21 سبتمبر، 2024 - 3:53 م

«لسنا قضاة».. والموقف من السد.. والحياة بعد الستين..!

1 min read
الكاتب الصحفي السيد البابلى

الكاتب الصحفي السيد البابلى

 

               بقلم : السيد البابلى

فى قضية وفــاة الإعـلامـى وائــل الإبـراشـى فإن النيابة بعد تحقيقات طويلة استمرت عدة أشهر استبعدت الشبهة الجنائية وتم تبرئة ساحة الطبيب المعالج الذى اتهم بالإهمال والتسبب فى وفاة الإبراشي. وتبرئة هـذا الطبيب أو التأكيد على أنـه لم يخطئ فى علاج الإبراشى هو درس لنا جميعاً بأن لا تقودنا العاطفة ولا اعتبارات الزمالة ولا الحماس إلى توجيه الاتهامات جزافاً فى قضايا تخرج عـن نطاق اختصاصنا وتتعلق بسمعة الناس ومكانتهم وقيمتهم، فنحن لسنا قضاة نصدر أحكاماً قاطعة ووظيفة الإعلام تنحصر فى نقل الخبر بعد التأكد منه ومن مصداقيته ومن مصادره المسئولة. ونقول ذلك لأن الأمور قداختلطت على البعض الذين باتوا يخلطون ما بين الوقائع والحقائق وآرائـهـم وقناعاتهم الشخصية بحيث لم يعد معروفاً إذا كان ما يكتب وينشر ويذاع هو الخبر أو التعليق  والرأي..! ويقيناً فـإن مـن مسئوليات الإعـــلام كشف كل أوجــه القصور والأخـطـاء ولكن هـذا يستدعى توافر المعلومات الصحيحة والتأكد منها وعدم توجيه أحكام بالإدانة دون أن تكون هناك أسانيد قانونية لذلك. إننا فـى المهنة التى تمثل ضمير الأمــة  يجب أن نـكـونأكـثـر حـــذراً فـى اسـتـخـدام الكلمات والتعبيرات.. فجرح الكلمة هـو أكثر تأثيراً وخطراً منجرح السيف وقد يكون أيضاً أكثر إيلاماً، فجرح السيف قد يبرأ ويشفى منه ولكن جرح الكلمة لا يبرأ أبداً وليس له علاج..!

>>>

وأتحدث فى قضيتنا المصرية.. قضية الأمن المائى وتطورات التعامل مع سد النهضة.. وأكتب فى ذلك متسائلا عن مواقف بعض الــدول العربية فى هذه القضية والبيانات الصادرة والتى تلجأ إلى العبارات الغامضة المطاطة فائقة الدبلوماسية فى اختيار الألفاظ والتى لا تخاطب الأزمة مباشرة ولا تتخذ فيها مواقف واضحة أو قوية أو مساندة لحق مصر والسودان فى هذه القضية.

إن قضية سد النهضة المصيرية تتطلب دعما عربياً قوياً وواضحاً ملتزماً بما صدر عنجامعة الـدول العربية فى هذا الشأن.. هذه قضية من قضايا الحق العربى ولا تحتملأنصاف المواقف أو دبلوماسية العبارات..!

>>>

ونقف مع المملكة العربية السعودية الشقيقة فى مواجهة حملات تحريض وكراهية منبعض وسائل الإعـلام البريطانية التى اعتادت اتخاذ مواقف ضد السياسات والـدول العربية. ونقول فى ذلك إن وسائل الإعلام البريطانية اعتادت التحدث فـى قضايانا بمنطق الـوصـايـة وكـأن «بريطانيا العظمي» مازالت هى التى تدير شئون ومصائر العالمالعربى وكأنه لازما على العرب أن يستشيروا فى كل أمورهم المستعمر القديم الذى نهب ثرواتهم  والذى لم يتم محاكمته حتى الآن على جرائمه فى سنوات الاحتلال الطويلة للعالم العربي.

إن المملكة العربية السعودية التى تعود لأداء دور محورى جديد فى السياسات العالمية وخاصة الاقتصادية تدفع ثمن التغيير والاستقلالية فى القرار وهو ما سيجعلها هدفاً لحملات إعلامية مناهضة من دول تعتقد أنها يمكنها من خلال ذلك التأثير على قرارات المملكة وسياساتها. لقد تعرضت السعودية لحملات كثيرة من هذا الـنـوع.. ومـازالـت القافلة تسير وبسرعة أكبر وليس علينا جميعاً إلا النظر إلـى مصالحنا ومصالح شعوبنا قبل أية اعتبارات أخري.

>>>

ونعيش مـع قضايانا المحلية وواقعنا المــرورى الغريب العجيب، والـرجـل الــذى يقود سيارته وبـجـواره زوجـتـه بينما أطفاله وقـد أخرجوا رؤوسهم من نوافذ السيارة ووقفوا وهم يلوحون بـالأعـلام.. وعندما نصحه آخـر بالحفاظ على سلامة أطفاله فإنه بدلا من أن يتقبل النصيحة فإنه انهال عليه بالشتائم مطالباً إيـاه بـأن لا يتدخل فيما لا يعنيه..! وشــاب كــان يتجاوز الآخرين بسرعة فائقة من اليمين على الطريق السريع من مدينة بنها إلى مدينة قويسنا وكاد أن يدهس بسيارته عدداً من الواقفين على يمين الطريق وعندما طلب منه سائق آخر أن يلتزم بالحارة المرورية كاد أن يصدمه عمداً لأنه تجرأ على هذا الطلب..! أما أغرب المشاهد فى مدينة الرحاب فكان لفتاة تتحدث فى الموبايل بيد وفى اليد الأخـرى «النسكافيه»  وتقود السيارة وهى فى حالة اندماج كامل مع المحادثة الهاتفية.. وياعوازل فلفلوا..!!

وهذه المشاهد جزء بسيط من فوضى مرورية على كل المستويات وفـى كلالمناطق توضح وتعكس الحالة المرورية لناس لا تدرى ولا تعرف شيئاً عن قوانين المرور ولاقواعد القيادة.. ناس حولت الشوارع إلى ساحات للحوادث والموت وجرائم من صنع أيديناو» بمزاجنا»..!

>>>

أمـا الناس الرايقة فـإن كل يـوم هناك جديد.. والجديد كان فى كفر الشيخ والسيدة«حبيبة» التى وضعت لافتة كبيرة فى أحد شوارع المدينة لتهنئة زوجـهـا المهندس«أحـمـد» بعيد ميلاده وكتبت عليها «العمر ليك يا أغلى الناس على قلبي».. وفى اللافتة صورتها وصورته قبل عيد ميلاده فى الثامن من هذا الشهر..! وأحمد محظوظ بحبيبة وحبيبة محظوظة بأحمد.. ولكن الحب الحقيقى فى القلوب وفى النظرات والهمسات وليس على قارعة الطريق.. الحبالحقيقى يخاف من الحسد ومن عيون الناس ومن كلامهم.. ودارى يا حبيبة على شمعتك حتى تظل مضاءة.. واحفظيها من العين والحسد.

>>>

ويسألنى مـــاذا بعد الــوصــول إلــى سـن الستين والمــعــاش.. مــاذا بعد أن ضـاع ومـرقطار العمر بسرعة!! ويا صديقى «الشاب» السن ليس هو ما تبلغه من العمر بل هو ماتشعر به.. وعش أيامك الجميلة الـقـادمـة، وانـظـر إلـى العالم حولك.. المسنون فى العالم يستمتعون بالحياة والتخلص من الأعـبـاء الوظيفية ويتحررون من الجدية والالتزام.. ويعيشون الواقع إلا فى دولنا العربية فإنهم يعيشون المـرض والحزن والاكتئاب.. فى دولنا العربية فإن المسنين يموتون قبل الموت مع أن الإقبال على الحياة هو ما يطيل العمر ويسعد الإنسان.. وعش أيامك عش لياليك والستين بداية حياة وليست نهاية.

>>>

وفى اليابان أنتجوا ملابس بمروحة للحيوانات للتغلب على حرارة الصيف.. وفى التجمعالخامس ألقوا القبض على أحد الأشخاص يقوم «بسحل كلب» فى سيارته لإضحاكأطفاله..!! ولا تعليق..!

>>>

>> وأخيراً:

>> أسرع الناس بكاء هم البسطاء الذين لا يستطيعون شــرح مـا فـى قلوبهم، فتفيضالدموع كلمات.

>>>

>> وأحياناً نرحل.. ليس حباً بالرحيل ولكن لا فائدة من البقاء.

>>>

>> وإن سألوك.. كيف تخطيت قل رضيت.. فأرضانى الله

sayedelbably@hotmail.co.uk

اقراء المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد مرة أخرى

Copyright © All rights reserved.