21 سبتمبر، 2024 - 1:34 م

رجال الأعمال.. وبنوكنا الوطنية.. ورعاية الكبار..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

              بقلم : السيد البابلى

هذا حديث بالغ الحساسية.. وهذه كلمات ليس القصد منها توجيه انتقادات أو إلقاء باللوم على رجال الأعمال.. وإنما دافعنا فى ذلك هو المصلحة الوطنية والحفاظ علىأمـــوال الشعب والـعـبـور الآمـــن من الأزمة الاقتصادية. فرجال الأعمال فى مصر حققوا طوال العقود الماضية أرباحاً هائلة نتيجة وجود السوق الواسع الذى يستوعب كل الأنشطة وكل المنتجات.

ورجـــال الأعـمـال فـى مجال البناء على سبيل المثال حصلوا على الأراضى الواسعة فــى الــصــحــراء بقيمة زهــيــدة وقـامـوا بتحويلها إلى منتجعات وكومبوندات ومدن سكنية وحصدوا المليارات والمليارات من الأرباح.

ورجال الأعمال من التجار ومن المستوردين كانوا على الــدوام يجنون أرباحاً لا تعد ولاتحصى لأن كل الناس لا تتوقف عن الاستهلاك ولا عن تناول الطعام. ويحدث ذلك فى كافة المجالات الأخري.. فى استيراد السيارات والأدويـــة وكافة مستلزمات الصناعة والإنتاج. وأصبح لدينا مجموعة من «المليارديرات» بلا عدد.. ومعظمهم لا يعرف عنهم أحد ويتجنبون الظهور فى الأضـواء أو الزواج من فنانات..!

واليوم فإن المسئولية المجتمعية تقتضى ظهور الجميع وإقبالهم على المساعدة فى عبورالمرحلة وتوجيه أموالهم إلى الاستثمار فـى مـصـر.. وفــى مصر فقط بعيداً عن إخــراج الأمـــوال لاستثمارها فى مشروعات متعددة فى دول مجاورة بالمنطقة . إنـنـى أدعـــورجـــال أعـمـال مصر إلــى أن يتصدروا المشهد وأن تكون هناك رؤية للبعد الاجـتـمـاعـى للمحافظة على استقرار الوطن ًوأن تكون هناك وقفة مع الــذات بــدلا من التركيز على إلقاءالمسئولية على الحكومة والتهرب من أداء الدور الوطنى المطلوب.

>>>

ويطالب الدكتور عبادة سرحان عضو مجلس أمناء ٥٧٣٥٧ البنوك الوطنيةبــالمــســاهــمــة والـــتـــبـــرع والاضـــطـــلاع بالمسئولية المجتمعية لإنقاذ مستشفىالسرطان. والدكتور عبادة على حق فى أن البنوك يـجـب أن تـسـاهـم وتــتــحــرك، ولكننى على علم بأن البنوك أدت واجبها تجاه مستشفى الـسـرطـان وأن هـنـاك  أحـد البنوك أقام مقراً دائماً بالمستشفى لهذا الغرض، وقد ساهم هذا البنك فى إنشاء المستشفى ولكنهاشترط أن يكون ذلك من خلال شـراء الأجهزة الطبية بعيداً عن التبرعات النقدية.

والـبـنـوك عليها أن تـبـادر للمساهمة بالطريقة التى تراها مناسبة وبالأسلوب الــذى يمنع إهـــدار التبرعات وإنفاقها  فى حملات دعائية وإعلانية ومصالح وعــلاقــات وتــربــيــطــات.. والإدارة فن وعلم ولو كانت هناك إدارة مالية واعية وملتزمة لكانت كل هـذهالتبرعات قد أدت إلى وجود كيان مؤسسى يدار بطرق سليمة ولمــا كــان المستشفى قـدانتفض يبحث عن النجدة  والمساعدة!! وأعيدوا البناء من الداخل اولا ..!

>>>

ويتحدثون عن دار لرعاية المسنين فى حـلـوان ويــــروون قصصاً مرعبة لسوء المعاملة والإهـمـال وإهــدار حقوق الكبار رغـم أن رعـايـة الـفـرد الـواحـد تستلزم رسوماً قدرهاخمسة آلاف جنيه شهرياً. والحديث عن دور رعاية المسنين يثير فينا وداخلنا ألماً شديداً بأنيكون ذلك هو مصير الكبار وأن هذه هى النهاية. وإذا كــانــت دور رعــايــة الـكـبـار فكرة مقبولة فىالمجتمعات الغربية تتناسب مع ظروفهم وخصوصيات مجتمعاتهم وواقعهم المادي، فإنها لا تناسب مجتمعات الأسرة العربية القائمة على بر الوالدين واحترامهم وحسن معاملتهم وتدليلهم فى أيامهم الأخيرة فى الحياة. إن الأبناء الذين اشتكوا من سوء معاملة الكبار فى دًار للمسنين عليهم أن يسألوا أنفسهم أولا.. كيف ولماذا قبلوا التفريط فى الكنوز التىكانت فى حوزتهم.. فى الكبار الذين هم الضوء والنور فى الحياة.. وهم أيضاً البركة التىما بعدها بركة.. إن بر الوالدين هو أقصى درجـات الإحسان إليهما وأعظم البر هو برالوالدين «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا ًتقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً» صدق الله العظيم.

>>>

ومن بر الوالدين إلى التمزق فى حياتنا الاجتماعية منذ عرفنا وتعاملنا مع بعضنا البعضمن خلال مواقع التواصل الاجـتـمـاعـي، فالتهنئة بـالأعـيـاد عبر «الـواتـس آب» وكـل صباح هناك رسائل بـأمـنـيـات لـصـبـاح مـشـرق ويـــوم سعيد ومواعظ من كل شكل ومعني.. ولكن لا تواصل حقيقي.. لا زيـــارات.. لا مكالمات هاتفية ولا حـرارة فى المشاعر واللقاء.. تبلدت المشاعر والأحـاسـيـس وأصبحنا مجرد أرقام إلكترونية فى فضاء إلكترونى واسـع، وحتى العتاب بين الـزوج وزوجته أصبح على مواقع التواصل الاجتماعي.. وحياتنا أصبحت مفتوحة ومفضوحة للجميع.. ولــم يعد هـنـاك جـمـال فى المشاعروالعلاقات ولم يعد هناك حاجة لـشـاعـر يـمـدح ويـغـنـى للقمر والـحـب والخيال.. كل شيءأصبح مباحاً ومستباحاً والقمر دخل إلى بيوتنا وعشرات الأقمار تتنافس لجذب الاهتمام و«اللايكات».. وكل أصبح جاهزاً للبيع والشراء..!

>>>

ومادمنا نتحدث إلكترونى ونعيش حياتنا فى الـدائـرة الإلكترونية فـإن التخلص مـن الحياة أيضاً يجب أن يكون بنفس الطريقة.. والمـــدرس المقيم فـى الفيوم دخل أزمة معزوجته أو مع أحد أصدقائه فذلك ليس مهماً.. ولكن المهم أنه قرر أن يتخلص من حياته بحبة مبيد سام.. وقرر أن يكون ذلك على الهواء فى بث مباشر عبر الإنـتـرنـت.. ويـانـاس شوفونى وأنـا بأعانى وبأموت.. خلاص.. واحد.. اتنين.. تلاتة.. أنـا مت خــلاص..! إيـه الجنان ده وإيه هذا النوع من الضياع.. ربنا يلطف بالجميع..!

>>>

وأتــى الــزلــزال يذكر الـنـاس بــأن العمر لحظة.. وزلــزال الساعة الثانية صباح أمس كان بقوة «٥» ريختر.. يعنى زلزالا قوياً.. والحمد لله لم يسفر عن خسائر.. ولعله يكون خيراً ونتذكر حقيقة الحياة ونعمل لآخرتنا.

>>>

وبالمناسبة.. مـجـرد ســـؤال عـن بورصة «اللحوم».. هوه كيلو اللحمة وصل كام؟ فى كل مكان له سعر مختلف.. وطعم مختلف أيضاً..!

>>>

>> وأخيراً:

>> وسامحنى يا الله على كل لحظة يأست بها أو خفت فيها من الغد.

>>>

>> ومرات كثيرة تشعر بأن ليس هناك شيء ممكن أن يعبر عما بداخلك سوى كلمة «يارب» لا شعورياً تقولها لأنه ليس هناككلمة أصدق منها. الحمد لله أن لنا ربا نلجأ إليه.

>>>

>> وكل الذين حمدوا الله على حالهم، زادهم الله من فضله

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.