21 سبتمبر، 2024 - 1:41 م

الكلمة مسئولية.. ومعونات الشتاء.. وعندما تتراجع «النجومية»..!

الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

              بقلم : السيد البابلى

وشاهدت برنامجاً تليفزيونياً رياضياً تذاع منه فقرات وفقرات على مواقع التواصلالاجتماعي.. ولم أصدق نوعية ما دار من أحاديث خلال هذا البرنامج والكم الهائل من الألفاظ السوقية والخارجة عن الأداب التى حفل بها.. ولم أتخيل يوماً أنه يمكن أن الانفلات فى المعايير والمفاهيم قد تخطى كل الحدود إلى هذه الدرجة التى لا مثيل لها من قبل..!

ولأن هذا لم تكن المرة الأولى التى تشهد خروجاً على النص بهذا الشكل فإن هذا يدعونا إلى الرجوع إلى الوراء عندما كانت هناك أخلاقيات وأدبيات لا يمكن تجاوزها ويتم اتخاذ إجراء رادع بشأنها كما حدث قبل عدة سنوات من معلق لكرة القدم انحاز لفريقه بعد أن منى مرماه بهدف فخرج عنه لا شعورياً تعليق جارح فتم إيقافه ولم يعد إلى التعليق مرة أخري..!

وأقــول ذلـك لأن الكلمة مسئولية.. والكلمة التى تخرج من الأفــواه مثل الرصاصة التى لاتعود مرة أخرى إلى البندقية.. وجرح وتأثير الكلمة هو أشد خطراً وضرراً من جرح السيف أو الرصاصة.. فجرح السيف يمكن الشفاء منه، أما جرح الكلمة فيظل باقياً عالقاً يترك ندوباً وآثاراً لا تلتئم أبداً.

ومسئولية الكلمة تعنى أن يكون هناك انضباط واحترام ومراعاة لمشاعر الآخرين ورقى فىاستخدام الكلمات والتعبيرات والإيماءات والإشارات سواء كان الحديث رياضياً أوسياسياً أو اجتماعياً أو حتى دينياً لأن من يتحدث عبر وسائل الإعـلام المختلفة لا يخاطبنفسه وإنما يتوجه بحديثه إلى فئات متعددة الثقافات والاتجاهات وتحتاج إلى الخطابالإعلامى الذى يعزز ويكرس ويغرز قيم الاحترام فى الحوار وفى الاختلاف وفى عرضوجهات النظر.

إننا فى حاجة إلى انتقاد أنفسنا بأنفسنا وإصلاح أخطائنا وعيوبنا قبل أن يتحول الخطأ والتجاوز إلى قاعدة والصح والالتزام إلى استثناء..!! هناك الكثير منالأخطاء تحتاج إلى وقفة وإلى تصحيح سريع وفوري.

>>>

ونتحدث عن الجوانب الأجمل فى مجتمعنا.. نتحدث عن الخير فى قلوب أهل الرحمة ونشيد بالجهود التى تبذلها مؤسسات المجتمع المدنى بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية استعداداً لفصل الشتاء بتنظيم حملات لإيصال معونات الشتاء من بطاطين وملابس ومواد غذائية إلى الأسر الأولى بالرعاية. وهذا العام ومعالأوضاع الاقتصادية الصعبة فإننا نتوقع ونأمل فى مزيد من حملات التبرع والمساهمة فىالبعد الاجتماعى بالتعاضد والتكاتف من أجل أن يكون هناك شتاء بلا معاناة وبلا ألم لكل الأسر التى تتعفف عن السؤال والتى تحتاج إلى الدعم والمساعدة. ولقد تابعت على العديد من مواقع التواصل الاجتماعى حملات من بعض السيدات الفاضلات لجمع الملابس التى يستغنى عنها أصحابها وتجهيزها لتوزيعها على الجمعيات الخيرية وعلى عمال الشوارع وعلى العمالة الموسمية وعلى الأسر المحتاجة، وهى حملات تعبر وتعكس الدورالاجتماعى الرائد والضرورى للمرأة المصرية فى تدعيم السلام الاجتماعى القائم علىأساس من التنافس فى الخير والسعى لإدخال الفرحة فى كل القلوب.. وهذه هى صورة مصر الخير دائماً.

>>>

وآه يا زمن آه.. فقد تقدمت الفنانة الكبيرة سناً وفناً إلى الدخول لقاعة مهرجان القاهرةالسينمائى ومرت بجوار عشرات المصورين والضيوف ولم يلتفت نحوها أحد ولم يطلبمنها التصوير مع أحـد.. ولا وقفت لالتقاط الصور التذكارية.. بينما كان الطلب بالطبعمتزايداً على غيرها من الفنانات من صغار السن لالتقاط الصور التذكارية.. والتصوير لميكن من أجل الفن والعطاء وقيمة الفنان.. التصوير كان منصباً على «الفساتين الشفافة» والأكتاف العارية.. وويل للفنان عندما تنحسر عنه الأضواء والنجومية ويسير وسطالناس نسياً منسياً..!! لحظات من العذاب والحسرة والجمال الذى لا يدوم أبداً..!

>>>

ولأن الحكمة أحياناً ما تأتى من أفواه المجانين فإن أطرف ما قيل عن «العولمة» جاء علىلسان «حشاش» مثقف عندما سألوه.. ما هو التعريف الأكثر واقعية للعولمة فقال.. موتالأميرة ديانا!

وكيف ذلك يا فيلسوف فأجاب.. أميرة إنجليزية مع عشيق مصرى بحادث اصطدام فى نفقفرنسى داخل سيارة ألمانية تعمل بمحرك هولندي، يقودها بلجيكى كـان مخموراًبالويسكى الاسكتلندي، وملاحقة من مصورين وصحفيين إيطاليين على دراجات بخاريةيابانية، عولجوا من قبل طبيب أمريكي، يستعمل أدوية برازيلية، وتم إرسال الخبر عبرتقنية بيل جيتس الأمريكي، وأنت تقرأ ذلك على هاتفك الذى يستعمل رقائق إلكترونيةتايوانية وشاشة كورية، وتم تجميعه من قبل عمال بنجلاديشيين فى مصنع سنغافوري،ونقل بباخرة صينية، طاقمها هندى إلى ميناء إماراتى ثم نقل من قبل سائق شاحنةباكستاني..! وهنا انتهت لفافة الحشيش الأفغاني، فنهض ليجهز رأس معسل بحرينىعلى أرجيلة تركى مع كأس عرق ومازات لبنانية ورقصات أسبانية على إيقاعات خليجية..! وده مش حشاش.. ده إحنا اللى اتسطلنا من كلامه خلاص..!

>>>

وفى قضايا محكمة الأسرة فإن الزوج المسن ذهب يشكو زوجته التى تعدت الستين منالعمر بعدة سنوات لأنها بعد أربعين سنة زواجاً قررت الانفصال عنه بحجة أنها تريد أنتعيش بحرية..! ونقول إيه.. يا راجل كلها كام يوم و»الصبغة» تروح وترجع تعد النجوم.. وتبدى الندم.. وكلمة واحدة حلوة كانت أفضل من ميت محكمة.

>>>

ومنتخبنا القومى لكرة القدم فى الكويت لمباراة ودية مع بلجيكا يوم الجمعة القادم.. وذكريات ما حدث فى مباراتنا مع كوريا الجنوبية الودية أيضاً مازالت عالقة فى الأذهان ولكن هذه المرة معكم صلاح وجمهور الكويت الذى أحسن استقبالكم والجالية المصريةالتى ستجلجل فى الملعب.. واجعلوها مباراة للتاريخ.. المنتخب البلجيكى ليس سهلا.. وشرفونا حتى وإن كانت المباراة ودية.. عاوزين نفرح ونطمئن أننا نلعب كرة قدم..!

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.