22 سبتمبر، 2024 - 9:27 ص

عام يرحل .. وسنة سعيدة !!

                              بقلم …. فهمي عنبة

يلملم العام أوراقة ليرحل .. ساعات وتحل السنة الجديدة .. عادة تتوقف الـدول والحكومات لتراجع مواقفها وحساباتها .. ويجلس كل إنسان مع نفسه .. ويسأل الجميع .. ماذا فعلت بنا ٢٠٢١.. وماذا نحن فاعلون فى ٢٠٢٢ ؟!

لسنا بصدد إجــراء حصاد لما تم خلال العام الماضى فيستطيع أى قـــارئ أن يطالع الصحف أو يشاهد الفضائيات أو يمسك « بالموبايل » ويفتح أى موقع ليرى بنفسه كشف حساب كامل لكل يوم من أيام ٢٠٢١ وما تم فيه فقد كفتنا تلك الوسائل والوسائط أن نقوم بحصر الوقائع المهمة ولا داعـى لتكرارها سـواء محلياً أو عربياً أو افريقياً ودولياً وهى الدوائر التى ندور فى فلكها !!

وليس دورنــا أيضاً أن نقرأ الطالع وننظر فى أبـراج السماء ونتنبأ بـأحـداث العام الجديد .. مثلما يفعل الفلكيون الــذيــن تستعين بـهـم الـصـحـف والمجلات وتستضيفهم معظم البرامج التليفزيونية .. فانتهاء عام وبداية آخر أفضل موسم للمنجمين والمشعوذين وقراء « المندل والكف والفنجان » الذين هم كاذبون حتى لو صدقوا أو « صدفوا » أى جاءت معهم بالصدفة وتحققت توقعاتهم !!

تظل الأوضاع الاقتصادية هى المؤشر الرئيسى للحكم على أى فترة زمنية هل هى ناجحة أم فاشلة .. ولها حساباتها المعقدة بالنسبة للدول فهناك نسب النمو والتضخم والدخل القومى والإنتاج و… ثم يأتى الحكم .. وقد حصل الاقتصاد المصرى على أكثر من شهادة نجاح من المؤسسات الدولية تؤكد قوته وقدرته عل الصمود وتخطى الـركـود الــذى يجتاح العالم بفضل جائحة كورونا!!

أما بالنسبة للمواطن فمازال « يحسبها بالمليم ».. فرغم جهود الدولة لتوفير السلع الاساسية يبدو أن جشع بعض التجار يحتاج إلى تدخل أكبر لوقف الغلاء الذى أصبح فى كثير من الأحيان غير مُبرر.. وهو ما يستدعى تشديد الـرقـابـة على الأســــواق وتكثيف الحملات التموينية وتنشيط جمعيات حقوق المستهلك !!

يبقى الأمل فى أن يلطف الله بعباده ويتم القضاء على فيروس كـورونـا وكـل متحوراته من «دلتا إلى أومـيـكـرون » .. لتعود الحياة إلـى طبيعتها.. وتتفاءل البشرية بالعام الـجـديـد .. وليجلس كـل إنـسـان مع نفسه ويحتضن أطفاله وزوجته وأهله .. ويرجع إلى ألبوم صوره القديمة وهو يستمع إلى أغانيه المفضلة ويسترجع ذكرياته الجميلة .. ثم يصلى ويرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه بأن تكون ٢٠٢٢ سنة سعيدة عليهم وعلى مصر وأهلها وعلى الأمتين العربية والإسلامية وعلى الناس أجمعين !!

*****
المجتمع المدنى وصناعة الأمل !!

بالتأكيد سيكون العام الجديد مختلفاً.. وسيتم التركيز خلاله على دور الجمعيات الأهلية وعلى البيئة والتلوث .. وذلــك بعد إعلان الـرئـىس عبدالفتاح السيسى عن تخصيص ٢٠٢٢ ليكون عام المجتمع المدنى .. واستضاقة مصر للمؤتمر الدولى لتغير المناخ « كوب ٢٧» بًشرم الشيخ .

أعتقد ان أيـام السنة ستشهد جـدلاً وحــواراً مجتمعياً حــول دور الجمعيات الأهـلـيـة خـاصـة بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مما يعنى أن هناك اتجاهاً قوياً من الدولة لإعطاء مساحة أكبر للمجتمع المدنى وتغيير النظرة التى سادت فى العقود السابقة بالشك فى نوايا الجمعيات والمؤسسات العاملة فى هذا المجال .

نحتاج إلى تشجيع المجتمع المدنى ليكون بالفعل شريكا فى عملية التنمية وبناء الوطن فى مختلف المجالات .. وألا يقتصر دوره على الجانب الاجتماعى وتقديم المساعدات ورعاية الأيتام .. وإنما يجب ان يساهم فى الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية أيضاً .. خاصة فى ظل ضعف وتراخى الأحزاب .

مطلوب أن تتلاقى جهود الدولة بجهاتها التنفيذية مع برامج وأنشطة الجمعيات الأهلية لتحقيق تماسك المجتمع وتآلفه وزيادة التكافل والتقارب بين المواطنين وترابط النسيج الوطنى .. لأنها قادرة على ذلك عن طريق إنشاء جمعيات صغيرة تصل إلـى الكفور والنجوع وتقدم خدماتها وتقوم بدور مهم فى التوعية ربما أفضل من المجالس المحلية الغائبة عن الساحة منذ سنوات !!

فى ظل نظرة جديدة للمجتمع المدنى ومع استقرار الدولة ووجــود رؤيـة واضحة نابعة من استراتيجية حـقـوق الإنـــســـان .. لابــد مـن اسـتـعـادة ثقافة العمل التطوعى حيث تنبع قوة منظمات ومؤسسات المجتمع المدنى من الحفاظ على التوازن ما بين عدم خضوعها للحكومة وعدم ارتمائها فى أحضان الأحزاب والقطاع الخاص والـدول الأجنبية وكل هدفها القيام بأنشطة تخدم المصلحة العامة وأغلبها لا يهدف إلـى الربح .. ولذلك يمكنها المساهمة فى حل العديد من القضايا والمشاكل ووقف مظاهر جديدة دخيلة على المجتمع !!

نريد من منظمات المجتمع المدنى أن تكون على قدر المسئولية وأن تسعى لتحقيق الشعور بالعدل بين المواطنين وتمنع التمييز ضد المرأة وتحافظ على حقوق الأطفال وأصحاب الهمم وتحافظ على البيئة وتقدم المساعدات الاجتماعية وتـدافـع عن المظلومين وعن حقوق الإنسان والحفاظ على كرامة المصريين .. نريدها أن تقود « صناعة الأمل » بحكمة ووعى وحب للوطن !!

****
مؤتمر المناخ.. والجيش الأخضر !!

آلقضية الأهم والتى يجب أن تكون حديث الناس طوال العام والأعوام القادمة هى «المناخ» لأنها أصبحت تتعلق ببقاء البشرية وفناء الأرض فى المستقبل القريب .

.. ومشاكل البيئة والتلوث وتغير المناخ تطرح اسئلة عديدة عن الخطوات المستقبلية التى ستتخذها دول العالم وهل ستكون مستدامة .. وعن الآليات المتبعة وملامحها .. والضوابط التى وضعتها الأمم المتحدة ومدى الالتزام بها .. وعن التمويل وهل ستوفره الـدول الصناعية المسئولة عن الاحتباس الحرارى وكيفية توزيع الأموال على الدول النامية الأكثر تضرراً .. تلك الأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وبتوقيتات محددة حتى تتنفس البشرية الصعداء ويكون هناك أمل فى البقاء !!

.. وإذا كانت الـدول الصناعية الكبرى لاتـزال تتنصل من تعهداتها .. فإن مصر أعلنت استراتيجيتها الوطنية لتغير المناخ التى تهدف للحد من الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة والاتجاه إلى الطاقة النظيفة باستغلال الشمس والرياح مع تشجيع البحث العلمى ونقل التكنولوجيا الحديثة .

.. ومنذ ان أطلقت الدكتورة ياسمين فـؤاد وزيـرة البيئة الاستراتيجية لا تتوقف الجهود حيث ان شرم الشيخ ستستضيف المؤتمر الإطـــارى الـدولـى « كــوب ٢٧» فى نوفمبر القادم .. ولابد من الاستعداد له جيداً خاصة ان الدراسات تؤكد ان الدلتا والإسكندرية من المناطق التى ستكون أكثر تضرراً فى العالم من التغيرات المناخية .

لابد أن نحول الحفاظ على البيئة ومنع التلوث وتقليل الانبعاثات الكربونية إلى ثقافة عامة تشارك فيها جميع الجهات الحكومية والخاصة والأهلية .

مطلوب الاتجاه إلى الاقتصاد والاستثمار وأسلوب الحياة الأخضر لأن ما شهدناه من كــوارث وزلازل وبراكين وفيضانات وحرائق غابات هزت العالم خلال الشهور القليلة الماضية .. جاء نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة .. ويحذر الخبراء من أن العالم ينتظره المزيد من هذه الظواهر اضافة لخطر ذوبـــان جبال الجليد فـى القطبين .. لذلك لابـد من التحرك السريع والإعــداد الجيد لمؤتمر شرم الشيخ للتأكد من إعـلان دول العالم للحرب على الاحتباس الحرارى الذى يهدد بتدمير الكرة الأرضية وفناء البشرية .. وعلينا أن نستعد بتجهيز «الجيش الأخضر » الذى سيخوض هذه المعركة !!

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.