلاقات الإنسانيةالرفيعة التى هى أسمى وأغلى ما نملك.. اجعلوه عيداً وفرصة نحتفل فيها بعودة الحياةبعد الفيروس المدمر.. فرصة لكى يسأل فيها كل واحد منا عن الآخر مهما كان العمر.. ومهماكانت المسافات ومهما كان حجم العلاقات.. اجعلونا نفرح ونشعر بقيمة ومعنى أن تكونإنساناً.. فالكلمة الطيبة صدقة.. والأشياء البسيطة فى حياتنا على الرغم من بساطتهاتكفى لإسعاد قلوبنا.. وكن جمي ًلا مع الكل فهناك لحظة وداع ليس لها وقت..!

>>>

وعندما يسافر النادى الأهلى للمشاركة فى مباراة أو بطولة فى أى دولة عربية فإن المهمليس الانتصار فقط وإنما إسعاد الجالية والجماهير المصرية المتواجدة بهذه الدول.. إنهميتواجدون فى الملاعب لتشجيع النادى الأهلى ولرفع أعلام مصر.. وللافتخار بالانتماءوالولاء لمصر.. إنها مناسبات تاريخية يتذكرونها دائماً.. والأهلى فى القلوب لأنه مفتاحللفرحة والسعادة.

>>>

ولا تسعدنا تصريحات ممثلة شبه مشهورة تقول فيها إنها كانت ترفض الرضاعة الطبيعية«مش هرضع علشان أنا مش بقرة»..!! والتصريح لم يكن لائقاً ولا فى محله، بقرة إيه.. وجاموسة إيه.. إنتى أم.. والأمومة فوق كل شيء وأهم من الشهرة والأفكار الخايبة..!! ونقول إيه.. بلاش نقول !!

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.