21 سبتمبر، 2024 - 1:33 م

«الخير يجمعنا».. والإهمال.. والتبرعات الوهمية..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                بقلم : السيد البابلى

تعود الذاكرة إلى الوراء.. إلى تلك الأيام الخوالى الجميلة فى حياة الناس وتقاليدهموعاداتهم.. أيام كان الجيران يتبادلون أطباق الطعام.. أيام كان الجار للجار والسعادة على وجوه الجميع عند زواج أحد الأبناء أو نجاح أحدهم.. أيام كانت أبوابنا مفتوحة بلاحواجز أو أسوار.. أيام كنا نتفقد أحوال بعضنا البعض ونسأل عن الغائب والمريضونساعد المحتاج والمسكين دون أن يدرى أو يسأل..!

وكانت هذه هى حياتنا وهذا هومجتمعنا وهذه هى أخلاقنا.. كنا أسرة واحدة تواجه الحياة ومتاعبها وصراعاتها وتطوراتها.. كنا سنداً ومصدر قوة لبعضنا البعض.. وكنا وسنظل نفخر بأننا البلد الذى لاينام فيه أحد «بدون عشاء».. وأتذكر هذه الأيام الجميلة وأنا أشاهد وأتابع عدداً منالسيدات فى إحدى المناطق السكنية الجديدة وقد قمن بإعداد وجبات غذائية فى عبوات وقمن بأنفسهن بتوزيعها على عمال النظافة وعلى عابرى السبيل وعلى المحتاجين.. وشاهدت بعضهن وقد قمن أيضاً بتنظيم حملة تبرعات لجمع الملابس القديمة وإعادة تدويرها لكى تكون فى متناول من يطلبونها ومن يحتاجونها. وعندما تتحرك الرحمة فىقلوبنا فإننا نستعيد الخير الذى يجمعنا والذى يشكل ويحافظ على قوة المجتمع وتماسكه ويعزز من قيم التعاضد والتكافل ويعيد إلينا أحاسيس جميلة من الإنسانية التى تجعل للحياة قيمة ومعنى وهدفاً. إن الخير الذى يجمعنا هو ما نحتاجه هذه الأيام فى معركتنا ضد الغلاء وضد الجشع وضد الاستغلال.. نحن فى حاجة إلى استعادة روح الأسرةالواحدة لكى نتجاوز الأزمـة ونحافظ على السلام الاجتماعى ونتجنب الأحقاد والصراعات الطبقية.. نحن كنا وسنظل بلد الخير والقلوب الطيبة.. وكل ما نحتاجه هو إعادة اكتشافأنفسنا من الداخل لإخراج مخزون الخير والجمال فى أعماقنا.

>>>

ومن الخير والجمال وأفضل ما فينا إلى الإهمال والتسيب وأسوأ ما فينا.. وأتحدث فى ذلكعن حادثين فى وقت واحد أظهرا أن أخطر أمراضنا هو الإهمال وأسوأ ما فينا هو ألا نتعلم من أخطائنا ومن تكرار نفس الأخطاء والحادث الأول فى مدينة نصر.. والثانى فى مدينة ٦ أكتوبر والأول يتعلق بسائق لودر دخل به فى خط للغاز فانفجر وأحرق معه ثلاثة أشخاص، والثانى فى ملعب لمباراة وحيث انهار المدرج وخلف وراءه عدداً كبيراً من المصابين. وفى الحادث الأول الذى تم فيه إلقاء القبض على سائق اللودر فأكاد أجزم أنه لايحمل حتى رخصة للقيادة مثله مثل آلاف من سائقى اللودرات فى مختلف أحياء مصر منأطفال يقومون بأعمال الهدم والردم ويقومون بإتلاف شبكات الكهرباء ومواسير المياه والصرف الصحى دون مبالاة أو اهتمام. وفى الحادث الثانى فإن الجماهير ذهبت لملعبالمباراة دون أن يكون هناك سيارة للإسعاف تحسباً لأى طارئ فى هذه التجمعات الجماهيرية..! و المسئولية ليس لها أب ولا أم.. وسـوف تتوزع المسئولية على الجميع وستهدأ الأمور وسنسمع الكثير من العتاب وسيظل مع ذلك الحال على ما هو عليه لأن أحداً لا يهتم وأحداً لا يتذكر ولا يلتزم بواجباته الوظيفية وأحداً لا يعاقب كما فى الكثير منالحوادث المشابهة. وما بين الحادثين يظل الإهمال قائماً.. وتظل اللامبالاة سائدة.. فقدكتبنا مرات ومرات عن سائقى اللودرات من الأطفال وصغار السن فى المدن الجديدة ومازالالحال على ما هو عليه.. يتحركون ويسرحون ويمرحون ويقودون اللودرات عكس الاتجاهدون أن يمنعهم أحد وأمام أعين الجميع.. وكتب غيرنا مرات ومرات عن حوادث كثيرة وقعت فى الملاعب وسقط فيها ضحايا لعدم وجود سيارات الإسعاف ومع ذلك فمازال الحال علىما هو عليه ولم يتغير واقع الأمور..!

>>>

وحديث متواصل فى السوشيال ميديا عن تبرعات بملايين الـدولارات وتبرعات بملايينالجنيهات من بعض لاعبى كرة القدم من المصرين فى الخارج.. والأرقام تعكس تطلعاتالناس وتخيلاتهم.. أما الحقيقة فهى أن هذه الملايين موجودة على مواقع التواصلالاجتماعى فقط ولم تصل إلى مستشفى السرطان أو غيره.. وأنها مجرد أمنيات لم تتحولإلى واقع بعد، ولعل التأخير يكون خيراً..!

>>>

لا تقتربوا من الدكتور العالم شريف أبوالنجا مدير مستشفى ٥٧٣٥٧ فالرجل قيمة وقامة وبـذل جهداً هائلا لإنشاء مستشفى على أعلى مستوي.. والرجل حـارب ويحارب من أجل استمرار المستشفى فى أداء رسالته.. وهو لا يبحث ولا ينتظر الشكر والتقدير من أحد وسعادته هى فى شفاء طفل مريض بالسرطان أو فى الحصول على جهاز أو دواء جديد يساهم فى علاج المرض الخبيث.. وابتعدوا عن إلقاء الاتهامات جزافاً وعن تدمير ما نملكه من كفاءات وخبرات ونجوم تضيء لنا معالم الطريق.

>>>

ونذهب إلى حى الخصوص.. ومبيض محارة دخل فى مشادة كلامية مع زوجته، فقامببساطة بذبحها ثم ذهب إلى صلاة الفجر.. عادى عادي.. دى نقرة.. ودى نقرة..!

>>>

ويا سلام على الجامعة وحلاوتها فى عين الطلاب.. وإحـدى الجامعات الحكومية فىالدلتا قررت استخدام تقنية الفار (VAR) لكشف حالات الغش فى الامتحانات بالرجوع إلىالكاميرات عند الشك فى وقوع حالات غش لم يرصدها المراقب..!

وقرار الجامعة كان حديث الطلاب ومثار تعليقات كوميدية على السوشيال ميديا للمقارنة بين قرار الجامعة وقرارحكم المباراة عند استخدام تقنية «الفار».. وتعليقات الطلاب تكسب وقـرار الجامعة يخسر.. والتعليم له أساليبه الأخري..!

>>>

وأخيراً: >> عندما يتسع حب الله فى قلبك ً ستجد الضعف قوة، والبعثرة ترتيباً وجمالا..مع الله أنت بخير.

>>>

>> وقمة القوة أن تحافظ على قواك العقلية وسط جميع الضغوط النفسية من حولك.

>>>

>> ولا تنسى وإن شغلتك الحياة.. أن تأتى لزيارتي عسى أن ترد إلى صدرى نفساً ينقطعحن تغيب.. لا تنسي.

>>>

>> وإذا كان للسعادة أوقات فمن المؤكد أنها تبدأ بك

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.