21 سبتمبر، 2024 - 1:47 م

وكان القرار والاختيار.. والأمريكان وأم الدنيا.. وسائق النقل

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

                بقلم : السيد البابلى

وكان لابد أن نختار..!! نختار ما بين الأمن والاستقرار ومواصلة المشوار.. أو الفوضى والنزول إلى الشوارع  والدخول فى متاهات ودوامات فى طريق المجهول!!

ولم يكن هناك تردد فى اتخاذ الموقف والقرار.. ولم يكن هناك قلق أو خوف من القرار.. فالشعب الذى عاش الماضى القريب عندما كنا فى النفق المظلم بعد أحداث يناير من عام 2011 لم يكن ليسمح بتكرار التجربة مرة أخرى بكل أبعادها وأيامها المرعبة السوداء.. والشعب الذى عاش نعمة الأمن والاستقرار والاطمئنان على ماله وعرضه وممتلكاته الخاصة والعامة لم يكن ليرضى بأن نعود إلى المربع صفر من جديد وأن يفقد زمام الأمور فى فوضى ستأخذ معها وتحرق الأخضر واليابس. ولأن القرار كان معروفاً ومتوقعاً فإن الناس استمعت للدعوات التحريضية وتعاملت معها بنوع من السخرية مقرونة برفض شعبى للإضرار بالمصلحة الوطنية خاصة أن هذه الدعوات صدرت عن أشخاص يفتقدون الصدق والمصداقية ويحملون فى أعماقهم كراهية شديدة للوطن وللشعب ويبحثون عن تصفية حسابات شخصية وسياسية حتى وإن كان الثمن دماء مصر كلها.

والشعب تعامل مع ثورة التيك توك أو ثورة الفيس بوك على طريقته فرد عليها بسلسلة منالتغريدات والفيديوهات التى عكست وعيا مقرونا بالاستهزاء من الذين اعتقدوا أن فى مقدورهم خداع الشعب ودغدغة مشاعره..!!

وأتى 11 نوفمبر الذى كانوا يتوقعونه يوما للثورة المزعومة ليصبح يوما لتأكيد الحفاظ على المكاسب اليومية، ويوما للفرحة بما يتحقق من نجاحات فى قمة المناخ التى اثبتت مكانة وقيمة مصر.. ويوما نجدد فيه التذكير بقيمة الوعى الشعبى فى مواجهة الأزمات.. لقد كان هذا اليوم هو شهادة للتاريخ وللعالم بأن مصر قوية.. وقوتها تكمن فى شعبها.. وفى أمنها وفى استقرارها.

>>>

فى شرم الشيخ أتى الأمريكان لينضموا إلى مظاهرة العالم فى حماية كوكب الأرض.. ولكنهم أتوا برسالة خاصة تعيد التذكير بأهمية العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر.. أتوا لدحض الشائعات والاجتهادات عن وجود تباعد فى المواقف بين البلدين.. وقد أتوا بالسلطتين التشريعية والتنفيذية.. ففى السلطة التشريعية جاءت المرأة الحديدية نانسى بيلوسى رئيس مجلس النواب التى حرصت فى سابقة لم تحدث من قبل على أن تتأبط ذراع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تعبير بالغ الدلالات عن حجم التقدير للرئيس المصري.. ثم أتى الرئيس الأمريكى جو بايدن ليقول إن مصر توصف منذ أمد بعيد بأنها «أم الدنيا»  وأنه كان من المناسب لذلك استضافتها لهذهالفعالية البيئية والمناخية.

وعندما تأتى الولايات المتحدة الأمريكية بكل هذا الثقل والتمثيل رفيع المستوى إلى مصرفإن هذا يعكس ويترجم أهمية مصر.. مصر التى يعرفون قدرها وثقلها.. ومصر التى يقدرون حجم التحديات التى تواجهها وحجم الإنجازات التى حققتها.. ومن حقنا أن نفرح بأن العالم كله عندنا.. والعالم كله يتجاوب ويتفاعل معنا.

>>>

ونعم ــ نحن «أم الدنيا».. نحن بلد عظيم حر فيه الإنسان من معدن خاص.. فيه الإنسان هو مصدر قوتنا.. الإنسان الذى يبدع فى كل الظروف والأزمات.. الإنسان الذى يكافح منأجل الحياة.. الإنسان الذى لا يفقد الأمل أو التفاؤل.. الإنسان الذى يبحث عن الحق فىالحياة دون حقد ودون مساس بأحد.. الإنسان الذى يتمسك بدينه وبعاداته وتقاليده فىمواجهة هجمات شرسة بدعوات غريبة للتفسخ الاجتماعى والانهيار الأخلاقى والديني.. الإنسان يحمد ويشكر الله فى كل الأوقات.. والإنسان الذى يشارك فى الحضارة الكونية بجيوش من العلماء  والأطباء والمهندسين والمفكرين والفنانين.. الإنسان الذى حقق المعجزة فى سنوات قليلة بإعادة بناء بلد جديدفى أم الدنيا.

>>>

وتعالوا نعرف ونتعرف على أهمية ومعنى وكيفية التغيير من خلال هذه المواقف التى جرت أحداثها بالقرب من الجامعة البريطانية فى مدينة الشروق.. فقد أتى سائق السيارة النقل يحاول السير عكس الاتجاه للدوران إلى الخلف.. ووقف الرجل الكبير فى السن بسيارته أمام السيارة النقل وطالبه بأن يقود سيارته بضعة مترات أخرى ليسير فىالاتجاه الصحيح للدوران.. ورفع سائق النقل صوته مهدداً الرجل بدهس سيارته إن لم يبتعد من أمامه.. وابتلع الرجل حبوب الشجاعة وظل ثابتاً على موقفه وأتت من خلفه سيارات أخرى كانت تطلق أبواقها مطالبة الرجل بالتحرك.. وعندما أدركوا حقيقة الموقف فإنهم انضموا إليه وتعالت أصواتهم تأييداً له.. ولم يجد قائد السيارة النقل إلا أن يستجيب لهم وأن يعود إلى الخلف ليتخذ المسار الصحيح..! وما حدث هو مثال لإرادة التغييروالإصلاح.. نحن الشعب نملك التغيير بسلوكياتنا.. بانضباطنا .. بتصحيحنا للأخطاء.. والتغيير لا يأتى بالثورات والشعارات.. التغيير ينبع ويبدأ وينتهى من داخلنا.. نحن إرادة الشعب التى تصنع المعجزات.

>>>

وأكتب فى قضية أحد المسجونين الذى ثار حوله الجدل والتدخلات، وأقـول فى ذلك إنالمصلحة الوطنية قد تقتضى أن يكون هناك نهاية إنسانية فى هذه القضية.. ووجود هذا السجين فى السجن لا فائدة منه.. وخروجه يمثل فارقا كبيرا.. وقيمته هى فى وجوده وراءالقضبان.. وخروجه منها سيعنى نهاية الحكاية.. ونهاية المزايدات..!

>>>

وأسـوأ مسلسل «بايخ» هو المتعلق بالمطربة إياها وزوجها وحواديت المخدرات.. والشتائم المتبادلة.. والطلاق والزواج.. وناس عايشة فى عالم الإدمان والهبل وقلة الأدب.. هذه الفنانة المطربة تدمر نفسها بنفسها.. أزمة ثقافة وأزمة تربية وجنون الفلوس التى بغير حساب..!

>>>

وننتقل إلى خارج الحدود.. إلى مملكة البحرين واحة الجمال فى الخليج العربى وحيث أجريت أمس الانتخابات النيابية والبلدية وحيث تنافس على مقاعد البرلمان الأربعين خمسمائة وستعة عشر مرشحاً من بينهم مائة وسبع سيدات.

وانتخابات البحرين التى جرت فى أجواء هادئة تميزت بوجود أعداد كبيرة من المرشحات اللاتى يعكس وجودهن بهذا الحجم دور المرأة فى صياغة وصناعة مسيرة التنمية فى البحرين.. المرأة فى البحرين نموذج للعطاء والتفوق ونتاج لسياسات تعليمية ساهمت فى تكوين شخصية بالغة الاستقلالية والتميز.. ومجلس النواب البحرينى كان تحت رئاسةامرأة وهى السيدة فوزية زينل التى قادت المجلس باقتدار طيلة أربع سنوات وكانت خيرنموذج وسفيراً للمرأة البحرينية.. كل التمنيات لمملكة البحرين بأن تواصل مسيرتها التنموية الحضارية الرائعة وأن تنعم دائماً بالأمان والاستقرار.

Sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.