21 سبتمبر، 2024 - 9:05 م

سيناء .. أرض الأحلام !!

1 min read

                                بقلم …. فهمي عنبة

من يذهب إلى هناك .. قد يتعجب من حجم المشروعات التنموية التى تجرى على أرض سيناء .. ومن السرعة فى حركة البناء والتعمير التى يتم تنفيذها بمعدلات غير مسبوقة .. ولكن لو علمنا أنه فى ٢٥ ابريل القادم يكون قد مر ٤٠ عاما على تحريرها وعودتها لحضن الوطن .. لتأكدنا أننا تأخرنا كثيرا فى الاهتمام بهذه البقعة الغالية على كل مصرى !!

للأسف .. لاسباب عديدة ولسنوات طويلة تجاهلت الحكومات المتتالية التنمية الحقيقية والمستدامة على أرض الفيروز.. ولم يتم الاستفادة من مواردها وخيراتها.. وتم التباطؤ فى تعويض سكانها عن مالاقوه خلال سنوات الاحتلال رغم تضحياتهم التى لايمكن انكارها خاصة من انتموا إلى ” مجاهدى سيناء ” من رجال وسيدات وشباب وأطفال القبائل الذين كانت لهم بطولات تشهد بها القوات المسلحة .. لذلك لا عجب من الاسـراع فى خطة تنمية سيناء وإعـادة الاعتبار لأهلها الذين عانوا فى السنوات الاخيرة من الارهاب فالدولة تريد ان تسابق الزمن لتعويضهم عن عما مضى !!

خاض رجال القوات المسلحة والشرطة بالتعاون مع أهالى سيناء حرباً شرسة ضد الارهـاب منذ ثورة يناير 2011 عندما ضعفت مؤسسات الدولة فاستغل الفرصة مجموعة من المتطرفين والمرتزقة والمهربين وتجار المخدرات والهاربين من العدالة الذين تجمعوا هناك بمساعدة قوى ومخابرات خارجية لعلهم يجدون موضع قدم لهم يشنون فيه هجماتهم الارهابية ضد المدنيين والمنشآت لتقويض استقرار مصر .. وقد نجحت المواجهات العسكرية والأمنية فى محاصرتهم فى مثلث صغير .. وانهت خطورتهم بفضل الله وعونه وبتضحيات رجال الجيش والشرطة و أبناء سيناء الأبطال وبعد سقوط العديد من الشهداء الأبرياء .

.. ولان بناء الانسان هو الأهم .. فقد كان لابد من الاهتمام بالمواطنين وتحقيق مطالبهم .. خاصة ان أهالى سيناء تضرروا كثيرا من الارهاب .. وهدمت الهجمات الارهابية منازلهم واحرقت مزارعهم ودمرت البنية التحتية فى مناطق بئر العبد والشيخ زويد ورفح بشمال سيناء .. وهذا مادفع الدولة للبدء على الفور فى بناء تجمعات بدوية متكاملة الخدمات مع توفير مياه الرى للزراعة والانشطة الخدمية والانتاجية وجاء ذلك بعد الحوار مع الاهالى ومعرفة احتياجاتهم ومطالبهم ليتأكدوا انهم فى عين الدولة وقلب الوطن .

هل يعقل ان سيناء بمحافظتيها الشمالية والجنوبية ومساحتيهما البالغة ٦٠ الف متر مربع لايقطن بهما سوى ١,٤ مليون مواطن وفقا لاعلى التقديرات .. لذلك فالبداية الحقيقية لربط سيناء بالوطن هو تسهيل حركة الانتقال منها واليها وجعلها متاحة للجميع وربط اهاليها بالمدن والمحافظات الاخرى .. كان المشروع الأهم والأكبر هو بناء ٥ انفاق جديدة اثنان من الاسماعيلية وآخران من بورسعيد اضافة الى نفق الشهيد ” احمد حمدى ٢ ” بالسويس حيث ظل النفق القديم ” احمد حمدى ١ ” هو المعبر الوحيد مما كان يسبب المشقة والتأخير للمواطنين حيث كانت السيارات تنتظر بالساعات للعبور والحركة بطيئة للبضائع والسلع ؟!

توالت المشروعات التى لو ذهب أحد الى هناك ماصدق مايرى .. خاصة بالنسبة لشق الطرق والكبارى التى قاربت ٣ الاف كيلو وسط الصحارى والجبال اضافة الى المدن الجديدة فى الاسماعيلية ورفح وبئر العيد وسلام مصر ببورسعيد وجميعها يتم بها بناء آلاف الشقق التى تستوعب مئات الآلاف من المواطنين وليس أبناء سيناء وحدهم حيث المأمول زيادة اعداد التوطين فى محافظتى شمال وجنوب سيناء خلال السنوات القادمة .

تستحوذ المشروعات الزراعية على اهتمام كبير خاصة بعد افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر التى ستنقل ٥.٦ مليون متر مكعب يوميا تساهم فى استصلاح ٤٠٠ الف فدان بمناطق الشمال بخلاف الالاف الاخرى ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان .. اما عن التنمية فى المجال الصناعى فقد تم انشاء عدة مدن صناعية فى أبوزنيمة والمساعيد والقنطرة شرق طبعاً إلى جانب ما يتم فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفى العين السخنة .. ولاننسى المزارع السمكية على البحرين المتوسط او الاحمر والبحيرات .

..وتظل شرم الشيخ درة المدن السياحية بمنشآتها الفندقية ومنتجعاتها التى حولتها الى واحدة من اهم المقاصد لاقامة المؤتمرات الدولية واللقاءات العالمية باعتبارها مدينة السلام .

يمكن ايضا إقامة مركز سياحة علاجية واستشفاء عند عيون موسى .. واستغلال أفضل للعريش فى مجال السياحة .. بالطبع إلى جانب دهب ونويبع وسانت كاترين .. وجميعها تحتاج لجهد أكبر واستثمارات .

مازال مجال التعدين يحتاج الى جهد أكبر لاستخراج الثروات المدفونة فى رمال الصحراء وداخل صخور الجبال فى سيناء.. وقد بدأ مؤخرا كبداية البحث والتنقيب عن المعادن واقامة محاجر ومناجم .

مطلوب ان تظل استراتيجية التنمية فى سيناء شاملة ومستدامة .. والا تقتصر على مجال أو قطاع واحد !!

انطلق قطار البناء والتعمير على أرض سيناء بأقصى سرعة .. ولن يتوقف باذن الله .. فأرض الفيروز هى أرض الأحلام وهى المستقبل وقادرة على ان تساهم بقوة فى حل مشاكل مصر الاقتصادية والسكانية اذا استمرت الارادة والعزيمة .. وتتلخص كلمة السر فى تحقيق معادلة ” التاءات الثلاث : تعمير- توطين -تأمين ” .. تلك المعادلة التى تحفظ سيناء للأبد!!

*****
كلنا جنود الجيش الأخضر
أرض الفيروز.. صديقة للبيئة

.. ولان مؤتمر المناخ الدولى « كوب 27 » سيعقد باذن الله فى شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم .. فيمكن ان تتحول سيناء بأكملها الى واحـة خضراء صديقة للبيئة .. وان نعمل من الان على ان تتوافق كل المشروعات المقامة على أرضها مع الاشتراطات البيئية .

لدينا بالفعل فى سيناء العديد من المحميات الطبيعية أشهرها رأس محمد والزرانيق وسانت كاترين ونبق وأبوجالوم التى يأتى اليها السائحون من كل انحاء العالم ليروا جمال الطبيعة ويغوصوا فى المياه الصافية بشعابها المرجانية وأسماكها بالوانها الخلابة.

علينا ان ننشئ مئات الحدائق العامة على طول سيناء فى كل المدن و حول المناطق البدوية .. والعمل على إقامة مناطق غابات مليئة بالأشجار تتحول الى رئة لمصر وللمنطقة حتى اذا جاء وقت المؤتمر شاهد الزوار أرض الفيروز وقد تحولت الى جنة خضراء كل ما فيها بعيدا عن التلوث .

.. ولماذا لا تكون شرم الشيخ أول مدينة مصرية كل سياراتها تعمل بالكهرباء او الغاز دون البنزين .. وتستقبل زوارها بلا عوادم أو ملوثات .. واعتقد انه يمكن تحقيق ذلك خلال الآشهر المتبقية لو تبنى الأمر محافظ جنوب سيناء النشيط اللواء خالد فودة ؟!

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.